يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

لماذا فاز نبيه برّي برئاسة مجلس النواب اللبناني؟

الإثنين 13/يونيو/2022 - 06:16 م
المرجع
محمود محمدي
طباعة
بحضور أعضائه كافة، اجتمع مجلس النواب اللبناني الجديد لاختيار رئيس المجلس ونائبه وهيئة المكتب التي تتكون من أميني سر وثلاثة مفوضين، وخلصت هذه الجلسة إلى اختيار رئيس حركة أمل، نبيه بري، رئيسًا لمجلس النواب للولاية السابعة على التوالي، واختيار إلياس بوصعب النائب عن تكتل لبنان القوي نائبًا لرئيس المجلس.

ارتباك الجلسة الأولى

أدى وجود النواب الجدد المنتسبين إلى قوى التغيير المنبثقة عن حراك أكتوبر 2019، إلى حدوث ارتباك كبير في الجلسة الأولى للمجلس، حيث يسعى النواب الجدد إلى فرض حضورهم الأول داخل البرلمان من خلال الاعتراض على بعض الإجراءات.

وشهدت الانتخابات الداخلية لمجلس النواب ارتباكًا ارتبط بإجراءات الانتخابات الداخلية على الرغم من أنه منصوص عليها في الدستور، واستقرت عليها الأعراف البرلمانية لسنوات، غير أن هذه الجلسة شهدت توترات ومشاحنات حول كيفية إجرائها، كما اعتراض النواب الجدد على اختيار أميني سر المجلس وفقًا لطائفتهما، كما جرى العرف بأن يكونا مارونيا ودرزيا، مطالبين بأن يُختارا بعيدًا عن العامل الطائفي، الأمر الذي وجه باعتراض الكتل التقليدية وفي مقدمتها لبنان القوي بزعامة جبران باسيل و"اللقاء الديمقراطي" بزعامة وليد جنبلاط، واللذين حازا على المنصبين في النهاية.

وفي المحصلة، انتهى المشهد باختيار نبيه بري رئيسًا لمجلس النواب بأغلبية 65 صوتًا من الجولة الأولى، وإلياس بو صعب نائبًا بأغلبية 65 صوتًا من الجولة الثانية، وكل من آلان عون النائب عن تكتل لبنان القوى بأغلبية 65 صوتًا وهادي أبو الحسن بالتزكية بمنصبي أميني سر المجلس.

لماذا فاز بري؟

انتخاب نبيه بري رئيسًا للبرلمان كان أمرًا شبه محسوم بشكل كبير، بالنظر إلى أن الثنائي الشيعي "حزب الله – حركة أمل" قد حازا المقاعد الشيعية كافة داخل المجلس، وكون رئيس المجلس يجب أن يكون شيعيًّا.

وعلى الرغم من إعلان قوى المعارضة، وعلى رأسها حزب القوات وقوى التغيير، أنها لن تنتخب بري، فإن خياراتها كانت منحصرة بين عدم تأمين أغلبية الحضور داخل الجلسة، أو التصويت بأوراق بيضاء، وبينما لم يتحقق الخيار الأول، فإن الخيار الثاني لا يتعدى تأثيره كونه رسالة اعتراض رمزية.

كما أظهرت الانتخابات الداخلية للبرلمان، أن فريق 8 آذار هو الأكثر تنظيمًا داخل البرلمان، والفريق الوحيد الذي رسم استراتيجية واضحة للتعامل مع هذا الاستحقاق؛ فقد أعد حزب الله وحلفاؤه جيدًا لجلسة 31 مايو من خلال نسج مجموعة من التحالفات التي تمكّن بري من الفوز بالجولة الأولى، وإيصال مرشحي التيار الوطني الحر إلياس بو صعب لمنصب نائب الرئيس وآلان عون لمنصب أمين السر.

كما حدثت تفاهمات بين حليفي حزب الله، التيار الوطني الحر وتيار المردة بواسطة الحزب نفسه؛ لضمان تصويت نواب المردة لصالح إلياس بوصعب، وذلك بالإضافة إلى ما أسهمت فيه العلاقات الشخصية بين بري وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من تصويت نواب تكتل الحزب "اللقاء الديمقراطي" لصالحه.

ضعف المعارضة

حققت القوى المعارضة للتحالف الحاكم أكثرية نظرية داخل مجلس النواب الجديد، يتزعمها حزب القوات اللبنانية، إلا أن الاختبار الحقيقي لهذه الأكثرية والمتمثل في الانتخابات الداخلية قد أوضح عدم نجاح هذه القوى في إثبات أكثريتها، أو أنها على الرغم من اشتراكها في معارضة حزب الله وحلفائه فإنها تختلف فيما بينها في أمور عدة تجعل من الصعب أن تجتمع ضمن كتلة واحدة.
"