ad a b
ad ad ad

برامج دمج الإرهابيين في المجتمعات الأوروبية تصطدم بحوادث تمييز

السبت 04/فبراير/2023 - 09:05 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

 تفرض عودة الدواعش إلى أوروبا إشكاليات خاصة حول الاندماج في المجتمعات، وطبيعة التفاعلات الاجتماعية بين الإرهابيين السابقين والمواطنين بالدوائر المعيشية الضيقة، ومدى نجاح البرامج الحكومية في عمليات الانصهار الجديدة.


برامج دمج الإرهابيين

وتأتي شكوى العميل السابق للاستخبارات البريطانية داخل تنظيم القاعدة، أيمن دين من تعرض ابنته بالمدرسة للتمييز، كإحدى الصور التي تثير التساؤلات حول واقعية إدماج العائدين بالمجتمعات ومدى تقبل المواطنين لهم.


ونقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية في 22 أغسطس الجاري، عن «أيمن دين» أن المدرسة حددت مواعيد خاصة لابنته من أجل استقلالها بحافلة خاصة، ما يعني مواعيد للذهاب والعودة إلى جانب تصرفات عنصرية أخرى، مبررة ذلك على حد قوله بتخوف بعض أولياء الأمور من وجود خطورة من ابنته على أمن المدرسة على خلفية خبراته مع تنظيم القاعدة.


أيمن دين واختبارات الاندماج الاجتماعي


عمل «أيمن دين» بجناح تصنيع المتفجرات داخل تنظيم «القاعدة» في نهاية التسعينيات من القرن الماضي، واستطاعت الاستخبارات البريطانية تجنيده لصالحها داخل التنظيم لنقل أخباره، وفي لحظة مناسبة أمنيًّا بعد انكشاف أمره أعادته إلى لندن.


ويمتلك «دين» كتب ومؤلفات عن حياته بداخل التنظيم وتفاصيل بعض العمليات المهمة ومناقشات قادة «القاعدة» حول الهجمات الكبرى، أبرز هذه الكتب «الجسر الأبدي فوق نهر البراءة»، «تسعة أرواح: وقتي كأفضل جاسوس Mi6 داخل القاعدة: سيرة حياته كجاسوس داخل القاعدة».


اتهم «أيمن دين» وزوجته الحاصلان على الجنسية البريطانية، إدارة مدرسة سانت جورج في إدنبرة باسكتلندا بممارسة التمييز ضد ابنتيهما، وقدما شكوى رسمية بينما طالب نواب في البرلمان بالتحقيق في الأمر.


برامج دمج الإرهابيين

عودة الإرهابيين لأوروبا بين النماذج الرسمية والشعبية


قدمت الحكومات الغربية نماذج مدروسة للتعامل مع العائدين والإرهابيين الخارجين من السجون، كحل للتعامل مع الملف بعد تزايد الضغوطات الدولية الرامية إلى استعادة كل دولة لمواطنيها من معسكرات الشرق الأوسط.


ومع نموذج «دين» وما أبدته الدوائر الاجتماعية القريبة من تحفظ عليه رغم كونه لم يأت إلى البلاد كعنصر إرهابي، ولكنه عميل لصالح السلطات البريطانية، بينما لا يزال بعض المواطنين يتخوفون من خلفيته الإيديولوجية.


وحول دور البرامج المجتمعية في دحر الإرهاب ببريطانيا، قال رئيس شرطة مكافحة الإرهاب، «نيل باسو» في تصريح له نشر في السابع أغسطس 2019 إن السلطات الأمنية لا يمكنها هزيمة التطرف العنيف وحدها، بل إن علماء الاجتماع والجريمة يمكنهم المساهمة في مكافحة التطرف في البلاد، كما أن أفضل الطرق لمواجهة التطرف ـــــ من وجهة نظره ــــــ تعتمد على الخطط الاجتماعية وتطوير التعليم لما لذلك من أثر مضاعف على خفض العنف يتخطى تأثيرات أجهزة الأمن.


وكانت السلطات البريطانية أطلقت في 23 يناير 2019 حملة توعية إعلامية عبر دور العرض السينمائي مستخدمة مقاطع مصورة قصيرة تحت عنوان «المجتمعات الجديدة تهزم الإرهاب»، عرضت من خلالها صورًا لشخصيات إرهابية والطرق المستخدمة في تصنيع المتفجرات، وذلك لإدماج المجتمع في ملف مكافحة التطرف وعدم قصر المواجهة على الدور الأمني.


وعلى الرغم من جهود الحكومة البريطانية لإشراك المجتمع في ملف مكافحة الإرهاب أظهرت أزمة ابنة أيمن دين أن الطريق لا يزال في البداية لتنفيذ حقيقي لبرامج دمج الإرهابيين في المجتمع.

الكلمات المفتاحية

"