بعد الحديث عن اقتراب الحسم.. هذه مكاسب إيران من الاتفاق النووي
الخميس 01/سبتمبر/2022 - 07:20 م
محمد شعت
ما زالت المباحثات جارية حول المقترح الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي، ومن الواضح أن المقترح تسبب في قطع مسافة إيجابية، رغم وجود بعض النقاط العالقة والتي ما زالت تبحث عن حل، فقد سلمت واشنطن الأوروبيين ردها الأسبوع الماضي، وسط تأكيدات بأن إيران قدمت تنازلات في المباحثات.
ورغم أن طهران أعلنت تسلمها رد الولايات المتحدة على ملاحظاتها لحل القضايا العالقة في مفاوضات فيينا، لكنها أكدت أنه لا يمكن تحديد موعد للرد على مسودة الاتفاق النووي، لكنه سيكون في أقرب وقت، مشيرة إلى أنه لم يتم الفصل حتى الآن في قضايا حساسة وجوهرية ومصيرية.
تفاؤل حذر
رغم التصريحات المتفائلة من الجانبين الأمريكي والإيراني، فإن التفاؤل لايزال حذرًا، وهو ما يشير إلى أن هناك بعض النقاط التي قد تعرقل إتمام المفاوضات وإحياء الاتفاق رغم التقدم الذي تحقق خلال الفترة الأخيرة، وقد بدا ذلك من خلال تصريحات الجانبين التي أعلنت أكثر من مرة أن التوصل إلى اتفاق ليس مضمونًا بعد.
ويبدو أن الولايات المتحدة ما زال لديها بعض التحفظات، على الرغم من تأكيدها على أن إيران قدمت تنازلات خلال المباحثات، لكن مسئولًا أمريكيًّا ألمح في تصريحات الأسبوع الماضي إلى أن إمكانية الوصول لاتفاق جديد ليست واضحة أو مضمونة، ما يشير إلى أن هناك بعض النقاط التي لم تتم تسويتها.
واعترف جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، في تصريحات لشبكة CNN، بوجود بعض الفجوات بين جميع الأطراف ولكن العمل سيتواصل لتحقيق نتيجة إيجابية، إلا أنه عاد ليؤكد أن الاتفاق اليوم أقرب مما كنا عليه قبل نحو أسبوعين، مضيفًا: «ذلك بفضل استعداد إيران للتنازل عن بعض مطالبها الأساسية حيال المحادثات الجارية بشأن الاتفاق النووي».
وعلى الجانب الآخر، بدا من خلال تصريحات الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أن هناك تطلعات إيرانية تتمسك بتنفيذها، وأنه لا اتفاق من دونها، حيث قال رئيسي في مؤتمر صحفي: «لقد أكدنا على التحقق والضمانات الموثوقة في المفاوضات".
أضاف رئيسي: «إننا نصر على ضرورة حل قضايا الضمانات، وهذا ركن من أركان المفاوضات، ومن دونها، لا معنى للحديث عن اتفاق»، وشدد رئيسي على أن «الاتفاق يجب أن يترافق مع النقاط التي تتبعها إيران كاستراتيجية».
مكاسب إيران
وحال التوصل إلى إحياء الاتفاق النووي 2015 «خطة العمل المشتركة»، بالصورة القديمة يتحقق أول مكسب لإيران، حيث إنه مع بدء مفاوضات إحياء الاتفاق، كانت هناك بعض البنود الإضافية التي كان يخطط إضافتها للاتفاق الجديد، والتي تتمثل في برنامج الصواريخ الباليسيتة، إضافة إلى ملف النشاط الإقليمي، إلا أن المراوغة الإيرانية أبعدت البنود الجديدة عن مائدة التفاوض.
ويتمثل مكسب إيران الثاني في رفع العقوبات التي أثرت سلبًا على اقتصادها منذ انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق في عام 2018، وهو ما سيمنحها القدرة على الاستمرار في مشروعها ودعم وكلائها، بعد قدرتها على العودة إلى الأسواق وبيع نفطها والعودة للنظام المصرفي.
أما المكسب الثالث فيتمثل في استعادة الثقة الشعبية في الداخل الإيراني والتي شهدت انهيارًا خلال السنوات الأخيرة بسبب الفشل في الكثير من الملفات، والعزلة الدولية التي كانت تعاني منها، والتي ستكسرها بإتمام الاتفاق، وتسويق انتصارها في المفاوضات بعدما استبعدت البنود التي رفضتها.





