شروط أمريكية وتراجع إيراني.. مصير غامض لمحاولات إحياء الاتفاق النووي
الأحد 19/يونيو/2022 - 05:56 م
محمد شعت
تطورات جديدة تشهدها محاولات إحياء الاتفاق النووي 2015، بين إيران والقوى المنضوية تحت الاتفاق، وذلك بعد توقف المفاوضات في مارس الماضي عقب ثماني جولات استغرقت قرابة العام في العاصمة النمساوية "فيينا".
أنشطة استفزازية
واعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية أن طهران مستمرة في أنشطتها الاستفزازية، وهو ما يدحض أي أحاديث إيرانية عن الجدية في إتمام الاتفاق النووي، حيث دعت وزارة الخارجية الأمريكية، إيران إلى التوقف عن أنشطتها الاستفزازية.
وقال نيد برايس المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن بلاده تنتظر "ردًّا بناءً من الإيرانيين" بشأن الاتفاق النووي الذي أبرم في عام 2015، مضيفًا أن التصعيد الإيراني الأخير والذي يتعلق بزيادة مستوى التخصيب، إضافة إلى تعطيل كاميرات المراقبة بالمواقع النووية يزيد الأمر تعقيدًا، خاصة بعد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي يكشف مدى الانتهاكات الإيرانية لبنود الاتفاق، معقبًا: "الخطوات التي اتخذتها إيران، وكذلك الخطوات التي هددت بها ستعقد بشكل كبير العودة المحتملة للاتفاق".
شروط واشنطن
واعتبرت واشنطن أنه لاعودة إلى الاتفاق النووي في ظل تمسك طهران بمطالبها خارج إطار الاتفاق، مشترطة تخلي طهران عن تلك المطالب، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس إن واشنطن تنتظر "ردًّا بناءً من الإيرانيين يتجاوز القضايا التي تخرج عن نطاق الاتفاق النووي".
وأضاف في إفادة صحفية: "كما أوضحنا نحن وشركاؤنا الأوروبيون، نحن على استعداد لإبرام وتنفيذ الاتفاق الذي تفاوضنا عليه في فيينا على الفور، وهو الاتفاق الذي ظل مطروحًا على الطاولة منذ عدة أشهر من أجل العودة المتبادلة إلى الامتثال الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة"، في إشارة إلى الاتفاق النووي.
وأشار قائلا: "لكي يحدث ذلك، يتعين على طهران أن تقرر إسقاط المطالب التي تتجاوز نطاق الاتفاق، وتحتاج إلى اتخاذ قرار بإسقاط القضايا التي لا صلة لها بالاتفاق النووي، مضيفًا، نعتقد أنه إذا اتخذت إيران هذا القرار السياسي، فسنكون في وضع يسمح لنا بإبرام ومتابعة عودة متبادلة إلى الامتثال للاتفاق النووي بسرعة كبيرة".
وربط "برايس" بين امتثال طهران لتلك الشروط والعودة لمفاوضات إحياء الاتفاق النووي، حيث أعاد التأكيد على أنه إذا لم تفعل إيران ذلك، فإنها ستزيد من الخطر على احتمالات القدرة على التوصل إلى عودة متبادلة للامتثال للاتفاق النووي.
تراجع إيراني
تأتي تصريحات المتحدت باسم وزارة الخارجية الأمريكية، بالتوازى مع تصريحات إيرانية اعتبرها مراقبون خطوة للخلف، إذ أعادت طهران التلميح باتخاذ خطوة للخلف لإتمام الاتفاق النووي، حيث أكدت إمكانية العودة عن الإجراءات التي اتخذتها لتقليص التزاماتها النووية، في حال إحياء اتفاق العام 2015 مع القوى الكبرى.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، إن بلاده تتمسّك بالدبلوماسية والمفاوضات لإحياء الاتفاق النووي مع القوى الكبرى، رغم التوتر الأخير مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن «عبداللهيان» خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري في طهران الثلاثاء 14 يونيو 2022: «نعتقد أن التفاوض والدبلوماسية هما السبيل الأفضل لإنجاز الاتفاق»، مشيرًا إلى أنه قبل صدور قرار الوكالة الدولية، طرح الجانب الإيراني «مبادرة جديدة» على الولايات المتحدة عبر الاتحاد الأوروبي.





