من قمة بيارتز.. ترامب يعرقل الوساطة الدولية للتهدئة مع إيران
أتى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليعقد من جهود الوساطة التي تقوم بها أطراف دولية لتخفيف التوتر في منطقة الخليج العربي.
تصريحات غامضة
ولفت إلى أن واشنطن «لا تريد تغيير النظام الإيراني.. نريد تغيير سلوك إيران، هذه دولة لديها العديد من الموارد ومن غير المقبول مطلقًا أن يجبر الشعب على العيش بهذه الحال»، مبينًا أن طهران تعاني من أوضاع اقتصادية متردية بسبب العقوبات التي فرضها عليها.
ظريف في فرنسا
وبيَّن الرئيس الأمريكى أن زيارة وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف لمدينة بيارتز التي تستضيف قمة الدول الـسبع الكبار لم تكن مفاجأة له، موضحًا أن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون تحدث معه عن هذه الزيارة، وطلب منه الموافقة عليها، قائلًا : «ماكرون أخبرني بدعوة ظريف للمجيء إلى هنا، وأبلغته بأنه لا بأس في ذلك، ولم يكن هناك أي قلة احترام»، مضيفًا: «أكن احترامًا كبيرًا لماكرون لكن من المبكر جدًا أن ألتقي الإيرانيين».
وتعجز طهران عن التعامل مع العقوبات الأمريكية لكنها رغم ذلك تتشبث بالاتفاق منعًا لتدهور الوضع أكثر مما هو عليه الآن.
طهران والاتفاق النووي.. بين التخفف والالتزام
من جانبه قال الباحث المتخصص في الشأن الإيراني محمد عبادي إن ترامب انسحب من الاتفاق النووي العام الماضي وبات في حكم اللاغي بالنسبة له، لكن في الوقت نفسه فإن طهران لم تعلن الخروج من الاتفاق لعدة أسباب، منها تجنب فرض عقوبات أممية عليها والعودة لنقطة الصفر، ولذلك فإنها تتبع نهجًا وسطًا يقوم على أساس البقاء في الاتفاق نظريًّا والتخفف من التزاماتها فيه بشكل تدريجي، والتحجج بوجود بنود في الاتفاق تسمح بذلك.
وأضاف في تصريحات لـ«المرجع» أنه مع تخفيض طهران التزاماتها النووية المنصوص عليها في الاتفاق، فإنها تهدف إلى إظهار التحدي للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وابتزاز أوروبا لبذل مزيد من الجهد لإنقاذ الاتفاق ولذلك يحاول ترامب إفشال هذا الابتزاز عبر إعرابه عن تخليه عن الاتفاق بصورة كاملة
وتابع الباحث المتخصص في الشأن الإيراني أن طهران تنتهـج كل الخيـارات لتخطي وطأة العقوبات أو التخفيف منها بعض الشيء عن طريق محاولة اتبـاع أسـاليب التهريـب المختلفـة للنفط، مع أن هـذا الخيـار لا يمكن التعويـل عليـه لفتـرة طويلـة بسبب محدودية تأثيره، ولذا تقوم بافتعال أعمـال عدائيـة علـى المسـتويين الإقليمـي والدولـي للضغـط علـى الغـرب لتحريـك جمـود موقفهـم الحالـي مـن العقوبـات الأمريكيـة، خصوصًـا علـى البترول، كما تحاول كسـب أوراق ضغـط للتفـاوض بهـا حـول الاتفـاق النـووي عندمـا يحيـن وقـت المفـاوضات مـع الولايـات المتحـدة الأمريكيـة، لكـن علـى العكـس تمامًا يقابـل الغـرب مثـل هـذه التهديـدات بفـرض عقوبـات إضافيـة والدعـوة لتحالفـات دولية ضد إيران.





