«أفريكوم» تبدأ في تطهير الجنوب الليبي من فلول «داعش»
خلال الأسبوع الجاري، نفذت القوات الجوية التابعة لقيادة القوات الأمريكية في أفريقيا «أفريكوم»، غارة جوية على مقرٍ لتنظيم «داعش» الإرهابي، بالقرب من مدينة مزرق الواقعة في الجنوب الليبي.
وتعتبر هذه الغارة الأولى من نوعها، منذ إعلان قوات «البنيان المرصوص» التابعة لحكومة الوفاق الليبية، سيطرتها على معقل تنظيم «داعش» الرئيسي في مدينة سرت.
ونفذت الطائرات الأمريكية غارتها على معسكر تدريب يستخدمه تنظيم «داعش» بالقرب من «مرزق»، وأسفرت الغارة عن مقتل 8 من قيادات وعناصر التنظيم الإرهابي، وذلك بحسب تصريحات الجنرال ستيفن تاونسند قائد القوات الأمريكية في أفريقيا «أفريكوم».
وقال قائد أفريكوم: إن الغارة الجوية استهدفت تصفية قادة وعناصر تنظيم داعش، وعدم السماح لهم بمواصلة النشاط الإرهابي.
العودة من ركام الحرب
وبحسب تصريح سابق للعقيد كريس كارنز المتحدث باسم القوات الجوية الأمريكية، فإن الاضطرابات داخل ليبيا قد تعطى التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم «داعش»، فرصة ذهبية للانتشار والتمدد من جديد.
واستفاد تنظيم «داعش» الإرهابي من الأوضاع داخل ليبيا، وعمل خلال الفترة الممتدة من أواخر 2016، وحتى الوقت الحالي على تجنيد عناصر جديدة وتدريبهم وشن هجمات إرهابية.
وبحسب العقيد الأمريكي، فإن «داعش» أعلن تنفيذ 12 هجومًا ضد المنشآت النفطية في البلاد خلال عام 2018، كما ضاعف التنظيم من هجماته وهاجم مقر قيادة منطقة سبها العسكرية، واستولى مؤقتًا على بلدة غدوة، والفقها الليبية، وأعدم بعض العناصر المتعاونة مع الحكومة والجيش الوطني الليبي.
قيادات إرهابية جديدة
وظهر في الإصدار، الإرهابي «أبو مصعب الليبي» أحد أبرز قيادات «داعش» في ليبيا حاليًّا، وهو يتوعد بمواصلة الهجمات الإرهابية ضد قوات الحكومة والجيش الوطني الليبي.
وبحسب تقرير سابق لـ«المرجع»، فإن «أبومصعب الليبي»، هو الإرهابي محمود مسعود البرعصي، ويعرف بالاسمين الحركيين «حودة» و«مصعب الفاروق».
وبدأ «البرعصي» رحلته مع تنظيمي أنصار الشريعة الليبي، و«داعش» عقب الثورة الليبية في 2011، وكان من بين أبرز قادة تنظيم أنصار الشريعة، قبل عام 2014، وانضم خلال تلك الفترة، إلى ما يُعرف بمجلس شورى ثوار بنغازي، وهو عبارة عن تجمع لعدد من الجماعات الإرهابية الموجودة في مدينة بنغازي الليبية، وكان المجلس محسوبًا على تنظيم القاعدة.
وبحسب معلومات حصل عليها «المرجع»، فإن عدد من الجماعات الإرهابية الليبية أرسلوا ممثلين عنهم إلى سوريا عقب إعلان خلافة داعش، والتقى الليبيون قيادات داعشية في مجلس شورى التنظيم واللجنة المفوضة الداعشية، واتفقوا على إعلان الولاء للبغدادي وتأسيس فرع جديد في ليبيا، وكان «البرعصي» أحد القيادات الإرهابية الداعمة لبيعة «البغدادي»؛ ولهذا السبب فصلته جماعة أنصار الشريعة منها خلال 2014.
وبعد إعلان «داعش»، قبوله بيعة الجماعات الإرهابية الليبية في نوفمبر 2014، أكد رئيس قسم التحقيقات الجنائية بمكتب النائب العام الليبي، الصديق الصور، أن محمود البرعصي هو الذي أسس فرع داعش في بنغازي، مضيفًا أنه كان يجتمع بقادة التنظيم الإرهابي داخل ما يسمى «البيت الأبيض».
ويتولى البرعصي حاليًّا قيادة ما يعرف بسرية الفاروق الداعشية، وهي إحدى تشكيلات ما يسمى بسرايا الصحراء في المنطقة الشرقية الليبية، ويعاونه 2 من أخطر الإرهابيين، وهما أبوعبد الله الدرناوي الليبي وأبوالزبير التونسي.
وبحسب تصريح سابق للواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، فإن هناك عددا آخر من القيادات الإرهابية، أبرزهم حسين الصالحين الشاعري المسؤول العسكري للتنظيم الإرهابي في ليبيا، وأحمد الزين السوداني وأبو أحمد السيناوي المسؤولين عن معسكرات التدريب الداعشية في ليبيا.
300 إرهابي يشعلون الصحراء الليبية
وأضاف كارنز في تصريح لصحيفة «مليترى تايمز» الأمريكية، أن القوات الأمريكية تسعى لضمان عدم عودة التنظيم الإرهابي إلى العمل داخل ليبيا مجددًا، موضحًا أن قائد «أفريكوم» زار عدد من الدول الأفريقية؛ لتنسيق الجهود الخاصة بالحرب على الإرهاب.
وأوضح المتحدث باسم القوات الجوية الأمريكية، أن التقديرات الأمريكية الحالية تشير إلى وجود 300 مقاتل داعشي يجوبون الصحراء الليبية خلال الفترة الحالية.





