الحُديدة.. لماذا تُكثف ميليشيا الحوثي عملياتها العسكرية؟
واصلت ميليشيا الحوثي الانقلابية، جرائمها وخرقها للهدنة في الحديدة، محاولةً السيطرة على المناطق التي فقدتها قبل ديسمبر 2018، وهو ما تكشفه حدة العمليات وكثافتها، وقد نجحت القوات اليمنية المشتركة في مواجهة خروقات الحديدة وتكبيد الميليشيا خسائر فادحة.
فيما تواصلت عمليات القصف والاستهداف التي تنفذها الميليشيات على مواقع قوات
العمالقة، في منطقة «الجبلية» التابعة لمحافظة الحديدة.
وقد أفادت وحدة الرصد والمتابعة لقوات ألوية العمالقة التابعة للجيش اليمني، أن الميليشيات
استخدمت خلال عمليات القصف من مناطق تمركزها قذائف مدافع B10 وقذائف
RBGعلى مواقع القوات.
كما شنت ميليشيات الحوثي قصفًا عنيفًا على مواقع ألوية العمالقة في مديرية حيس جنوب
محافظة الحديدة بذات القذائف.
هجمات مكثفة
وشنت الميليشيات المتمركزة في أطراف مديرية حيس، عملية قصف عنيفة ومركزة، مستخدمة المدافع الثقيلة؛ حيث سقطت مقذوفات من مدفعية الهاون عيار 82 ومقذوفات هاون 120a.
كما استخدمت الميليشيات خلال قصفها واستهدافها المكثف والهستيري مدافع B10 المباشرة وقذائف الآر بي جي، بالتزامن مع معاودة استهداف وإطلاق نار مكثف، شنته الميليشيات بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة منها 14.5 وعيار 12.7 في أوقات متفرقة.
فيما أفادت ألوية العمالقة باندلاع اشتباكات، وقصف عنيف بالقذائف المدفعية والأسلحة الرشاشة باتجاه مديرية حيس ومحيطها خصوصًا الجهة الشرقية، وتخوم خط الإمداد مع الخوخة، مؤكدة إحباط محاولات تسلل وإلحاق خسائر بالميليشيات الحوثية.
وذكرت مصادر عسكرية في ألوية العمالقة، أن قواتهم قتلت وجرحت ما لا يقل عن 20 عنصرًا من ميليشيات الحوثيين الإيرانية خلال عملية التفاف في مديرية حيس جنوبي الحديدة.
كما ذكر الإعلام العسكري التابع للمقاومة الوطنية- حراس الجمهورية، أن ميليشيات الحوثي كثفت من نشر القناصة في أسطح العمارات ومنازل المواطنين داخل مدينة الحديدة، واستهداف جنود ومواقع قوات المقاومة المشتركة والأحياء المحررة في سياق واحد مع مظاهر التصعيد العسكري المتواصلة والاستهداف والقصف بالقذائف المدفعية والأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وكانت ميليشيا الحوثي قد بدأت خلال الأيام الماضية حشد المقاتلين من صنعاء، والمناطق القريبة من «الحديدة» إلى المدينة لخوض حرب جديدة؛ من أجل استعادة ما فقدته خلال الأشهر الأخيرة من عام 2018، وقبل توقيع اتفاق الهدنة.
وعقد مشرفو ميليشيات الحوثي اجتماعات على مستوى الأحياء، وعبر عقال الحارات في العاصمة صنعاء، وطالبوهم بكشوف عن المواطنين الساكنين في حاراتهم، وعدد أفراد الأسرة، وأعمارهم.
كما شنت الميليشيات حملة اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين بمديرية زبيد غرب «الحديدة»؛ من أجل حملات التجنيد الإجباري للقتال في صفوفها.
أيضًا سرعت الميليشيا في بناء الحواجز، ونشر عشرات الكتل الخرسانية في شوارع وأحياء متفرقة داخل مدينة «الحديدة» وبمحاذاة خطوط التماس مع قوات المقاومة اليمنية المشتركة والأحياء المحررة في المدينة.
قالت قوات المقاومة الوطنية «حراس الجمهورية»، التي يقودها العميد طارق صالح، الأحد 26 مايو: إن الميليشيات الحوثية، ذراع إيران في اليمن، تواصل حفر الخنادق والأنفاق وتفخيخها بالألغام والعبوات الناسفة داخل مدينة الحديدة.
من جانبه، قال المحلل السياسي اليمني، عبدالكريم المدي: «إن ميليشيا الحوثي تسعى إلى معركة في الحديدة لتعويض خسائرها في الضالع، وكذلك إرباك المشهد الإقليمي والدولي في ظل التوترات بين أمريكا وإيران».
وأضاف في تصريح لـ«المرجع» أن: «الميليشيا تخطط للسيطرة على الحديدة، وإعادة ملف المدينة إلى نقطة الصفر، في ظل جنوح المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، إلى جانب الميليشيا؛ ما يشكل دعمًا قويًّا في حلم السيطرة على كامل المدينة».
وأكد المحلل السياسي اليمني أن: «قوات المقاومة اليمنية، تراقب عن كثب كل التطورات الميدانية في الساحل الغربي، وهي مستعدة لكل التغيرات العسكرية».





