يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«داعش أفريقيا» يصعد في نيجيريا معتمدًا على الحرب الدعائية

الجمعة 24/يونيو/2022 - 05:41 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

 بعد مرور سنوات على وجود «داعش» الإرهابي في القارة السمراء، تحوّل المسلحون الذين يدينون بالولاء للتنظيم وتحديدًا في نيجيريا، من مجموعة لا تكاد تتخطى المئات ولا تحظى بأي اهتمام من جانب وسائل الإعلام الدولية أو المحلية، إلى تهديد لا يستهان به بسبب الأوضاع الأمنية في البلد الأفريقي، بعدما ظلت الأنظار تتجه خلال العقدين الأوليْن من القرن الحالي، إلى إرهابيي جماعة «بوكو حرام»، وذلك على الرغم من الهزائم التي مُني بها التنظيم خلال السنوات الماضية وخسارته أراضيه ومركزيته في العراق وسوريا.


تصعيد إرهابي


ومع الهزائم التي مُني بها «داعش» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بدأ التنظيم، في فتح جبهات جديدة لاعتداءاته، في أجزاء من القارتيْن الأفريقية والآسيوية، خصوصًا في منطقتيْ الساحل وأفريقيا جنوب الصحراء، وكذلك في بعض دول جنوب شرق آسيا، إذ كشف الباحث «جيمس بارنيت» الباحث في معهد «هدسون» للدراسات والأبحاث في الولايات المتحدة، في تقرير له أن جناح «داعش» في نيجيريا، يسعى للاستفادة من تصور الكثيرين في هذا البلد، أن المناطق التي تشهد هجماته الإرهابية بعيدة إلى حدٍّ كبير عن المناطق الحضرية الرئيسة ومراكز المدن الكبرى وكذلك العاصمة أبوجا، إلى حد يجعل هؤلاء يستخفون بما بات يشبه «حربًا أبدية»، تشهدها المناطق الريفية في الشمال الشرقي، خصوصًا في ولاية «برنو».


وبحسب موقع «يوراشيا ريفيو» الأمريكي أشار «بارنيت»، إلى أن إرهابيي «داعش» سعوا لاستغلال حملة الهجمات الدموية الأخيرة، لتغيير هذه الصورة، واجتذاب مزيد من اهتمام وسائل الإعلام، والحصول على دعم لوجستي أكبر، من جانب التنظيمات المتطرفة الأخرى داخل نيجيريا وخارجها؛ إذ أظهرت المقاطع المصورة التي بثها «داعش» عددًا من الإرهابيين التابعين له في نيجيريا، وهم يرتدون ملابس تنتشر بشكل أكبر في المناطق الجنوبية من هذا البلد، بما يغاير الشكل التقليدي للمسلحين المنضوين تحت لواء التنظيم الدموي هناك، ممن كانوا يظهرون عادة، بأردية تقليدية تُميز القاطنين في الولايات الشمالية الشرقية.


وشنّت ما تسمى بـ«ولاية غرب أفريقيا»، هجمات خلال الفترة الماضية، استهدفت ثكنات عسكرية ومراكز للشرطة، من بينها اعتداءان وقعا في منطقتيْن غير بعيدتيْن عن أبوجا، وهو ما شكل أقرب تهديد إرهابي للعاصمة النيجيرية منذ عقد كامل من الزمان، فضلًا عن تصعيد اعتداءاتها في مناطق بجنوب البلاد.


تحقق الهدف 


ويرى مراقبون، أن الأمور التى قامت بها ما تسمى بـ«ولاية غرب أفريقيا» بنيجيريا خلال الفترة الماضية، ربما تكون قد نجحت في تحقيق الهدف الذي فشلت «بوكو حرام» في الوصول إليه على مدار سنوات، والمتمثل في توسيع عمليات التجنيد الخاصة به، لتشمل عناصر متطرفة من مناطق تقع خارج الجزء الشمال الشرقي من نيجيريا.


وكانت دراسة لمركز «تريندز» للبحوث والاستشارات، أشارت إلى أنه يمكن قراءة اتجاه تنظيم «داعش» الإرهابي إلى أفريقيا من زاوية هروب التنظيم من المناطق التي خسرها في الشرق الأوسط؛ أمام مواجهة شرسة من قوات التحالف الدولي التي تشكلت في عام 2014، ومواجهة أخرى للقوات المحلية والإقليمية، لذا اضطر التنظيم للبحث عن أراضٍ جديدة، وانتصار جديد ولو بشكل رمزي، وسط ركام الهزائم التي مُني بها بعد سقوط دولته المزعومة ومقتل 2 من زعمائه


وأكدت الدراسة، أنه لوجود العديد من الجماعات المنضوية تحت التنظيم الإرهابي، دور بارز في دعمه ووجوده داخل القارة السمراء، أبرزها «قوى تحالف الديمقراطية، التي تنشط في كل من أوغندا والكونغو، بجانب «حركة الشباب الموزمبيقية»، إذ أسهمت تلك الجماعات في ترسيخ الوجود الداعشي في القارة السمراء، وجعلته قادرًا على تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية، خاصة في وسط القارة؛ إضافة إلى وجود عدد من الجماعات التي انشقت عن تنظيمات أخرى، وانضمت لداعش، أبرزها «بوكو حرام» النيجيرية، وحركة «الشباب» الصومالية، وحركة «أنصار الدين» و«التوحيد والجهاد» بغرب أفريقيا. 


للمزيد: «سادك» تمدد مهام قواتها في موزمبيق لوقف الزحف الداعشي

 

الكلمات المفتاحية

"