ألاعيب العدالة والتنمية قبل إعادة الانتخابات في اسطنبول
الخميس 20/يونيو/2019 - 10:57 م
أحمد سامي عبدالفتاح
لا يزال الجدال قائمًا في تركيا؛ بسبب إعادة الانتخابات في اسطنبول المقررة الأسبوع المقبل، ولا يزال كل طرف يهاجم الآخر؛ بسبب حقيقة إعادة الانتخابات، فبينما يروج العدالة والتنمية ومرشحه «بن يلدرم» أن الانتخابات السابقة قد شابها تزوير، وأن المعارضة هي من دفعت نحو إعادة الإنتخابات؛ بسبب رفضها إعادة فرز كل الصناديق، يري حزب الشعب الجمهوري أن إعادة الانتخابات تمثل ضربة للديمقراطية التركية، وتعبر عن سياسة الانتقاء التي يتبناها العدالة والتنمية، ورغم ذلك أكد حزب الشعب في الوقت ذاته استعداده لخوض الانتخابات في أي وقت.
أكرم أوغل
حاول كل طرف توثيق تحالفاته الانتخابية، وتعبئة قاعدته الجماهرية؛ من أجل التصويت الاسبوع المقبل، فعلى سبيل المثال، أكد حزب الشعوب الكردي دعمه لــ«أكرم أوغلو» ضد «بن يلدرم».
ويرجع دعم الأكراد لـــأكرم أغلو إلى تحالف العدالة والتنمية مع الحركة القومية المعادي لهم، فضلًا عن المعارك التي يشنها الجيش التركي ضدهم في سوريا والعراق.
ويرى الكثير من المراقبين الأتراك أن الكتلة التصويتية للأكراد في اسطنبول سوف يكون لها دور في حسم النتائج.
فشل في تسويق الهوية
وهنا يجب علينا أن نشير أن العدالة والتنمية قد فشل في تسويق الهوية الكردية؛ من أجل إقناع الناخب الكردي بانتخابه.
على صعيد متصل، أشارت تقارير صحفية أن حزب العدالة والتنمية قد أعلن حالة الاستنفار العامة في صفوفه؛ من أجل نقل الناخبين الأتراك المسجلين في بلدية اسطنبول، والذين هاجروا إلى ولايات محافظة من أجل كسب العيش، ويقدر عدد هؤلاء بمئات الآلاف.
كما تشير تقارير صحفية أن قرابة المليون ناخب لم يدلوا بأصواتهم في الانتخابات التي عقدت منذ أسابيع، ما يعني أن العدالة و التنمية يحاول إقناع هذه الفئة بالمشاركة والتصويت لصالحه.
هنا يجب أن نشير أن حزب العدالة والتنمية قد استدعى استراتيجية مهاجمة الخصم؛ من أجل تشويه صورة أكرم أوغلو.
يلدرم وأوغلو
استراتيجية مهاجمة الخصم
قد ظهر ذلك جليًّا خلال المناظرة التي جرت بين يلدرم وأوغلو مطلع الأسبوع الحالي؛ حيث اتهم بن يلدرم أكرم أوغلو بالكذب، كما اتهمه بأنه يعمل لصالح حركة الخدمة الاجتماعية التي تصنفها الحكومة التركية إرهابية، لكن أوغلو نفى التهمة عن نفسه، وأكد عدم وجود أية ارتباطات مع حركة الخدمة على الإطلاق.
عاد حزب العدالة والتنمية مجددًا؛ ليتهم أكرم أوغلو بالتنسيق مع مدير المناظرة بعد أن جمع بينهما لقاء في إحدى فنادق اسطنبول، رد أوغلو مؤكدًا أنه لقاء عابر استمر بضع دقائق فقط، وتبادل فيه الطرفان الحديث حول الأجواء العامة قبيل المناظرة، لكن الأدوات الإعلامية لحزب العدالة والتنمية أكدت أن المناظرة قد استمرت قرابة 45 دقيقه، وهو الأمر الذي نفاه أكرم أوغلو تمامًا، مؤكدًا أنه الحملة التي تشن ضده هي جزء من الألاعيب الانتخابية؛ التي تهدف لتشويه صورته فقط.
في الوقت ذاته، يحاول الحزب التركي الحاكم استخدام مشروع الطائرة TFX محلية الصنع والتي يتم بنائها الأن من أجل تحقيق منفعه سياسية، بعبارة أخرى، شاركت تركيا في معرض فرنسا للطيران قبل عدة أيام، وعرض هيكل الطائرة التي من المقرر أن تقوم بالتحليق في 20423.
هنا استدعي الإعلام الموالي للنظام التركي إنجازات حزب الشعب حينما كان يحكم تركيا، وعقد المقارنات من أجل التشويش على عقلية الناخب التركي، مع العلم أن الصناعات العسكرية، وإن كانت محفزًا لنمو الاقتصاد التركي الذي يعاني الركود، إلا أنها ليست أداة كافية، ولا تدل على فعالية السياسات التركية الاقتصادية الحالية مطلقًا.





