المخاوف الأمنية تعرقل عودة الطلاب العسكريين إلى أفغانستان
بدأت حركة طالبان أفغانستان منذ مايو الماضي في اتخاذ سياسة جديدة نحو السياسيين والعسكريين الفارين خارج البلاد، في إطار ما أطلقت عليه المصالحة السياسية، حيث شكلت لجنة لهذا الغرض بهدف التواصل معهم وإعادتهم إلى البلاد، إلا أن آلية عمل اللجنة شابها الكثير من الثغرات التي تجعل الثقة في توفير الحياة الآمنة لهؤلاء أمرًا مشكوكًا فيه، وقد أعادت الحركة النداء مرة أخرى بتوجيه نداء إلى الطلاب العسكريين الأفغان الموجودين في الهند بالعودة إلى البلاد.
نداء العودة
طالبت وزارة الداخلية الأفغانية، التابعة لحركة طالبان، الجمعة 15 يوليو 2022، جميع الطلاب العسكريين في الهند والدول الأخرى بالعودة إلى بلادهم.
وقال عبد نافع
تاكور المتحدث الرسمي باسم الوزارة في تصريحات صحفية: إنه
سيتم تعيين هؤلاء الطلاب في مؤسسات الأمن والدفاع في البلاد بناءً على خبرتهم.
من جهة أخرى أكد مسئولون
بالسفارة الأفغانية في الهند، إن الطلاب العسكريين في الهند لم يقرروا العودة
للبلاد بسبب التهديدات الأمنية.
وأشار عبد الحق آزاد رئيس قسم الصحافة في
السفارة الأفغانية بالهند إلى أن "هؤلاء الطلاب خائفون من العودة إلى وطنهم؛ لأنهم غير متأكدين من المستقبل الذي ينتظرهم".
ومنذ عام 2005، قدمت الهند تدريبات
لمئات الجنود، وفي الأشهر الأحد عشر الماضية، أكمل أكثر من 200 طالب عسكري
تدريبهم هناك.
أزمة ثقة
وتواجه حكومة
طالبان أزمة ثقة لدى الطلاب العسكريين والسياسيين الأفغان في الخارج، نظرًا
لاعتبارات عدة منها السلوك السياسي للحركة في الداخل، منذ سيطرتها على البلد في
أغسطس 2021، والتي وضعت قيودًا على سياسيين سابقين يتواجدون في أفغانستان، مثل
الرئيس الأسبق حامد كرزاي، ورئيس المجلس الأعلى الوطني للمصالحة عبد الله عبد
الله، ورئيس مجلس الشيوخ فضل الهادي مسلم يار، وهؤلاء لا يمكنهم السفر إلا بعد
حصولهم على تصريح من الحكومة، وتقديم الضمانات بالعودة إلى البلاد.
مساعي الحركة
في 21 مايو
الماضي أعلنت حكومة "طالبان" الأفغانية، تشكيل لجنة من قيادييها،
برئاسة وزير المعادن وعضو المكتب السياسي شهاب الدين دلاور، بهدف التواصل مع
السياسيين والعسكريين الهاربين من البلاد، واعتبر وقتها العديد من المراقبين أنه لا
جدوى من تلك الخطوة.
وأكدت اللجنة تواصلها مع عدد كبير من السياسيين والعسكريين، الذين أكدوا رغبتهم بالعودة إلى
البلاد، وكانت اللجنة أكدت التواصل مع أعداد كبيرة من السياسيين في أوروبا
والإمارات، لمساعدتهم في العودة إلى البلاد، عبر التنسيق مع المعنيين في حكومة
"طالبان".
وأشارت،
في بيان في 11 يوليو، إلى أن "دلاور" التقى العائدين إلى البلاد، وطمأنهم بأن
"طالبان" ستفتح أمامهم المجال للعمل في أفغانستان "من أجل مستقبل
زاهر للشعب"، ووعدهم بعدم تعرض أحد لهم.
كما نشرت اللجنة، في اليوم نفسه، تسجيلات مصورة لأعداد كبيرة من ضباط وعناصر الجيش والشرطة، العائدين من تركيا وإيران ودول مجاورة لأفغانستان. وتحدث بعضهم في التسجيلات (دون ذكر أسمائهم ووظائفهم في الجيش السابق) حول كيفية استقبال دلاور ومسؤولين في "طالبان" لهم، مطالبين أقرانهم بالعودة إلى أفغانستان.





