التدخلات التركية في سوريا.. ماذا تريد أنقرة من منبج وتل رفعت؟
الجمعة 02/سبتمبر/2022 - 10:59 م
محمود محمدي
بعد رفض واسع من الأطراف الفاعلة في سوريا، في مايو 2022، وعلى رأسهم روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وإيران، فضلًا عن الرفض الأوروبي، عاد إلى الواجهة الخيار العسكري التركي للتدخل في شمال سوريا.
وزير
الدفاع التركي خلوصي أكار، قال إن منطقتي تل رفعت ومنبج شرق حلب، تحولتا
بالكامل إلى وكر للإرهاب وإلى مستنقع رعب بسبب آلاف المضايقات التي خرجت
منهما، موضحًا: «سنرد في المستقبل كما فعلنا حتى الآن.. لا مستقبل للإرهاب
والإرهابيين في منطقتنا».
وأضاف
أكار: «الحرب ضد الإرهاب في شمال سوريا ستستمر.. سنقوم بكل أنواع التدخل
دون تردد.. نحن مصممون على القيام بما هو ضروري عندما يحين الوقت.. أيًا كان التدخل المطلوب لحماية بلدنا وأمتنا وحقوقنا ومصالحنا، بغض النظر عمن
يقف أمام المنظمات الإرهابية أو خلفها، لا يهمنا كثيرًا، نحن مصممون على
القيام بكل ما يجب القيام به عندما يحين الزمان والمكان، ونحن مصممون على
ذلك».
وأشار
وزير الدفاع التركي إلى أن بلاده أبرمت عام 2019 تفاهمات مع الولايات
المتحدة وروسيا بخصوص منطقة شمال شرقي سوريا وإخراج الإرهابيين منها، في
إشارة إلى عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات "قوات سوريا
الديمقراطية" «قسد»، وأنه في إطار هذه التفاهمات يجب تطهير المنطقة من
الإرهابيين.
واعتبر
أكار أن بلاده منعت من خلال العمليات العسكرية التي نفذتها في سوريا ما
سمّاه «الممر الإرهابي» الذي كان من المقرر إقامته على حدودها الجنوبية.
عمق الأراضي السورية
تصريحات
أكار جاءت بعد أقل من يومين من إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان تمسك بلاده
بإقامة منطقة آمنة بعمق 30 كيلومترًا في الأراضي السورية.
وقال
أردوغان: «كفاح تركيا سيستمر حتى يتم تأمين الحدود الجنوبية بحزام يصل
عمقه إلى 30 كيلومترًا في شمال سوريا.. أعلن للعالم أجمع أن كفاحنا مستمر
حتى نؤمن حدودنا الجنوبية بممر عمقه 30 كيلومترًا.. تركيا ستواصل عملياتها
وفق خططها وأولوياتها الأمنية على الحدود الجنوبية في أي مكان وبأي لحظة».
خلاف مع أمريكا
إلى
ذلك، صعّدت تركيا من هجماتها على مواقع «قسد» والنظام السوري خلال الشهرين
الماضيين، ونفذت هجمات بالطيران المسيّر استهدف قيادات في الوحدات الكردية
و«قسد» في شمال وشرق سوريا، وبشكل خاص في عين العرب «كوباني» والحسكة،
فيما اعتبره مراقبون تنسيقًا مع الولايات المتحدة وروسيا لمنح تركيا الفرصة
لإضعاف التهديدات على حدودها بدلًا من القيام بالعملية العسكرية.
وتلقي
أنقرة باللوم على واشنطن بسبب دعمها الوحدات الكردية بالأسلحة؛ لأنها
تعتبرها حليفًا وثيقًا في الحرب على «داعش» في سوريا، كما تحمّل واشنطن
وموسكو المسؤولية عن عدم الالتزام بإبعاد الوحدات الكردية عن حدودها
الجنوبية لمسافة 30 كيلومترًا، بموجب مذكرتي تفاهم منفصلتين استهدفتا وقف
إطلاق النار في إطار عملية «نبع السلام» العسكرية التي أطلقتها تركيا في
أكتوبر 2019، وتدخلت الولايات المتحدة وروسيا بعد أيام لوقفها.





