العملية العسكرية «غدوة».. الجيش الوطني الليبي يطهر الجنوب من فلول داعش
الثلاثاء 03/مايو/2022 - 05:40 م
أحمد عادل
يهدد خطر الإرهاب في ليبيا الأمن والاستقرار، حيث تستهدف فلول التنظيمات الإرهابية ضرب وزعزعة الأمن والاستقرار في ليبيا والدول المجاورة لها من خلال عمليات إرهابية بين الحين والآخر، ولكن الجيش الوطني الليبي دائمًا ما يقف لها بالمرصاد، مستمرًا في حرب على الإرهاب لضرب تلك الفلول الفارة التي صارت مشتتة في مناطق جنوب البلاد.
الحرب مستمرة
الجيش الوطني مستمر في حربه ضد الإرهاب في مناطق جنوب البلاد، بهدف تطهيرها، كما طهر مناطق شرق البلاد من وجود الجماعات المتطرفة، ولشعور الجماعات الإرهابية بالخطر المحدق والطوق الذي أصبح الجيش يلفه حول تلك الفلول قام تنظيم داعش خلال أبريل 2022، بتنفيذ هجوم أمام بوابة معسكر تابع لـ«اللواء طارق بن زياد» بمنطقة أم الأرانب جنوب غرب ليبيا، والذي أعلن عنه مدير إدارة التوجيه المعنوي التابعة للقيادة العامة، اللواء خالد المحجوب.
العملية «غدوة»
الأمر الذي دعا، الجيش الوطني الليبيى إلى إطلاق عملية عسكرية تسمي غدوة، نظرًا لمنطقة غدوة، والتي اتخذها تنظيم داعش في الجنوب الليبي، خلال السنوات الماضية، لشن العمليات الإرهابية ضد المدنيين والعسكريين، حيث تكمن الأهمية الاستراتيجية للبلدة الصغيرة الواقعة أقصى الصحراء الليبية، حتى تصبح هدفًا متكررًا لعناصر التنظيم.
ويظهر استمرار الجيش في حربه ضد الإرهاب من خلال ما أعلنته شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للجيش الوطني الليبي، هو رصد مسؤول التفخيخ بتنظيم داعش الإرهابي، التونسي هشام بن هاشمي، ضمن المجموعة التي حاولت دخول غدوة جنوب ليبيا، الاثنين 25 أبريل 2022.
كما يظهر دور الجيش في محاربة الإرهاب من خلال العمليات العسكرية بمنطقة غدوة، والتي اشتبكت فيها وحدات عسكرية باللواء طارق بن زياد، مع مجموعات تتبع تنظيم داعش بمنطقة غدوة، وذلك بعد أن قامت وحدات الاستطلاع باللواء برصد تحركات لهذه المجموعة الإرهابية.
تلك الاشتباكات أسفرت عن إصابة شخصين ينتميان للتنظيم، وبعدها قامت الوحدات العسكرية بتطويق المنطقة بالكامل، وتمشيطها لملاحقة العناصر الهاربة.
خطر الإرهاب في ليبيا
وصادرت القوات المسلحة في تلك العملية عددًا من الهواتف المحمولة التي كانت بحوزة الإرهابيين، بالإضافة إلى وجود الكثير من المتفجرات داخل إحدى العربات التي كانت تقل المجموعات والتي تمت مصادرتها.
تلك الجماعات الإرهابية أصبحت تشكل خطرًا على مناطق الجنوب الليبي، والذي تستغل فيه الحدود مع دول الجوار التي تعاني هي الأخرى من خطر الإرهاب.
الخطر يكمن في ظهور تلك الجماعات الإرهابية في مناطق الجنوب بين الحين والآخر، حيث كان آخر هجوم نفذه التنظيم في أواخر يناير 2022، عندما استهدف عناصر تنظيم داعش دورية تابعة لكتيبة شهداء أم الأرانب بمنطقة جبل عصيدة، قرب بلدة القطرون جنوب غرب ليبيا، ما تسبب في مقتل ثلاثة عناصر أمنية وأربعة آخرين من التنظيم الإرهابي.
ولكن تبقى تلك الضربات الجبانة تعمل على تقوية عناصر الجيش الوطني، وتكشف لهم عن مخابئ تلك الفلول الفارة التي ما انفك الجيش عن ملاحقتها.
أهمية غدوة
ويعتبر أحد أهم أسباب استهداف عناصر تنظيم داعش المستمر لغدوة، يكمن في موقعها الذي يربط سبها، أكبر مدن الجنوب، بالحدود مع دول الجوار الأفريقي في مالي والنيجر تحديدًا، ما يعطيها أهمية استراتيجية لتواصل عناصر التنظيم بين ليبيا وهذه البلدان، التي لا يخفى نشاط تنظيم داعش فيها.
كما تعد غدوة أيضًا موقعًا ملائمًا للاختباء للعناصر المتطرفة، كونها محاطة بمزارع كبيرة وكثيفة من أشجار النجيل، كما تحدها مناطق جبلية صحراوية وعرة، من الصعب جدًّا على الجيش رصدهم ومطاردتهم فيها.
تلك الهجمات على غدوة تكرر على فترات متقطعة، نظرًا للأسباب المذكورة سابقًا، خصوصًا أن بقايا تنظيم داعش المطرودة من مناطق كثيرة في الشمال الليبي تجمعت في الفيافي الصحراوية الجنوبية، وهي تسعى للثأر وإرسال رسائل مفادها أن التنظيم ما زال حيًّا وقادرًا على تنفيذ عمليات تستهدف المفارز العسكرية في سبها ومحيطها.





