بعد استهداف القواعد الأمريكية.. شمال شرق سوريا أكثر سخونة وصراعًا
الخميس 01/سبتمبر/2022 - 11:21 م
مصطفى كامل
بينما تشهد المنطقة الحدودية السورية مع تركيا منذ أيام توترًا على خلفية اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، عقب استهداف قاعدة عسكرية أمريكية في حقل العمر بشمال شرق سوريا، باتت المنطقة أكثر سخونة لا سيما مع اعتزام أنقرة استكمال عملياتها العسكرية هناك والتصعيد هناك لا سيما مع انتشار قوات الجيش السوري على النقاط الحدودية.
استهداف القاعدة الأمريكية
خلال بيان صادر عن القاعدة الأمريكية بسوريا، أكد أن عدة صواريخ سقطت في محيط موقع دعم البعثة "كونوكو" في شمال شرق سوريا، أعقبه على نحو سريع إطلاق صواريخ قرب موقع دعم البعثة "القرية الخضراء".
وأضاف أن هذا دفع القوات الأمريكية للرد من طائرات هليكوبتر قتلت وفقًا لتقديرات أولية اثنين أو ثلاثة من المسلحين الذين نفذوا أحد هذه الهجمات.
وأصيب ثلاثة من عناصره الجيش الأمريكي بجروح طفيفة، في حين قُتل ما يصل إلى ثلاثة من المسلحين الذين يشتبه في أنهم مدعمون من إيران يوم الأربعاء 25 أغسطس 2022 في اليوم الثاني على التوالي للعنف.
وقالت القيادة العسكرية المركزية إن الجندي الأمريكي المصاب هو أحد أفراد موقع دعم البعثة "كونوكو" وعاد إلى تأدية واجبه بعد علاجه.
وذكرت أنه يجري فحص جنديين آخرين لإصابتهما بإصابات طفيفة. وقال الجنرال مايكل "إريك" كوريلا قائد القيادة المركزية الأمريكية في بيان "نراقب الوضع عن كثب"، وقد تكون أحدث الهجمات التي نفذتها فصائل متحالفة مع إيران ردًّا على الضربات الجوية التي أمر بها بايدن يوم الثلاثاء.
في المقابل، سارعت طهران إلى نفي وجود أيّ علاقة بينها وبين المجموعات التي استهدفتها الغارات الأمريكية، معربة في الوقت نفسه عن إدانتها لهذه الضربات التي تشكّل "انتهاكا" لسيادة دمشق، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان إنّ "هذا الاعتداء الجديد للجيش الأمريكي على الشعب السوري هو اعتداء إرهابي ضدّ المجموعات الشعبية والمقاتلين ضدّ الاحتلال"، نافيًا "أن تكون المجموعات تابعة" لطهران.
وكانت طائرات مسيّرة مجهولة استهدفت قاعدة التحالف الدولي في منطقة التنف بريف حمص الشرقي، حيث أكد عضو المكتب الإعلامي في "جيش مغاوير الثورة" أحمد الخضر، أن قاعدة "التنف" التي يتمركز فيها الفصيل المدعوم أمريكيًّا تعرضت، لهجوم بثلاث طائرات مسيّرة مزوّدة بالمتفجرات تصدت لها القوات في القاعدة، مشيرًا إلى أن الاستهداف لم يُخلّف أي أضرار، في حين أسقطت القوات المدافعة طائرة مسيّرة عبر صاروخ مُضاد، وتمكّنت من تعطيل أخرى، في حين انفجرت الأخيرة داخل سور القاعدة.
قلق أمريكي
وعن تصاعد وتيرة الأحداث في الشمال السوري؛ أبدت الولايات المتحدة الأمريكية قلقها من الهجمات الأخيرة على طول الحدود الشمالية في سوريا، وحثت جميع الأطراف على الحفاظ على خطوط وقف إطلاق النار.
وزارة الخارجية الأمريكية عبر موقعها الرسمي، علقت على التصعيد الأخير شمالي سوريا بين "الجيش الوطني" المدعوم من طرف تركيا، و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) المدعومة أمريكيًّا؛ حيث عبرت عن أسفها لسقوط ضحايا مدنيين في مدن الباب والحسكة وغيرهما إثر قصف متبادل بين الجانبين، وأكدت أن قواتها "ملتزمة بضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش الإرهابي وإيجاد حل سياسي للصراع السوري".
التعليق الأمريكي جاء في وقت تهدد فيه تركيا بشن عملية عسكرية لاستكمال إنشاء "المنطقة الآمنة" على طول الحدود السورية- التركية بعمق 30 كيلومترًا، وسط حديث عن تفاهم برعاية روسية بين "قسد" وقوات الجيش السوري حول انتشار الأخيرة في المنطقة لمواجهة التهديدات التركية.
وتعتزم أنقرة على المضي في الهجوم العسكري المخطط له ضد الميليشيا الكردية في شمال سوريا، رغم معارضة من دول أخرى، حيث ستواصل القوات التركية عملياتها العسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية (واي بي جي)، إذ تعتبر أنقرة وحدات واي بي جي "إرهابية" وتشكل تهديدًا على الأمن القومي وهى مرتبطة بمتمردي حزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه) بالداخل، وغالبًا ما تستهدف الحزب الذي تصفه أنقرة بمنظمة إرهابية.
دعوات للتهدئة
ويأتي هذا الأمر في الوقت الذي دعا فيه التحالف الدولي جميع الأطراف لوقف التصعيد شمال سوريا وإنهاء الأنشطة التي تعرض المكاسب التي حققها التحالف ضد تنظيم داعش في ميدان المعركة للخطر، محذرًا من تصاعد الأعمال العدائية العسكرية في شمال سوريا، مؤكدًا أنها تخلق حالة من الفوضى في منطقة هشة.
وتسيطر "قسد" على أغلبية المنطقة الممتدة على الحدود السورية- التركية شرق الفرات، إلا أنها تُنشئ تحالفات مع قوات النظام السوري بين الحين والآخر مع كل إعلان لتركيا عن تصعيد عسكري محتمل.
بدورها، تملك أمريكا العديد من القواعد العسكرية شمال شرقي سوريا، تُعرف أكبرها باسم قاعدة "حقل العمر النفطي" في محافظة دير الزور شرقي سوريا.
ورغم مفاوضات عديدة أجرتها تركيا مع الولايات المتحدة حليفتها في "الناتو"، لإيقاف أو تخفيض دعمها لـ"قسد" التي تصنفها تركيا على قوائم الإرهاب لديها، تستمر أمريكا حتى اليوم بدعم الفصيل بهدف محاربة تنظيم داعش الإرهابي.





