«تصريحات الصحراء» تطيح بـ«الريسوني» من رئاسة «اتحاد القرضاوي»
أعلن الإخواني المغربي أحمد الريسوني استقالته من الاتحاد العام لعلماء المسلمين، التابع للقطب الإخواني المصري يوسف القرضاوي، وذلك على خلفية الأزمة التي تسبب فيها بتصريحات له حول قضية الصحراء.
وقال الريسوني، في تصريحات وصفها المعترضون عليها بأنها "تفرق المسلمين ولا تجمعهم"، إن قضية الصحراء "صناعة استعمارية"، مشيرًا إلى أن "العلماء والدعاة والشعب المغربي" على استعداد للمشاركة في مسيرة شبيهة بالمسيرة الخضراء لـ"الإقامة في الصحراء وفي تندوف".
وبرر الريسوني دعوته بأنها من أجل "قطع آمال من يفكرون في فصل الصحراء
عن المغرب"، مطالبًا عاهل المغرب الملك محمد السادس بـ"التدخل"، متابعًا أن اعتراف
المغرب باستقلال موريتانيا كان خطأ.
وعلى خلفية تلك التصريحات، انتفض دعاة وأحزاب إسلامية في كل من الجزائر
ومورويتانيا، مطالبين بغلق مكاتب الاتحاد في بلدانهم باعتبارها كيانًا للتفرقة لا
للاتحاد.
وعلى خلفية ذلك أعلن الريسوني الأحد 28 أغسطس 2022، استقالته، قائلًا إنها جاءت لحفظ حقه في حرية التعبير.
من هو؟
أحمد الريسوني، رجل دين مغربي، إخواني الأيديولوجية، عمل نائبًا لرئيس الاتحاد العام لعلماء المسلمين الأسبق، يوسف القرضاوي،
في عام 2013، وكان شاهدًا على البيانات التحريضية للاتحاد خلال ما يُعرف بـ"ثورات
الربيع العربي"، ثم انتخب في عام 2018 في انتخابات أجريت في تركيا، وحل بمقتضاها
رئيسًا بمقر الاتحاد بقطر.
ورغم ما تروجه جماعة الإخوان عن "الريسوني" بأن رجل دين مستنير فإن محللين
اعتبروه الوجه الآخر لجماعة الإخوان، ووضعته الجماعة على رأس الاتحاد في 2018 لتقديم وجه تجميلي لها ليس أكثر، كما أكد الإخواني المنشق، إبراهيم ربيع في
تصريحات سابقة لـ«المرجع»، إن الريسوني إخواني حامل لفكر الجماعة ولا يفرقه عنها أي تصريحات
يبدي فيها انتقادًا أو تحفظًا على أداء الجماعة.
ولفت إلى أن ما يبديه "الريسوني" من تحفظات على الإخوان (حينقال في حوار مع جريدة الأيام المغربية إنه ارتاح لسقوط حكم الإخوان، معتبرًا قرارهم بالتقدم للرئاسة في مصر كان خطأً)، لا تعني أنه خلع نفسه من الجماعة، معتبرًا أن ما يقوله رئيس الاتحاد السابق ما هو إلا توزيع أدوار.
يتسق مع ذلك مقال للكاتب
المغربي، أحمد نشاطي، الذي كتب تحت عنوان «الإرهاب الذي يولد في الرباط وسلا»، بتاريخ
أكتوبر 2017، قال به: «هناك بيئة حاضنة تفرّخ الإرهاب موجودة في المغرب، وتتحرك
في واضحة النهار، وقد تكون لها جوانب سرية من التحرك في الظلام والكهوف، يكفي تفحص
أفعال وأقوال التكفيري الإخواني أحمد الريسوني، والتكفيري السلفي حسن الكتاني».
في المقابل من الرأي القائل بتطرف الريسوني، تتعامل كتابات وتوجهات مغربية مع "الريسوني" كرائد للفكر التنويرى داخل الحركة الإسلامية، وشاهدهم على ذلك انتقادات وجهها الريسوني إلى الحركة التي ينتمي لها، من قبيل تحفظه على فهمها لما يخص هدف «تطبيق الشريعة».
ويعتمد المؤيدون لهذا الرأي على تخصص أحمد الريسوني
في علم المقاصد، وهو علم يسعى إلى البحث فيما وراء النص الديني، وفهم منطقه، ما يعني
أنه تخصص بعيدًا عن مبدأ النقل الذي يُعطي الأولوية للنص وما ورد به لفظًا.
ليس هذا فحسب، فيتعمّد أغلبهم استباق اسم الريسوني
بلقب «الشريف»؛ في دلالة على انتسابه للبيت النبوي، وانحداره من الزاوية الريسونية
(زاوية صوفية فاعلة في المغرب).





