ad a b
ad ad ad

وسط أفريقيا.. هل تكون أرض «داعش» المقبلة؟

الخميس 07/يوليو/2022 - 08:09 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
منذ تبددت أحلام تنظيم «داعش» الإرهابي، في قيام دولته المزعومة بالعراق وسوريا، تحولت توجهاته إلى محاكاة تنظيم «القاعدة» ومنافسته في نشر خلاياه في العالم بخلق دولة افتراضية عبر أنصاره، وهو ما جعله يتجه صوب القارة السمراء وخاصة منطقتي الوسط والغرب الأفريقيتين.
وسط أفريقيا.. هل
وجهة «داعش» المقبلة

ووفقًا لدراسة حديثة، أصدرها مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات، أن وسط أفريقيا قد يكون وجهة تنظيم «داعش» المقبلة، بعد سقوطه قبل ثلاث سنوات، محذرة من أن القارة الأفريقية تمثل بيئة خصبة لتصاعد الأعمال الإرهابية، في ظل توافر العوامل التي تساعد على نمو نشاط التنظيمات المتطرفة، سواء المرتبطة بالقاعدة أو المرتبطة بداعش أو المحلية، محذرة من أن جهود المجتمع الدولي في مواجهة خطر التنظيمات المتطرفة في أفريقيا متدنية ودون المستوى.

وأوضحت الدراسة أن جزءًا مهمًا من العمليات الإرهابية في القارة الأفريقية يعود إلى تنظيم «داعش» والجماعات المسلحة المحلية التي أعلنت مبايعتها له، ولعل أبرز هذه الجماعات «قُوى تحالف الديمقراطية» الذي ينشط في كلٍ من أوغندا والكونغو، وحركة الشباب الموزمبيقية، حيث أسهمت مثل هذه الجماعات في ترسيخ وجود تنظيم «داعش» في القارة الأفريقية، وجعلته قادرًا على تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية، خاصة في وسط القارة.

يضاف إلى ذلك، أن هناك بعض المجموعات التي انشقت عن جماعات إرهابية أخرى على صلة بتنظيم «القاعدة»، وانضمت لـ«داعش»، حيث يوجد في القارة العديد من الجماعات والتنظيمات، أبرزها «بوكو حرام» في نيجيريا، و«القاعدة في المغرب الإسلامي»، وحركة «الشباب المجاهدين» الصومالية، وحركة «أنصار الدين» السلفية في مالي، وحركة «التوحيد والجهاد» في غرب أفريقيا.

وأوضحت الدراسة الدور الذي لعبه ما يعرف بـ«تحالف القُوى الديمقراطية» في تنامي قوة تنظيم داعش وسط القارة الأفريقية، حيث يُعد من أهم التنظيمات التي تنشط في أفريقيا عمومًا وفي منطقة الوسط على وجه الخصوص.

كما لعبت حركة الشباب الموزمبيقية، التي تعرف محليًّا باسم «أنصار السنة والجماعة» دورًا مهمًا في دعم تنظيم داعش في وسط أفريقيا، وترفض هذه الحركة علمانية الدولة، وتطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية. 

ويبلغ عدد مسلحي «داعش» في موزمبيق، التابعين للحركة ما بين 600 و1200 عنصر، وتعتمد الحركة في التجنيد أساسًا على السكان المحليين، كما تجند أيضًا المسلحين من تنزانيا وجزر القمر.
وسط أفريقيا.. هل
جهود مكافحة الإرهاب في أفريقيا

تعرضت دراسة مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات، إلى جهود مكافحة الإرهاب في أفريقيا، حيث تتصدى قوات حكومية من نيجيريا والدول المحيطة بحوض بحيرة تشاد لحركات الإرهاب في هذه المنطقة، بينما تتصدى قوات من موزمبيق والكونغو الديمقراطية وأوغندا للخلايا الإرهابية، ومنها تلك التابعة لتنظيم «داعش» في وسط القارة، كما يشارك الجيش الصومالي مع قوات إثيوبية وكينية في التصدي لأنشطة حركة «الشباب» المتطرفة الموالية لتنظيم «القاعدة».

وأكّدت الدراسة أنه رغم الجهود المبذولة، فإنها لا تزال غير كافية، وليست على المستوى المطلوب، كما أنها ليست بالقدر الذي يوازي خطر التنظيمات المتطرفة في القارة، ولا بتمددها الملحوظ.

ويرجع ذلك بحسب الدراسة، إلى مجموعة من المعوقات من بينها ضعف إمكانات دول القارة، سواء لمواجهة حركات التطرف والإرهاب، أو لمواجهة التطرف بصفة عامة، فضلًا عن عدم إبداء المجتمع الدولي الجدية اللازمة، سواء في محاربة التنظيمات المتطرفة أو في تقديم الدعم لدول القارة للقيام بهذه المهمة.

استراتيجيات أكثر نجاعة في مواجهة جماعات العنف والتطرف

ودعت الدراسة إلى ضرورة وضع استراتيجيات أكثر نجاعة في مواجهة جماعات العنف والتطرف، وليس مجرد الاعتماد على مواجهات غير مدروسة، على أن يُراعى في هذه الاستراتيجيات طبيعة التنظيمات المتطرفة في أفريقيا، وخطرها وحجم التحديات التي تعوق عملية المواجهة، وأن تعتمد تلك الاستراتيجيات إلى جانب الأدوات العسكرية والأمنية، على معالجة الأزمات التي تسمح بنمو الجماعات الإرهابية داخل القارة الأفريقية، بحيث لا تتحول أراضي القارة إلى مفرخة للعناصر الإرهابية التي لن تتورع عن هدم أي مقومات للتنمية والتقدم في دول القارة.

وأكدت أهمية استمرار عمل التحالف الدولي لمواجهة «داعش» وأن يكون مركز عملياته في أفريقيا؛ نظرًا لنجاح التنظيم بشكل كبير في التمركز بالقارة السمراء، مع طرح مبادرات تساعد في مواجهة التنظيمات المتطرفة في القارة بأكملها، وأن يكون ذلك بتنسيق وترتيب بين القارة والمجتمع الدولي، الذي سيتضرر بطبيعة الحال من وجود الإرهاب وتمدده.

الكلمات المفتاحية

"