ad a b
ad ad ad

حركة الشباب الإرهابية.. التمدد داخليًّا وخارجيًّا

السبت 20/أغسطس/2022 - 04:50 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
يشهد الصومال، تصاعدًا ملحوظًا في وتيرة الهجمات التي تشنها حركة «الشباب» الإرهابية، حيث لم تعد تقتصر فقط على الداخل، بل باتت تتجه لتنفيذ عمليات في إثيوبيا وكينيا.

وزادت حركة «الشباب» الإرهابية في الصومال، خلال أغسطس 2022، من وتيرة عملياتها، إذ باتت تشن هجمات بشكل شبه يومي. 

وجاء آخر تلك العمليات في الثاني من أغسطس الجاري، إذ استهدفت سيارة عسكرية بوسط العاصمة مقديشو بلغم أرضي، ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة آخرين. وذلك بالتزامن مع الاشتباكات الحادة التي شهدها إقليم «هيران» بين الجيش الصومالي وعناصر من الحركة.

وفي 29 يوليو الماضي، شنّت حركة «الشباب» هجومًا على بلدة «بيدوة»، أسفر عن مقتل وزير العدل بولاية جنوب غرب الصومال، حسن إبراهيم لوغبور، وهي العملية التي جاءت بعد هجوم نفذته الحركة في مدينة جوهر، أسفر عن مقتل عدة أشخاص، منهم عبدي معلم، وزير الصحة، وعائشة خليف، وزيرة المرأة في ولاية هيرشبيلي.

توسيع نشاط العنف 

اتجهت حركة «الشباب» الإرهابية في الصومال مؤخرًا لتوسيع نشاطها ليشمل دول القرن الأفريقي، إذ لم تكتف بشن هجوم على قواعد عسكرية تتمركز فيها قوات خاصة من الشرطة الإثيوبية في بلدتي «ييد» و«آتو» الصوماليتين بمنطقة «باكول» على الحدود المتاخمة لإثيوبيا، وقتل نحو 17 شرطيًّا إثيوبيًّا، ولكنها عمدت كذلك إلى تنفيذ هجمات في العمق الإثيوبي عبر منطقة أفدر، حيث تمكنت الحركة من التغلغل بعمق بلغ نحو 70 كيلومترًا، في سابقة هي الأولى من نوعها، وفي هجوم يعد الأكبر الذي تشنه الشباب داخل الأراضي الإثيوبية منذ تأسيسها.

واستهدفت الحركة في هذا الهجوم عدة قرى داخل الإقليم الصومالي بإثيوبيا، واشتبكت مع القوات الإثيوبية على مدار ثلاثة أيام، ما أدى إلى مقتل عدد من أفراد الشرطة، فيما أعلن الإقليم تمكنه من صد هجمات الحركة وتصفية أكثر من مائة عنصر تابع لها. 

كما شنّت الحركة هجومًا في الثاني من أغسطس 2022 على قاعدة للجيش الكيني بمدينة مانديرا في المحافظة الشمالية الشرقية بكينيا، وأوقعت عدة إصابات بالجيش. 

كثفت الشباب من هجماتها على قواعد قوات بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال «أتميس» في مناطق جنوب ووسط. وكان آخرها الهجوم الذي شنّته الحركة، مطلع أغسطس 2022، على إحدى قواعد البعثة الأفريقية في منطقة «غلوين» بإقليم شبيلي السفلى، والتي كانت تضم قوات أوغندية. 

وفي مايو الماضي، فجرت حركة «الشباب» قاعدة للقوات الأفريقية، كانت تضم قوات من بوروندي، ما أسفر عن مقتل أكثر من خمسين شخصًا.  

حرب شاملة ضد حركة الشباب 

ويأتي تصعيد حركة «الشباب» للرد على الاستراتيجية الجديدة للرئيس الصومالي الجديد، حسن شيخ محمود، والتي تستهدف حشد دعم دولي وإقليمي لإطلاق حرب شاملة ضد الحركة لإضعافها، بالتزامن مع محاولة تجفيف منابع التمويل الرئيسية للحركة، تمهيدًا للدخول في حوار معها من مركز القوة، وهو الأمر ذاته الذي أكده رئيس الوزراء الصومالي، حمزة عبدي بري، والذي لوّح باستعداد حكومته لشن عملية أمنية ضد الشباب، سوف تركز على عدة قرى في جنوب ووسط الصومال.

وفي إطار الاستراتيجية الجديدة، أعلن بري، في الثاني من أغسطس 2022، تشكيل حكومته، التي عيّنت القيادي السابق في حركة الشباب، مختار روبو، وزيرًا للشؤون الدينية، حيث يعد أحد المؤسسين لحركة الشباب الصومالية، وشغل سابقًا المتحدث باسم الحركة، قبل أن ينشق عنها في عام 2013، ويعلن دعمه للحكومة الصومالية في 2017. 

ويمكن أن تساعد هذه الخطوة في تعزيز سلطة القوات الحكومية في منطقة «باكول» التي باتت الحركة تسيطر على مساحات واسعة منها، لاسيما أن هذه المنطقة تعد مسقط رأس مختار روبو، كما يمكن أن تشجع هذه الخطوة مزيدًا من عناصر حركة الشباب للانشقاق عنها.

الكلمات المفتاحية

"