ad a b
ad ad ad

مهزلة إسطنبول.. ديكتاتورية «أردوغان» تطيح بديمقراطية الصناديق

الأربعاء 08/مايو/2019 - 11:41 ص
المرجع
أسماء البتاكوشي
طباعة

قررت السلطات التركية إعادة الانتخابات البلدية في مدينة إسطنبول، والتي كانت في نهاية شهر مارس الماضي؛ ما أثار انتقادات واسعة من قبل المعارضة، التي فاز ممثلها كرم إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري.

مهزلة إسطنبول.. ديكتاتورية

ديكتاتورية أردوغان

وعلى الرغم من الانتقادات الكثيرة التي طالت الحزب الحاكم «العدالة والتنمية» داخليًّا وخارجيًّا لقرار إعادة الانتخابات البلدية في إسطنبول رحب «أردوغان» به ووصفه بأنه «أفضل خطوة»، بل تمادى الرئيس التركي واعتبر فوز المعارضة «فساد منظم».


وكان حزب العدالة والتنمية قد طعن في نتائج الانتخابات، زاعمًا «وقوع مخالفات»، أسفرت عن فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو، الذي وصف قرار إعادة الانتخابات بأنه ضربة كبيرة للديمقراطية.


مهزلة إسطنبول.. ديكتاتورية

المعارضة تحتج.. وأوروبا أيضًا

وردًا على ذلك القرار نظمت احتجاجات في المدينة عقب الإعلان عن الإعادة في 23 يونيو القادم، كما تجمع المئات من سكان إسطنبول في عدد كبير من أحيائها يقرعون الأواني ويرددون هتافات ضد الحكومة، إضافة إلى أن مجلس إدارة نقابة المحامين في إزمير، نظم وقفة أمام مبنى النقابة، فور موافقة اللجنة العليا للانتخابات، الإثنين 6 مايو 2019، واصفين قرار الإعادة بأنه يمهد للاستيلاء على الديمقراطية.


كما امتدت الانتقادات ضد النظام التركي إلى الخارج؛ حيث انتقد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قرار إعادة الانتخابات وقال في تصريحات صحيفة: إن إرادة الناخبين الأتراك هي فقط من يقرر من يتولى رئاسة بلدية إسطنبول، وإعادة الانتخابات أمر غير مفهوم لنا.


واعتبر البرلمان الأوروبي أن قرار اللجنة العليا يقضي على مصداقية الانتخابات الديمقراطية في تركيا.


وكتب أونورسال أديغوزيل، نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، واصفًا القرار بأنه «دكتاتورية واضحة»، مضيفًا أن النظام الذي يرفض إرادة الشعب ولا يحترم القانون لا يمكن أن يكون ديمقراطيًّا أو شرعيًّا.


وفي خطاب نُشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أدان إمام أوغلو قرار لجنة الانتخابات، قائلا إنها خاضعة لتأثير الحزب الحاكم.


وأضاف: «لن نقبل المساومة على مبادئنا، فهذه البلاد بها 82 مليون وطني سوف يقاتلون حتى اللحظة الأخيرة؛ من أجل الديمقراطية».


كما طالب إمام أوغلو أنصاره بضبط النفس، قائلًا: «دعونا نكون صفًا واحدًا وأن نلتزم بالهدوء، وسوف ننتصر مرة أخرى».


ويواصل الحزب الحاكم منذ فوز المعارضة ببلدية إسطنبول الطعن في نتائج الانتخابات، ما جعل المعارضة تتهم حزب العدالة والتنمية بأنه يحاول سرقة الانتخابات.


وكان أردوغان قد نجح بعد نحو 36 يومًا من الضغوط والمحاولات والألاعيب، في إجبار اللجنة العليا للانتخابات على الاستجابة لرغبته، وإلقاء أصوات الناخبين في البحر، وسحق صناديق الاقتراع، وإعادة انتخابات إسطنبول، والتي كان حزب العدالة والتنمية قد خسرها.


وحددت اللجنة في قرارها الصادر اليوم بموافقة 7 أعضاء مقابل اعتراض 4 أعضاء، 23 يونيو المقبل، موعدًا لإعادة التصويت.


الأمر المثير للاهتمام أن لجنة الانتخابات بررت قرار الإلغاء بالقول إنها اكتشفت وجود علاقة بين 43 مسؤولًا في مكاتب الاقتراع وحركة جولن المدرجة تحت قوائم الإرهاب في تركيا، ومسؤولين في مكاتب الاقتراع خلال الانتخابات البلدية، وذلك بعد نحو 35 يومًا من الاقتراع.


وفي هذا السياق علق الخبير في الشأن التركي كرم سعيد، أن أردوغان يمارس ضغوطات شديدة منذ إعلان نتيجة الانتخابات في مطلع أبريل الماضي.


وتابع «سعيد» لـ«المرجع»، أن تصريحات الرئيس التركي السابقة كانت تصب في اتجاه هذا قرار اللجنة العليا الذي صدر، وإعادة المشهد الانتخابي، وكان لهذا القرار تداعيات على أكثر من مستوى، أولها السياسي من حالة الانقسام التي ظهرت في الانتقادات التي وجهتها المعارضة للانتخابات، أما على مستوى الاقتصاد تراجعت الليرة التركية، وفقدت جانب من قيمتها على خلفية القرار.


وأضاف أنه على المستوى الخارجي تعرضت صورة تركيا للمزيد من التشويه وظهر هذا في تصريحات مستشار النمسا الذي قال من يشكك في نتيجة الاقتراع الديمقراطي ليس له مكان بالاتحاد الأوروبي، إضافة إلى انتقاد الخارجية الألمانية للقرار.


وأشار إلى أن إسطنبول لها أكثر من دلالة من ناحية اهتمام أردوغان بها؛ حيث إن لها وضعية خاصة من الناحية الاقتصادية، كما تسهم بثلث الناتج المحلي، إضافة إلى أنها المدينة الأكثر سكانًا.


وأكد الخبير في الشأن التركي أن إسطنبول بها عدد من القواعد الانتخابية التي تدين بالولاء للعدالة والتنمية، كما لها أهمية رمزية لأنها كانت نقطة انطلاق الرئيس التركي، وهناك بعد شخصي أن أردوغان بالرغم من فقده لأنقرة طوال الوقت كانت إسنطنبول هي الأهم بالنسبة له ومحط أنظاره.

"