ad a b
ad ad ad

طهران تستغل الانشغال الروسي بأوكرانيا وتمتد في مناطق الفراغ السوري

السبت 16/أبريل/2022 - 09:18 م
المرجع
اسلام محمد
طباعة

 مع انطلاق العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية، فبراير الماضي، انشغلت موسكو بالتوغل نحو كييف ومحاصرة المدن الأوكرانية وأهملت الساحة السورية إلى حد ما.


وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان له تراجع عدد الضربات الروسية في سوريا، بسبب الحرب المندلعة في أوكرانيا منذ 24 فبراير الماضي، ففي صحراء البادية، هبطت معدلات الغارات بمعدل 4 مرات أقل عما كان عليه قبل الحرب.


واستغلت الميليشيات المدعومة من إيران هذا الانشغال الروسي من أجل مد نفوذها في مناطق الفراغ، لا سيما بعد أن جند الجيش الروسي أفرادًا من جماعات وفصائل سورية مسلحة، من أجل الحرب في أوكرانيا مثل ميليشيا صائدو الدواعش، بعد ان ساهمت المقاومة الآوكرانية المدعومة من الغرب في صد القوات الروسية في عدد من الجبهات.


وبعد انسحاب الفصائل المقربة من روسيا، وصلت تعزيزات ضخمة من ميليشيات الحرس الثوري الإيراني وعناصر من ميليشيا حزب الله اللبنانية، مزودة بالعشرات من العربات المصفحة والآليات العسكرية ومحملة بالذخائر ومدعومة من الفرقة الرابعة المقربة من الحرس الثوري، وعسكرت في منطقة مهين شرق مدينة حمص شمال العاصمة السورية دمشق، بعد إخلائها من جانب مجموعات مرتزقة فاجنر وعناصر الفيلق الخامس الموالي لموسكو، الذين انسحبوا باتجاه مطار تدمر العسكري شرق حمص.


وتجدر الإشارة إلى أن الفرقة الرابعة الموالية لطهران قامت مؤخرًا بزيادة وجودها العسكري في شمال شرق منطقة السخنة ببادية حمص، وقامت بنشر قواعد ونقاط عسكرية تم تزويدها بقواعد صواريخ كورنيت مضادة للآليات في تلك المنطقة.


وشهدت مستودعات مهين ذات الموقع الاستراتيجي معارك عنيفة بين القوى المتصارعة في سوريا على مدار السنوات الماضية، للسيطرة عليها نظرًا لأهميتها لأنها تضم نحو 25 مستودعًا محصنًا للأسلحة والذخائر الحربية، كانت تستخدم خلال الفترة الماضية في دعم العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي في بادية حمص شرق البلاد.


وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعًا داميًا تسبّب في مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين من مواطنيها، وتدخلت إيران في الصراع بقوة منذ عام 2013 كما تدخلت موسكو عسكريًّا منذ عام 2015 حينما كانت دمشق على وشك السقوط في أيدي فصائل المعارضة المسلحة، لكن الدولتين تعاونتا حتى استطاع الجيش العربي السوري استعادة معظم أراضي البلاد وتقاسمت الدولتان مناطق النفوذ فيما بينهما وسط خلافات وصلت في بعض الأحيان إلى حد الاقتتال الميداني بين الفصائل والمجموعات التابعة للطرفين.

"