مستقبل القاعدة بأفغانستان.. وأساليب واشنطن لمواجهتها
الخميس 13/أبريل/2023 - 10:50 م
محمود البتاكوشي
منذ عدة أسابيع، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بغارة جوّية في أفغانستان، في عملية أشرفت عليها الاستخبارات الأمريكية في العاصمة كابول، مما قد يؤدى إلى تغيير حالة الاستقرار في أفغانستان التي تسيطر عليها حركة طالبان، وكذلك مستقبل تنظيم القاعدة، إذ من شأنه أن يؤثر على تماسك حركة طالبان ومكوناتها، حيث وفرت شبكة حقاني أحد المكونات الرئيسية لحركة طالبان منذ البداية ملاذًا آمنًا لعناصر تنظيم القاعدة عقب التدخل الأمريكي جراء هجمات 11 سبتمبر 2001.
من المتوقع أن يكون لمقتل قائد تنظيم القاعدة عدة تداعيات القيادة المركزية للتنظيم وفروعه المختلفة، حيث يمثل اختيار الزعيم الجديد لقيادة القاعدة خلفًا للظواهري إشكالية كبرى، خاصة أن من بين الأسماء المرشحة سيف العدل، والذي تولى قيادة التنظيم خلال المرحلة الانتقالية التي تلت مقتل أسامة بن لادن وقتها حدثت اعتراضات وخلافات داخل التنظيم غير راضية عن تسمية العدل نتيجة تواطؤه مع إيران، حيث يقال إنه أمضى الفترة الأكبر من السنوات العشرين الماضية في إيران، وهو ما قد يفقده دعم الجيل الجديد في القاعدة والأعضاء الأكثر عداء حيال الشيعة في التنظيم ومن ثم، قد تحول هذه الانتقادات والاختلافات دون تسمية العدل، وفي حال تسميته فإن الأمر يهدد باستقرار القيادة المركزية ذاتها وبروز المزيد من لخلافات.
أكد مراقبون أن تنظيم القاعدة لا يمتلك القدرة على شن هجمات من أفغانستان ضد الولايات المتحدة، لذا يعتمد، في الوقت الحالي على مجموعات تابعة له في الخارج، لتنفيذ عمليات إرهابية محتملة تستهدف الغرب، وذلك لاعتبارات عدة من أبرزها أن جيل القاعدة لم يعد كما كان يحاول أسامة بن لادن بناءه على أنه جيل مغنم ينطلق من مقتل القيادات لزيادة نشاطها والتحمس للدفاع المزعوم عن الدين وليس مغرم يمثل مقتل القيادات لديه انتكاسة.
وحاولت القاعدة تشجيع شباب التنظيم في البيان الصادر مايو 2011 نعيًا لبن لادن إلا أن ذلك لم يحدث، وهذا ما يظهره انخفاض عدد العمليات التي نفذها التنظيم مرحلة الظواهري في أفغانستان، إضافة إلى ذلك ساهم الاستهداف الأمريكي للقيادة المركزية لتنظيم القاعدة في أفغانستان طيلة السنوات الماضية بصورة كبيرة في تراجع التنظيم وكبح جماح إعداده جيل شبابي جديد وإقامة مراكز استقطاب وتجنيد وتدريب في الداخل الأفغاني، بخلاف التأثير على تماسك مكونات طالبان، يؤثر استهداف الظواهري في العاصمة كابول على الداخل الأفغاني من خلال توفير فرصة لولاية خراسان تنظيم داعش تتمثل في احتمالية انتقال عناصر قاعدية إلى داعش حال الخلاف والانشقاق حول من سيخلف الظواهري.
كما يمكن أن تدفع الخلافات القائمة بين حركة طالبان إلى الانشقاق عن التنظيم والانضمام إلى ولاية خراسان، إضافة إلى ذلك، قد تزيد رعاية حكومة طالبان لعناصر إرهابية من فرص عدم استقرارها ومحاولاتها للتشبيك على المستوى الدولي.
من المتوقع أن تنتهج الولايات المتحدة الأمريكية، العديد من الخيارات لمواجهة أي ردود فعل محتملة لتنظيم القاعدة في أفغانستان، إذ قد تعمل على تسليح خصومها بهدف التصدي لأي خطورة محتملة والتصدي للتهديدات الأمنية، خاصة أي جهود للحفاظ على السيطرة على الجماعات ذات الطموحات الدولية، فضلًا عن الاستمرار في استهداف قيادات التنظيم كما حدث عام 2011 مع أسامة بن لادن ومؤخرًا بتصفية أيمن الظواهري.





