بعد استبعاد سنوات.. فرنسا تعيد عددًا من عوائل «داعش»
السبت 18/فبراير/2023 - 11:59 م
مصطفى كامل
أعادت فرنسا عددًا من عوائل تنظيم "داعش" الإرهابي المحتجزين داخل مخيمات شمال شرق سوريا إلى أراضيها، حيث يتواجد ما يقرب من مئتي طفل من أبناء داعش الفرنسيين، محتجزين في ظل ظروف صحية مزرية في الصحراء السورية.
عودة 35 طفلا وأمهاتهم
أعادت
باريس، 16 امرأة و35 طفلًا كانوا يعيشون في مخيّمات يحتجز فيها إرهابيون من
"داعش" شمال شرق سوريا، إذ أكدت صحيفة "نيويورك تايمز"، الأمريكية،
أن النساء رافقهن 35 طفلًا بعضهم سافر مع أمهاتهم، وآخرون يتامى، في أكبر
مجموعة أعيدت إلى فرنسا دفعة واحدة، حيث استجابت الحكومة للضغوط المتزايدة
لتغيير نهجها، لافتة إلى أن فرنسا طالما قاومت دعوات جماعات حقوقية وخبراء
أمنيين لإعادة النساء البالغات، قائلة إنها تعتبرهن مقاتلات يجب محاكمتهن، حيث اتهمن بارتكاب جرائم في سوريا والعراق.
وقالت
وزارة الخارجية الفرنسية في بيان سابق لها، إن خدمات
الرعاية اعتنت بالأطفال، وإن الأمهات تم تسليمهن للسلطات القضائية، بينما
قالت الأخيرة إنه من المتوقع توجيه اتهامات للنساء وجميعهن فرنسيات،
باستثناء امرأتين لديهما أطفال فرنسيون فيما يتعلق بالانضمام إلى تنظيم
داعش.
وحثت
منظمات دولية من بينها الأمم المتحدة، ومحامون وسياسيون، فرنسا
على إعادة التفكير في نهجها، مشيرة إلى تدهور الأوضاع المعيشية والأمنية في
المخيمات.
انتقادات بسبب التجاهل
وتمسكت
فرنسا في السابق بسياسة تقضي بإعادتهم بأعداد ضئيلة وبصورة متباعدة، وهو
ما يعرضها لانتقادات، إذ اتهمت لجنة حقوق الطفل في الأمم المتحدة، فرنسا
بانتهاك حقوق أطفالها الفرنسيين في سوريا عبر الامتناع عن إعادتهم إلى
الوطن، منددة بظروف احتجاز مروعة تعرّض حياتهم للخطر منذ سنوات، حيث حذّر
خبراء الأمم المتحدة بأن هؤلاء الأطفال الذين يعيشون في خيم مكتظّة وسط
درجات حرارة قصوى وبدون الالتحاق بمدرسة محرومون من المقومات الأساسية، ولا
سيما المياه والطعام والرعاية الصحية، ويواجهون خطر الموت الوشيك.
وكان
ما يقرب من 70 بالمئة من الفرنسيين عام 2019 عن معارضتهم لعودة أبناء
الإرهابيين، وفق استطلاع للرأي أجراه مكتب "أودوكسا دنتسو " للاستشارات
لحساب إذاعة "فرانس إنفو" وصحيفة "لو فيغارو".
مستقبل مجهول
من
جانبها وصفت نائبة رئيس محكمة الأطفال في بوبينيي، موريال إيغلين، الأطفال
لدى عودتهم قائلة إن بعضهم كانوا في وضع نفسي سيئ جدًّا، يعانون نوبات قلق
كثيرة ونوم مضطرب وتساقط الشعر، في حين أن الأكبر سنًّا كانوا على العكس
مبهورين بما يرونه من حولهم.
بينما
أوضح جهاز المساعدة الاجتماعية للطفولة في منطقة إيفلين أن استقبال هؤلاء
القصّر كان "مغامرة" أحاطت بها عند بداياتها محاذير عدة.
وقالت
رئيسة الجهاز في سين سان دوني لوسي دوبوف: إن "بعض عائلات الاستقبال أو
المربين كانوا يتخوفون من إدراج أسمائهم وعناوينهم على الرسائل الموجهة إلى
المحكمة" خشية أن يربطهم ذلك بملفات الإرهاب بحق الأهل.





