رسائل داعش التحريضية ضد الغرب تكشف أهدافه التوسعية
أصدر تنظيم داعش عبر منصاته الإعلامية على موقع التواصل الاجتماعي تيليجرام مقطعًا مصورًا جديدًا يحمل عنوان (رسالة إلى الغرب) وينطق بالفرنسية، حاول من خلاله التنظيم توجيه رسائل للحكومات الغربية، وكذلك أتباعه من الذئاب المنفردة.
على الرغم من صغر المدة الزمنية للمقطع لكنه حمل العديد من الرسائل التنظيمية الخطيرة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وأبرزها كان الترويج لاستمرارية التنظيم وعدم التأثر بمقتل زعيمه السابق أبي إبراهيم الهاشمي القرشي، بما في ذلك من دلالات حول الحرص على مزيد من الاستقطاب، والتوسع الجغرافي وتوحيد الصفوف.
الرسائل الإعلامية الجديدة لداعش
بدأ الإصدار الناطق بالفرنسية بالحديث عن فوائد القتال في سبيل الله عبر صبغ المعارك الداعشية بصبغة دينية وإعطائها شرعية فقهية من خلال توظيف ايات قرآنية وتفسيرات مجتزأة حول وجهات نظرهم في المعارك التي يخوضها التنظيم.
قدمت العناصر الداعشية التي ظهرت ملثمة في المقطع المصور العزاء في القائد السابق، مؤكدين أن مقتله لن ينال من عزيمة الأتباع بل يعزز من ثقتهم في منهج التنظيم، وهذا يحيلنا للحديث عن دور تصفية زعماء الجماعات التكفيرية في تراجعها، إذ تظهر التجربة أن مقتل القادة التكفيرين لا ينهي التنظيمات ولا يؤثر على استمراريتها لكنه فقط يخلق زعماء جدد بوجهات نظر مختلفة حول طبيعة القتال والأعداء المستهدفين، وكذلك أولويات انتشار التنظيم دون المساس بهيكلية الفكرة التنظيمية للحركة.
أعلنت العناصر مبايعتها للقائد الجديد أبي الحسن الهاشمي القرشي، مشددين على مبدأ السمع والطاعة كمدخل أصيل لدى فكر الجماعات الإرهابية، كما أنهم سينفذون كل أوامره دون نقاش أو جدال، وأنه سيكون سببًا في ازدهار مسيرة التنظيم، ما يوحي برغبة في الترويج لدور القائد الجديد في استكمال العمل التكفيري دون اختلاف ما يزيد من القدرة على الاستقطاب وضم عناصر جديدة للتنظيم، والحفاظ على وحدة الصفوف وتماسكها خوفا من تفكك العناصر تحت وطأة تغير القائد.
توحي رسائل داعش بأهداف غير مباشرة حول التأكيد على الذئاب المنفردة والمنتمين عاطفيا للتنظيم بأن القتال لا يزال مستمرًا والتنظيم متماسك ما يحرضهم على تنفيذ هجمات متطرفة والإبقاء على انتماءاتهم، وذلك وسط رسائل مباشرة للحكومات الغربية بأن مقتل الزعيم السابق لم يؤثر على قوة العناصر وترابطهم بل يدفعهم أكثر نحو القتال، كذلك حرص التنظيم على وصف الأنظمة الغربية بالكافرة لأنها لا تطبق الشرع، وهو الوصف ذاته الذي تطلقه الجماعة على غير المنتمين لها، وفي ذلك مضاعفة للتحريض عقائديا وتنظيميا.
دفع الإصدار المرئي بأن الخلاف مع الحكومات الغربية هو صراع ديني من أجل تطبيق الشريعة وليس صراعًا سياسيًّا، ويوظف داعش هذه الأطروحات كدعاية إعلامية لأهدافه وتحركاته، وسط آيات قرانية عن الكفر والعصيان لأحكام الله سبحانه وتعالى.
الفروع الأفريقية ومستقبل انتشار التنظيم
ظهرت بعض العناصر الأفريقية بالمقطع الداعشي الأخير موجهة حديثها للحكومات الغربية حول استمرار التنظيم وقدرته على القتال وعدم تأثره بمقتل إبي إبراهيم الهاشمي القرشي، ويعتمد تنظيم داعش على الفروع الأفريقية للتمدد جغرافيا والحفاظ على بقائه مستغلًا الصراعات السياسية والضعف الأمني بالمنطقة.
إذ مني المعقل الجغرافي الرئيس للتنظيم في سوريا والعراق بضربات عسكرية متتالية أضعفت قوته، وقلصت رقعته وانتهت إلى مقتل مؤسسه أبي بكر البغدادي، وبالتالي يحاول التنظيم التمدد في المناطق التي يتحقق بها العوامل المساعدة على نموه.
المزيد.. تأثير التنافس الإرهابي على الأمن والاستثمار في شرق أفريقيا





