ad a b
ad ad ad

الأزمة الإيرانية.. هل تنجح الوساطة والجولات المكوكية في نزع فتيل التوتر؟

الأربعاء 24/يوليو/2019 - 09:50 ص
المرجع
علي رجب
طباعة

شهدت العاصمة الإيرانية طهران، خلال الأيام الماضية زيارة عربية للوساطة بين نظام خامنئي، وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لنزع فتيل التوتر بين الجانبين، في وقت يزور فيه مسؤول إيراني العاصمة الفرنسية، لأجل الهدف ذاته، وذلك قبيل اجتماع غير عادي للجنة المشتركة الخاصة بالاتفاق الموقع مع إيران بشأن ملفها النووي في فيينا يوم 28 الشهر الجاري.


ويشارك في الاجتماع ممثلون عن كل من الاتحاد الأوروبي، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، روسيا، الصين وإيران، حيث يدرس المشاركون جميع القضايا المرتبطة بالاتفاق النووي وآخر التطورات في هذا الشأن، حسب بيان صادر في بروكسل الثلاثاء23 يوليو.


وتشير الزيارة المفاجئة لرئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، إلى طهران، عقب اتصال مع وزيرة الدفاع البريطانية بيني موردونت، إلى رغبة أمريكية ــــ بريطانية لتخفيف حدة التوتر مع إيران، إذ شهدت الزيارة التي استغرقت ست ساعات، لقاءات بينه وبين الرئيس الإيرانى حسن روحاني، شارك فيها مسؤولون من كلا الجانبين، بينهم مستشار الأمن الوطني وزعيم الحشد الشعبي فالح الفياض، ومسؤولون عسكريون في مكتب عبدالمهدي.


وسبق أن أكد عبدالمهدي سعي العراق إلى تحقيق تهدئة في الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران، كما تحدث عن إرسال وفدين عراقيين إلى واشنطن وطهران للمساعدة على «احتواء التوتر» بينهما، مشددًا على أن العراق يلعب «دور تهدئة» فقط، وليس وساطة.


في السياق ذاته أعلنت وزارة الخارجية العمانية في تغريدة عبر «تويتر» الإثنين 22 يوليو، أن وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، سيتوجّه، السبت المقبل 27 يوليو، إلى طهران لبحث التطورات في المنطقة.


وتأتي الزيارة الثانية ليوسف بن علوي غداة طلب عماني بالإفراج عن ناقلة نفط بريطانية تحتجزها إيران منذ الجمعة، متجاهلةً الدعوات الدولية إلى الإفراج الفوري عنها. 


وترتبط سلطنة عمان بعلاقات جيدة مع كل من إيران والولايات المتحدة، واضطلعت بوساطة مهمة في المناقشات التي أدت إلى الاتفاق الدولي للحد من البرنامج النووي الإيراني الذي أُبرم في فيينا في يوليو 2015.


وقبل عشرة أيام زار «بن علوي» العراق لبحث سبل نزع فتيل الأزمة الأمريكية - الإيرانية.


جهود الوساطة ونزع فتيل التوتر لم تتوقف على الزيارات العربية، بل دخلت اليابان بقوة على خط الوساطة، إذ قال رئيس الوزراء شينزو آبي، الإثنين 22 يوليو، إنه سيبذل كل ما في وسعه لتهدئة التوترات بين واشنطن وطهران، قبل أن ترد على طلب أمريكي متوقَّع لإرسال قواتها البحرية لحراسة المياه الدولية قبالة سواحل إيران.


وأضاف «آبي»، أن اليابان وإيران لديهما تاريخ طويل من العلاقات الجيدة، لكن الأحداث الأخيرة تزيد من التوترات في المنطقة، لافتًا في السياق إلى تبادل الزيارات بين كبار مسؤولي البلدين، وقال: «نحن مصمّمون على توظيف هذه العلاقات الودية والعريقة لحل التوترات».


الأزمة الإيرانية..

فيما ذكرت وسائل إعلام يابانية، أن مستشار الأمن القومي الأمريكي «جون بولتون» يجري زيارة حاليًا لكلٍ من اليابان وكوريا الجنوبية في سياق محاولاته لإقناع دول المنطقة بالانضمام إلى التحالف الأمريكي لردع إيران وحماية الملاحة الدولية.


من جانبه بعث الرئيس الإيراني حسن روحاني، برسالة خطية إلى نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وذكر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي أن مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية عباس عراقجي توجه إلى باريس بصفته مبعوثًا خاصًا للرئيس الإيرانى حاملًا رسالة خطية من روحاني إلى ماكرون، ولم يذكر المتحدث أية تفاصيل بشأن فحوى الرسالة.


وجاءت زيارة «عراقجي» إلى باريس، عقب زيارة مستشار الرئيس الفرنسي للشؤون الدبلوماسية «إيمانويل بون»، إلى  طهران في وقت سابق من الشهر الحالي لإجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين ركزت على الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى.


وتؤكد فرنسا دائمًا أنها تولي أهمية خاصة بتسوية القضايا والمشاكل والحفاظ على الاتفاق النووي؛ وتدعو جميع الأطراف إلى بذل كل الجهد في هذا الخصوص.


فرصة أخيرة 


يقول هشام البقلي، الخبير في الشؤون الإيرانية، إن طريق التفاوض والحوار والتوصل إلى اتفاق جديد بين الدول الكبرى وإيران، يتزامن مع المسار الآخر وهو الحشد العسكري.


ولفت البقلي في تصريح لـ«المرجع» إلى أن واشنطن فتحت أبواب الحوار والوساطة كفرصة أخيرة للنظام الإيراني، للتوقف عن دعمه وتمويله للإرهاب في المنطقة وتهديده الاستقرار والأمن العالمي عبر قرصنة على ناقلات النفط.


وتابع أنه إلى جانب الحوار تواصل واشنطن وحلفاؤها السعى لتأسيس تحالف دولي واسع لحماية الملاحة الدولية وردع إيران، مكون من أكثر من 60 دولة، في حالة إخفاق جهود الوساطة والحوار.


الخبير في الشؤون الإيرانية أوضح أن واشنطن تواصل سياسية الجزرة بقبول الوساطة والتفاوض، لكنها لا تتخلى عن سياسة العصا عبر مزيد من العقوبات ضد إيران وحلفائها من الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية في المنطقة، وكذلك التحشيد العسكري بمزيد من القوات في الخليج العربي، مؤكدًا أن جهود الحل قد تنجح في نزع فتيل الأزمة، إذا تخلت طهران عن عنادها، والذي وضعها في وضع سيئ بعد احتجاز ناقلة النفط البريطانية، ما يهددها بخسارة أبرز القوى الأوروبية والضلع الأهم في الاتفاق النووي.

"