بدعم الخبز.. الملالي يحاول تهدئة الشارع الإيراني
مع استمرار سلسلة الاحتجاجات والإضرابات المشتعلة داخل جميع أنحاء الجمهورية الإيرانية بشكل يومي، يحاول نظام الملالي تحت قيادة المرشد الأعلى «علي خامنئي» والرئيس «إبراهيم رئيسي»، احتواء بركان الغضب الشعبي خوفًا من تفاقمه بشكل كبير، ما يهدد عرش الملالي، وذلك بالإعلان عن محاولة منه لـ«دعم الخبز» للتخفيف على كاهل المواطنين الذين يعانون من تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
دعم الخبز.. حقيقة أم مراوغة
يأتي هذا في سياق إعلان «ستار رحماني» نائب مدير إدارة الحبوب التابعة لوزارة الصناعة الإيرانية في مدينة «زنجان» في تصريحات صحفية 8 أبريل 2022 عن تنفيذ مشروع «بطاقة الخبز» التجريبي في عدة محافظات خلال الأشهر المقبلة، ومن خلال تلك البطاقة التي ستمنح للمواطنين سيتم دفع دعم الخبز.
وهذا ما سبق وكشف عنه أيضًا محافظ «زنجان» «محسن أفشارجيأنه»، قائلًا في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «يشتري الناس خبزهم من المخابز بسعر منخفض ويسحبون بطاقات، ويدفع دعم الخبز إلى الخبازين حسب حجم المبيعات».
وعلى الرغم من ذلك فإن عددًا من المسؤولين بوزارة التخطيط والميزانية نفوا ذلك، بالتأكيد أنه ليس على جدول أعمال الوزارة إصدار بطاقة خبز، ولا قسيمة خبز، الأمر الذي يوضح أن النظام الإيراني يحاول فقط من خلال تصدير تلك الأخبار، التهدئة من التظاهرات المتوالية بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والزعم أنه يسعى لإصلاح تلك الأوضاع بالكذب على المواطنين، وإيهامهم أن هناك إصلاحات جارية لتحسين ظروفهم المعيشية.
يذكر أنه في أوائل عام 2021، خرجت تسريبات تفيد بمساعى الحكومة الإيرانية لرفع أسعار الخبز المدعوم من الضعف إلى الثلاثة أضعاف، بعد التراجع الهائل لقيمة العملة المحلية الإيرانية جراء العقوبات الأمريكية.
وبعد تسريب تلك المعلومات، أعلن فرع «اتحاد الخبازين التقليديين» في العاصمة الإيرانية طهران، التي تضم أكثر من ثمانية آلاف مخبز محلي، عن رفع أسعار المواد الخاصة بالخبز، خاصة القمح والخميرة والمحروقات التي كانت مدعومة من الحكومة.
تهدئة الشارع
وحول أهداف هذا القرار، أوضح الدكتور «مسعود إبراهيم حسن» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن دعم الخبز يأتي في إطار سياسات الدعم التي تقدمها الحكومة للشعب، خاصة أن المرحلة الأخيرة شهدت أزمات اقتصادية طاحنة على كل المستويات بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على البلاد، وانخفاض بيع النفط في السوق العالمية، وهذا ما أثر بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني الذي يعتمد بشكل كبير على النفط.
ولفت «إبراهيم حسن» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن إيران خلال الخمس سنوات الأخيرة كانت تُقدم ما يسمي بـ«سلة السلع» كدعم منها للمواطنين ولكن مع الظروف الاقتصادية السيئة تم حذف الدعم المقدم لملايين المواطنين الإيرانين من هذه السلة.
وأضاف أن الإعلان عن دعم الخبز يعد نوع من التخفيف على المواطن الإيراني الذي يعاني من ضيق اقتصادي شديد، كان سببًا في خروجه خلال السنوات الماضية في احتجاجات تنديدًا بالسياسات الاقتصادية للنظام الإيراني الحاكم، فهذه الخطوة الهدف الأساسي منها تهدئة الشارع الإيراني؛ خوفا من اندلاع أية احتجاجات أخرى.





