بعد توحش سياسة التعطيش.. أزمة في إيران احتجاجًا على تجفيف بحيرة أرومية
الجمعة 22/يوليو/2022 - 07:33 م
محمد شعت
احتجاجات جديدة تشهدها عدة مناطق في الداخل الإيراني، بسبب انخفاض منسوب بحيرة «أروميه» الواقعة في المناطق الجبلية بين مدينتي تبريز وأرومية، والتي بدأت بالانحسار منذ عام 1995 بعدما كانت تعدُّ من أكبر البحيرات الشديدة الملوحة في العالم.
وتقلص حجم بحيرة «أرومية» الواقعة شمالي غرب إيران، في السنوات الأخيرة، وأصبحت مساحتها لا تزيد على ألف كيلومتر مربع، وسط مخاوف من انحسارها بعد أن كانت حتى وقت قريب إحدى كبريات بحيرات الكرة الأرضية، حيث انخفض مستوى المياه فيها بنحو 25 سنتيمترًا؛ بسبب التقلبات المناخية، والإسراف في استخدام مياهها في مشروعات الري.
وكانت بحيرة «أرومية»، الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، وسادس أكبر بحيرة مالحة على الأرض، وبلغت مساحتها نحو 5,200 كم مربع. وتقلصت إلى 10% من حجمها السابق بعد سد الأنهار التي تتدفق إليها، وضخ المياه الجوفية من المنطقة المحيطة بها.
وتأتي تلك الاحتجاجات في إطار موجات مستمرة في الداخل الإيراني بسبب تراجع مستوى المعيشة في البلاد والأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي تحاصر الأسر، إضافة إلى الاحتجاجات العمالية المستمرة بسبب أزمات الرواتب فضلًا عن احتجاجات المتقاعدين، واحتجاجات العطش بسبب سياسة تحويل الأنهار.
اتهامات تلاحق المحتجين
وتعرض المحتجون على انحسار بحيرة «أرومية»، لاتهامات عديدة من قبل سلطات النظام الإيراني، ووفق وكالات أنباء محلية أوقفت الشرطة عددًا من المحتجين الذين وصفوا «بالمخلّين بالأمن».
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «إرنا» عن قائد الشرطة في محافظة آذربيجان الغربية «رحيم جهانبخش» قوله: «تم تحديد وتوقيف عدد من الأفراد المشاغبين والمنافقين الذين لم يكن لديهم غرض آخر سوى تخريب الممتلكات العامة والإخلال بأمن السكان».
ووفق وكالة أنباء فارس فإن العشرات نزلوا إلى الشوارع في مدينتي نقده وأروميه احتجاجًا على نقص الاهتمام الذي توليه السلطات في مواجهة جفاف بحيرة أروميه.
وكشفت الوكالة أن المحتجين هتفوا بشعارات منها: «بحيرة أرومية تحتضر، والمجلس (البرلمان) يأمر بقتلها»، و«بحيرة أرومية عطشى».
ويحذر متابعون من كارثة بيئية بسبب انحسار البحيرة التي تُعرف المنطقة بكونها محمية للمحيط الحيوي من الطراز الأول، ومحببة خصوصًا لدى الطيور المهاجرة. حيث تضم جنسًا متأصلًا من الأرتيميا (التنين المائي) فضلًا عن ثروة بحرية كبيرة. كما اعتاش أكثر من ستة ملايين شخص من الزراعة في مناطق محيطة بها.
موجات جفاف مستمرة
وتتعرض إيران خلال السنوات الأخيرة إلى الجفاف في عدة مناطق، ما تسبب في احتجاجات ضخمة، كما شهدت عدة مدن في محافظة جهارمحال وبختياري جنوب غرب إيران، احتجاجات ضد مشروعات مائية تنفذها الحكومة خلال الأشهر الماضية.
واتهم المحتجون، المسؤولين بسرقة المياه، ونقلها إلى مدن أخرى ومن ضمنها أصفهان، من أجل رفد مشاريع يعود بعضها للحرس الثوري الإيراني، وفق ما أفاد ناشطون.
وعلى نفس الصعيد، شهدت منطقة الأحواز جنوب غرب إيران، احتجاجات عارمة خلال الفترة الأخيرة بسبب ممنهج يمارسه النظام الإيراني بحق الأقلية العربية في الأحواز، خاصة في ظل سياسة تحويل مجرى أنهار المنطقة وتجفيف الأراضي الرطبة جنوب غربي إيران، وسط حملة قمع ممنهج للمحتجين.
وتفاقمت مشكلة المياه في الآونة الأخيرة، مع تحويل نظام الملالى مياه النهر بشكل أكبر نحو مناطق أصفهان وزايندهرود، شمال شرق الإقليم العربي، ويشكل هذا الأمر تهديدًا للسكان الذين يعتمد قسم كبير منهم على مياه النهر في ري زراعاتهم، ويقولون إن الأمر كان مبيتًا بغرض دفعهم للهجرة من الإقليم، وفي إطار التغيير الديموجرافي الذي تسعى إليه السلطات.





