رغم تملقها الأمريكيين.. «طالبان» تحل هيئات أفغانية دعمتها الولايات المتحدة
بعد حرب دامت لأكثر من عقدين في أفغانستان بين الولايات المتحدة وبين حركة «طالبان»، اعترفت الأخيرة بأن واشنطن ليس عدو لها، مؤكدةً أنها تحترم الاتفاقية الموقعة مع الولايات المتحدة في الدوحة عام 2020، إلا أن الحركة تناقض نفسها داخليًّا بحل عدد من الهيئات الإدارية في الحكومة الأفغانية السابقة، والتي كانت تدعمها الولايات المتحدة، ومنها لجنة حقوق الإنسان، تحت دعوى أنها غير متضمنة للميزانية التي أقرتها حكومة طالبان الجديدة.
واشنطن ليست عدوا
قال نائب وزير الداخلية في الحكومة الأفغانية المؤقتة سراج الدين حقاني، إن حكومته لا تعتبر الولايات المتحدة عدوًّا، موضحًا أن الحركة الأفغانية، تريد إقامة علاقات جيدة مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في المستقبل.
وصرّح بأن لأفغانستان الحق المشروع في الدفاع عن حريتها وفقًا للقانون الدولي، منوهًا إلى أن الحركة تحترم الاتفاقية الموقعة مع الولايات المتحدة عام 2020، والتي تتضمن الالتزام بعدم السماح في أن تكون أفغانستان ملاذًا للإرهابيين الذين يستهدفون الأمريكيين.
وفيما يتلعق بالحرب التي خاضتها الحركة الأفغانية ضد الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي أثناء تواجدهم في أفغانستان، قال نائب وزير الداخلية في الحكومة الأفغانية المؤقتة: «أود أن أقدم توضيحًا بسيطًا.. كانت فترة السنوات العشرين الماضية حالة من القتال الدفاعي والحرب. عندما تم الاتفاق في الدوحة، قررنا ألا نتحدث عن هذا».
وعن عودة الفتيات للمدارس وارتداء الحجاب، أشار «حقّاني» إلى أنه ستكون هناك أخبار سارة قريبًا بشأن تعليم الفتيات، وأنه يجري تطوير آلية في هذا الصدد، فيما ادعى «حقّاني»، أن الحركة لا تجبر النساء على ارتداء الحجاب، لكنها تنصحهن وتعظهن.
تناقض الحركة
وفي وقت يظهر تناقض الحركة ورؤيتها تجاه الولايات المتحدة، حلّت حركة «طالبان» خمس إدارات رئيسة في الحكومة السابقة التي كانت تدعمها الولايات المتحدة، ومنها لجنة حقوق الإنسان، إذ اعتبرتها غير ضرورية في مواجهة أزمة مالية.
وقال «إنعام الله سمنكاني» نائب المتحدث باسم حكومة «طالبان»، إن تلك الإدارات اعتُبرت غير ضرورية ولم يتم تضمينها في الميزانية، ولذا تم حلها، كما تم حل المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية، وهو مجلس الأمن القومي، وكذلك لجنة الإشراف على تنفيذ الدستور، حيث كان عبد الله عبد الله، آخر من ترأس المجلس، الذي كان يعمل على التفاوض على إحلال السلام بين حكومة الرئيس السابق أشرف غني المدعومة من الولايات المتحدة وحركة «طالبان».
وقال «سمنكاني» إن الميزانية الوطنية «تستند إلى حقائق موضوعية» ومخصصة فقط للإدارات التي كانت نشطة ومنتجة، ويمكن إعادة تفعيل الهيئات في المستقبل إذا لزم الأمر.
للمزيد: «طالبان» تحت الضغط الأمريكي لإجبارها على تخفيف قيودها على الأفغانيات





