تقارير

إخوان أمريكا يوجهون الكتلة التصويتية للمسلمين في الانتخابات النصفية

السبت 13/أغسطس/2022 - 11:05 م

نهلة عبدالمنعم

استطاع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان بناء فرع عميق بالولايات المتحدة الأمريكية بات يستغل انتشاره من أجل أهداف متطورة فاقت الاحتواء العرقي والديني إلى التأثير السياسي، ومن ثم استعدت الجماعة بأفكار ابتكارية للانتخابات التمهيدية والنصفية بالبلاد والمقرر عقدها في نوفمبر 2022.

يلعب فرع الإخوان في الولايات المتحدة أدوارًا نشطة على المستوى السياسي، لعل أهمها هو تقديم نفسه كمسؤول عن الكتلة التصويتية للمسلمين في البلاد بما يحمله ذلك من احتمالات نحو التوجيه، إلى جانب إضفاء صفة الأهمية على فرعه ككيان يهتم بكتلة المسلمين واتجاهاتهم ويمكنه رصد التوافقات بشأنها، ما يجعله محط اهتمام الساسة الراغبين في الحصول على نسب تصويت أعلى.

حيل إخوانية في الولايات المتحدة

استخدمت جماعة الإخوان كياناتها في البلاد من أجل ابتكار حيل مختلفة لتوجيه الشباب نحو التصويت في الانتخابات التمهيدية والنصفية، أهمها العرض المسرحي «GET OUT THE JOKES»، إذ أعلن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية المعروف بـ«كير» تنظيم عرض كوميدي لحث الشباب على المشاركة في الانتخابات المقبلة بنهاية 2022.

ونشر المجلس على موقعه الرسمي أن العرض سيقدم في عدة ولايات بجدول زمني وبأسعار في المتناول، ومن الولايات التي ستعرض بها المسرحية هي: كوليدج بارك المريلاند وهي الولاية الأولى التي اختيرت للعرض، ثم ويسكونسن، وكارولينا الشمالية، وكارولينا الجنوبية، وفيرجينيا وواشنطن ولوس انجلوس.

وأشار المجلس إلى أن هدفه من العروض الكوميدية السياسية هو زيادة أعداد الناخبين المسلمين بنحو 200 ألف ناخب أي تستهدف الجماعة وصول أعداد المصوتين المسلمين خلال الانتخابات المقبلة إلى مليون و200 ألف ناخب، ويقول المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، نهاد عوض إن تصويت المسلمين في الانتخابات المقبلة أمر مهم، وإن توظيف العروض الكوميدية لذلك الغرض سيزيد من إقناع الشباب بالمشاركة في الانتخابات.

ويقدم العروض أربعة من الشباب الممثلين المهتمين بالعروض الكوميدية وهم؛ موسى الكوميدي الذي صرح لموقع كير بأن الشباب سيضحك طوال الفترة السابقة للانتخابات بينما سيبكي السياسيون من كثرة الإقبال على الانتخابات النصفية، ومن الممثلين الشباب بالعرض سابين صادق، يعقوب وعمر ريجان.

الإخوان والانتخابات المقبلة دلالات ومؤشرات

تأتي أهمية الانتخابات النصفية المقبلة من كونها ستشهد تصويت الولايات على مقاعد مجلس النواب والشيوخ، ومن المعتاد تاريخيًّا لهذه الانتخابات أن يخسر الحزب الحاكم الكثير من مقاعده لصالح الحزب المنافس، كما يراهن الرئيس السابق دونالد ترامب على هذه الانتخابات كاختبار لشعبية الجمهوريين في الوقت الحالي ومن ثم كمقدمة على خوضه الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ومن الملاحظ في هذه الانتخابات أن بعض المرشحين الجمهوريين يبدون ولاءهم لترامب استغلالًا لشعبيته من أجل التمكن من اجتياز الانتخابات النصفية المقبلة، ما يعد تهديدًا إضافيًا لمقاعد الديمقراطيين.

وتكمن هنا أهمية هذه الانتخابات لفرع الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية، ما يفسر أيضًا لجوءهم لزيادة أعداد المصوتين من المسلمين، إذ تتعامل الجماعة مع دونالد ترامب كخطر على جماعات الإسلام السياسي فهو يحمل لهم العداء المباشر ولا يملك نية للتعاون معهم، فقط يراهم بمنظور براجماتي بحت قد يهدد وجودهم إذا لم تكن معهم المصلحة في أي من الملفات العارضة.

ويفسر لجوءهم لتكثيف التصويت رغبتهم في حشد المسلمين لصالح الحزب الديمقراطي المنافس لحزب ترامب، وهي الحيلة التي اختاروها إبان الانتخابات الرئاسية السابقة بين ترامب وجو بايدن، عندما نشروا استطلاعات رأي حول نية المسلمين التصويت بكثافة وحثهم على ذلك، مع نشر مواقف ترامب وفريقه حول المسلمين والمهاجرين.