مفاوضات فيينا.. فرصة أخيرة أمام روحاني لتصحيح مسار إيران
يعلق الإيرانيون آمالهم على المفاوضات النووية الجارية في العاصمة النمساوية فيينا بين إيران ومجموعة 4+1، في أن تسهم تلك المفاوضات في رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران منذ انسحاب الرئيس الأمريكي السابق «دونالد ترامب» من الاتفاق النووي في مايو 2018، وتعد هذه فرصة الرئيس الإيراني «حسن روحاني» الأخيرة كي يثبت وعوده للإيرانيين، خاصة أن فترة رئاسته لم يبق على انتهائها سوي شهرين.
ورغم مرور أسبوعين على مفاوضات فيينا التي انطلقت مطلع أبريل 2021، فما زالت الرؤية غير واضحة حول نتائج تلك المفاوضات الهادفة لإحياء الاتفاق النووي، ولم نجد سوي تصريحات من قبل مسؤولي النظام الإيراني يعربون عن آمالهم في أن تسهم تلك المفاوضات في رفع الحظر الأمريكي بل ومؤكدين أن رفع الحظر هو الأولوية الأساسية لتلك المفاوضات.
وفي الوقت ذاته فإن إيران اتجهت لرفع ورقة ضغط كي تتمكن من إجبار أعضاء الاتفاق النووي في قبول شروطها ورفع العقوبات المفروضة عليها، وذلك بإعلانها مؤخرًا رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، وهو ما يعني اقترابه من تصنيع القنبلة النووية، وهذا ما أقلق دول الترويكا الأوروبية بشدة.
مصادرة الممتلكات
وفي ظل ذلك، بدأ التساؤل الرئيس يظهر على السطح، ماذا لو خسرت إيران في مفاوضات فيينا ولم يتم رفع الحظر الأمريكي؟، جاوب عن هذا التساؤل النائب البرلماني الإيراني «إحسان أركاني»، الذي قال في تغريدة على حسابه بموقع تويتر في 23 أبريل 2021، «فى حال فشل المفاوضات الجارية فى فيينا وعدم تمكن الوفد الإيراني من رفع العقوبات عن طهران، ينبغي مصادرة جميع ممتلكات وأصول ومنازل الرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف وأعضاء الوفد وعباس عراقجي كبير المفاوضين، كضمان وبيعها لصالح الشعب الإيراني».
ولفت «أركاني» في تغريدته، إلى أن الرئيس الإيراني الحالي ومسؤوليه لطالما تعهدوا للإيرانيين بتنفيذ عدد من الأمور ثم اخفقوا فى ذلك، إذا فإن مساءلتهم من قبل البرلمان ووضع عقوبات أمامهم ستجعلهم ينفذون تلك الوعود.
ولادة سلاح نووي
ومن جهة أفاد عدد من المحللين السياسيين، أنه في حل فشلت مفاوضات فيينا في تحقيق أهداف كل من إيران وأيضًا القوى الكبرى مجتمعة، في هذه الحالة ستتجه إيران أكثر لتطوير قدراتها النووية وبشكل علني، وستتمكن من ولادة سلاحها النووي، واضعة مجموعة 5+1 في زاوية العزلة من جهة، والتخوف من المقدرة النووية الإيرانية من جهة أخرى، لذلك إذا لم يتم الوصول إلى نتيجة في المفاوضات ستتخذ أوروبا وأمريكا موقفًا موحدًا ضد البرنامج النووي الإيراني.
وهو ما يمثل بلا أدني شك تهديدًا كبيرًا للعديد من الدول في منطقة الشرق الأوسط بل والعالم، حيث ستنحصر المواجهة المرتقبة بين إيران وبعض الدول في أضيق أماكن الشرق الأوسط، بمزايا قدرتها على إسكات الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
والأمر الثاني، أن فشل مفاوضات فيينا، سيجعل إيران تسير كما هي، فهي لديها المقدرة للتحايل على تلك العقوبات، فضلًا عن قيامها خلال الفترة الماضية، بتطوير علاقتها مع الصين بتوقيع اتفاقية التعاون الشامل لمدة 25 عامًا، واتجاهها أيضًا إلى الحليف الروسي لتوطيد العلاقات معه، وهذا الأمر بحد ذاته يعد ضربة كبيرة لواشنطن.
مكاسب إيرانية
ومن جانبه، قال الدكتور «مسعود إبراهيم حسن» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، إن من سلبيات مفاوضات فيينا، عدم التقاء الوفد الإيراني بالأمريكي حتى الآن، مما يجعل الاتحاد الأوروبي يقوم بدور الوسيط للوصول إلى نقطة مشتركة بين الطرفين، خاصة أن الاتحاد يرفض امتلاك إيران للسلاح النووي، الذي يعى جيدًا أنه من الضروري الاستمرار في مفاوضات فيينا وعدم الفشل.
ولفت «إبراهيم حسن» في تصريح لـ«المرجع»، في حال فشل المفاوضات، ستكون إيران الفائز الوحيد؛ خاصة أن فكرة العقوبات لم تكن عقبة أمام مسيرة إيران النووية، إذ تمكنت إيران من بيع نفطها بطرق غير مشروعة وفتحت أبوابًا جديدة مع أعداء واشنطن (روسيا، الصين، كوريا الشمالية)، وهنا الضغط سيكون على أمريكا والاتحاد الأوروبي، اللذين سيعملان على محاولة الوصول لحل مع إيران.





