في أفغانستان.. «عباس» يتحدى «داعش» بذراع واحدة!
في زاويةٍ فقيرةٍ من العاصمة الأفغانية كابول، يُدير إحدى ضحايا تنظيم «داعش» الإرهابي صالة ألعاب رياضية، أعاد افتتاحها في تحدٍّ للتنظيم بعد شهرين من تفجير استهدف المنطقة التي تقع فيها.
قبل شهرين، وبالتحديد في 5 سبتمبر الماضي، هاجم انتحاريون من داعش «نادي مايواند للمصارعة»، سمع عباس مدرب النادي صوت إطلاق نار وصراخ «الانتحاري» الذي فجَّر على الفور قنبلة في حقيبة رياضية، وفجَّر آخر سيارة مفخخة خارج المكان مباشرة.
وفقط عندما استعاد عباس وعيه في المستشفى أدرك أن ذراعه اليسرى قد قطعت في الانفجار، ليصبح من ضحاياها، وهو الذي أسفر عن مصرع 30 وإصابة 50 آخرين.
يقول عباس لصحيفة «جارديان» البريطانية: «قبل ذلك، كنت جيدًا في إظهار التدريبات للطلاب، لكن الآن يجب أن أخبرهم بأن يتدربوا مع الأولاد الآخرين، لقد كان ذلك صعبًا للغاية بالنسبة لي».
وتشير طريقة تدريبه للطلاب إلى حجم المعاناة التي تعرض لها بسبب التنظيم الإرهابي، ففي المنزل أيضًا كان عليه التكيف مع إصابته، إذ تساعده زوجته بعدما كان يفعل.
اقرأ أيضًَا.. نجاة أكبر قائد عسكري أمريكي في أفغانستان من هجوم لطالبان
الدعم المعنوي أسهم في استعادته الثقة بنفسه، فيقول: إنه أثناء وجوده في المستشفى، ظهر المئات من الزائرين بجواره، وشكروه لأنه وضع أولادهم على الطريق الصحيح.
دفع عباس الأموال لإجراء إصلاحات لبناء النادي نفسه، وما زالت ندبة سوداء تدق الجدار الذي كان فيه المدخل، كما حافظ على لياقته في انتظار العودة.
وبينما يتدفق الطلاب، يعترف شابٌ يبلغ من العمر 23 عامًا بأنه كان خائفًا من العودة، لكن «المصارعة نفسها هي شكل من أشكال المقاومة»، فيما يقول أحد مسؤولي وزارة الدفاع: «العدو يريدنا ألا نلعب، لكننا نظهر أننا نستطيع العودة إلى الأمور وتحسينها».
ويروي ساجد أوميد، البالغ من العمر 16 عامًا، أنه في يوم الهجوم أصابته شظية في صدره وقتل شريكه في المصارعة، مردفًا في هدوء: «أخشى أن آتي لكن حبي للمصارعة لا أستطيع منع نفسي من المجيء»، ويأمل أن يصبح الأحدث في سلسلة طويلة من الأبطال الذين دربهم عباس، لكن المخاوف الأمنية تعني أنه لا أحد يعلم متى يمكن تنظيم المباراة القادمة.
كان الهجوم على نادي مايواند هو الضربة الخامسة لـ«داعش» هذا العام في المنطقة نفسها في غرب كابول، وهي حي «هزارة» الفقير من المنازل.
اقرأ أيضًا.. هل تكتب حرب «داعش» و«طالبان» نهاية الصراع في أفغانستان؟
أسس عباس هذا الفرع من نادي مايواند للمصارعة في عام 1980، مثل الكثير من الأفغان، وقتل صاروخ زوجته الأولى، وتم حرق المحل الصغير الذي يملكه أيضًا، وهو الآن يحاول الوقوف مجددًا.





