الشمال السوري على صفيح ساخن.. تصاعد حدة القصف على خطوط التماس
الخميس 28/يوليو/2022 - 05:06 م
مصطفى كامل
يعيش الشمال السوري على صفيح ساخن، إذ بات محط صراع قوي بين تشكيلات عسكرية متمثلة في القوات المدعومة من تركيا، وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من الولايات المتحدة، وفي الأخير قوات الجيش العربي السوري، حيث تصاعدت حدة القصف على خطوط التماس هناك، باستهداف القرى والمدن التي يقطنها النازحون بالقصف المدفعي والطائرات خلف مئات الجرحى والقتلى.
قصف مدفعي الشمال السوري
قُتل مدني وجرح آخرون بينهم أطفال، إثر قصف مدفعي استهدف مدينة إسمنتية يقطنها نازحون تُعرف باسم "مخيم كويت الرحمة" في منطقة جبل الترندة قرب مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، الخاضعة لسيطرة الفصائل.
وقال فريق ما يُسمى بـ"منسقو استجابة سوريا"، إن استهداف المخيم يأتي ضمن سياسة موحدة بين جميع الأطراف في تدمير مقومات الحياة في شمال غرب سوريا، حيث اعتبر القصف جريمة حرب خطيرة تُضاف إلى سجل الجرائم التي ترتكبها تلك الجهات في المنطقة.
ولم يتضح حتى الآن الجهة المسؤولة عن القصف، إلا أن شبكات محلية وناشطين اتهموا "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بالوقوف خلفه، بالتزامن مع استمرار التوتر على جبهات القتال في الشمال السوري.
ومع الحديث عن عملية عسكرية تركية مرتقبة في الشمال السوري ضد قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، تواردت أنباء عن قيام قوات عسكرية من قبل الجيش العربي السوري بالدخول إلى مناطق "قسد" لمؤازرتها ومساندتها ضد التحرك العسكري التركي، الأمر الذي ظهر على أنه خطوة قد تمنع تركيا من بدء عمل عسكري في المستقبل القريب، إلا أن المدفعية التركية استهدفت مواقع مشتركة بين القوات السورية و"قسد" مُخلفة قتلى وجرحى.
وكالة أنباء "هاوار"، المقربة من "قسد"، قالت إن الجيش التركي قصف الأحد، 24 من يوليو الجاري، مركزًا ناحية زركان شمالي الحسكة، وريفها الشمالي بالأسلحة المدفعية والصاروخية، بينما نوّهت وكالة "نورث برس" المُقربة أيضًا من "قسد" إلى أن المدفعية التركية، استهدفت أيضًا عدة قرى بريف حلب الشمالي بـ58 قذيفة مدفعية، نحو 25 قذيفة منها، استهدفت أطراف قريتي عقيبة وأبين، جنوبي عفرين.
وردت قوات الجيش العربي السوري على القصف التركي، بصواريخ استهدفت بلدة كفرجنة بريف عفرين، شمالي محافظة حلب.
حملة القصف التي أطلقتها الفصائل باتجاه مناطق نفوذ القوات السورية، ردًّا على قصف ريف جسر الشغور غرب إدلب طال تجمعًا دينيًّا في مدينة السقيلبية، حيث أكد راديو "سوريانا- FM”، سقوط صاروخ مصدره الفصائل، على تجمع حاشد في مدينة السقيلبية شمال غرب محافظة حماة، مخلفًا قتلى وجرحى.
الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) قالت، إن الصاروخ استهدف احتفالًا دينيًّا بمناسبة افتتاح كنيسة "آيا صوفيا" في مدينة السقيلبية.
العودة للتصعيد
ومنذ السادس من يونيو الماضي، عادت الطائرات الروسية، للتصعيد هي الأخرى شمال غرب سوريا بعد هدوء ميداني استمر لأكثر من شهرين،
وفي 22 يوليو الجاري، استهدفت الطائرات الروسية مناطق شمال غربي سوريا مجددًا، مخلّفة سبعة قتلى جلّهم أطفال، إضافة إلى عدد من الجرحى وخسائر مادية.
وتيرة القصف عادت للتصاعد بعد أيام من قمة ثلاثية جمعت قادة كل من تركيا وروسيا وإيران، ضمن إطار عملية "أستانة" في العاصمة الإيرانية طهران، ما طرح تساؤلات حول دلالات ومؤشرات القصف بعد القمة التي عُقدت في 19 من يوليو الجاري.
وطالب مرصد "الشمال العام"، المدنيين، وخاصة في ريف إدلب الشرقي، بضرورة العبور من الطرق غير المرصودة، وتجنب الأماكن المكشوفة لعدم استهدافهم بالصواريخ الموجهة، حيث جاءت التحذيرات عقب استهداف سيارة مدنية في قرية أبنبة بصاروخ موجه قبل عدة أيام.
واستهدفت غرفة عمليات ما تسمى بـ"الفتح المبين" ونواتها فصيل "هيئة تحرير الشام"، تجمعًا للقوات السورية على جبهة "الفوج 46"، مطلع الأسبوع الجاري، ردًّا على قصف روسيا لمدينة جسر الشغور في 22 من الشهر الجاري.





