عملية أبوجا الإرهابية.. «داعش» يدق أوتاده في العاصمة النيجيرية

يعد هجوم تنظيم «داعش» الإرهابي الأخير، على سجن بالقرب
من العاصمة النيجيرية أبوجا، تذكيرًا داميًّا بالخطر المتزايد الذي يمثله الإرهاب
في أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان.
في مساء الخامس من يوليو
الجاري، اقتحم أكثر من مائة مسلح، سجن كوجي في ضواحي أبوجا، مستخدمين المتفجرات في
سبيل تحرير مئات من المعتقلين الذين أعيد توقيف معظمهم بعد فترة وجيزة، وبينهم نحو
70 إرهابيًّا، فيما نشرت الشرطة التي لا تزال تبحث عن فارين صورًا للإرهابيين الذين
هربوا أثناء الهجوم.
ووفقًا لوكالة
"فرانس برس"، قال مسؤول نيجيري كبير في مكافحة الإرهاب ـــ لم يرغب في ذكر اسمه
ــــ: إن الهجوم على سجن كوجي
يمثل «مصدر إحراج وطني» له
تداعيات أمنية كبيرة، مضيفًا أن بعض الهاربين هم من واضعي القنابل وناشطين كبار.
للمزيد.. «داعش أفريقيا» يصعد في نيجيريا
معتمدًا على الحرب الدعائية
وحدث الهجوم على بعد
عشرين كيلومترًا فقط من مطار أبوجا الدولي، وأربعين كيلومترًا عن القصر الرئاسي
الواقع على بعد مئات الكيلومترات من مكان نشاط الجماعات الإرهابية بشكل عام.
ويعد هذا الهجوم
مؤشرًا على تنامي قدرة الإرهابيين في نيجيريا على تهديد مناطق أخرى غير معقلهم في
شمال شرق البلاد، مركز التمرد المستمر منذ 13 عامًا والذي أدى إلى سقوط أربعين ألف
قتيل ونزوح 2.2 مليون شخص.
وللمرة الأولى منذ تشكيله
في 2016، نفذ «داعش» في غرب أفريقيا، هجمات في عام 2022 بولايات تارابا (شرق)
وكوجي ونيجر (وسط) وكذلك في أبوجا.
ويؤكد المكتب الاستشاري
النيجيري «إس.بي.إم إنتليجنس» أن هجوم كوجي الذي تبناه داعش في غرب أفريقيا، يشكل
فشلًا ذريعًا في جمع المعلومات الاستخباراتية، مضيفًا أن التنظيم بعث رسالة واضحة مفادها أنه قادر على ضرب أبوجا عندما
يشاء.
وقد قام الرئيس
النيجيري محمد بخاري بزيارة قصيرة لسجن كوجي، قبل شهور من
انتهاء ولايته الرئاسية الثانية وسط سيل من الانتقادات بسبب العنف المنتشر في
كامل أنحاء البلاد تقريبًا، وسيكون الأمن قضية حاسمة في الانتخابات الرئاسية
التي ستجرى في فبراير 2023 ولن يترشح فيها بخاري.
وأطلق مهاجمو السجن النار
على الحراس؛ بينما قام آخرون بتحرير سجناء وحرق سيارات خارج السجن، بحسب السلطات،
فيما قال رئيس مجلس الشيوخ
أحمد لاوان إن الهجوم على هذا المركز الإصلاحي دليل على الفشل الأمني.