ad a b
ad ad ad

الحرب الروسية الأوكرانية تزيد أوجاع الاقتصاد التركي

الثلاثاء 05/أبريل/2022 - 02:45 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
زادت الحرب الروسية الأوكرانية من أوجاع الاقتصاد التركي المنهك أساسًا بفعل تأثيرات جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، وما ترتب عليه من تراجع العوائد من قطاع السياحة، إذ فرضت تحديات جديدة تتضمن تصاعد الضغوط التضخمية، وارتفاع عجز الحساب الجاري، وسط زيادة فاتورة واردات الطاقة والسلع الغذائية، فضلًا عن تباطؤ نمو بعض القطاعات الصناعية مثل المنسوجات والأغذية.

ومن أكبر التحديات التي تواجه الاقتصاد التركي، ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، فضلًا عن تأثر حركة التجارة بين تركيا وأوكرانيا، وذلك من شأنه تقويض خطط تعزيز النمو الاقتصادي القائم على زيادة الصادرات، بسبب ظروف الحرب والاختناقات اللوجستية، مع غلق بعض موانئ البحر الأسود.

ومن المحتمل أن تكون صادرات المنسوجات، والمصنوعات الجلدية الأكثر تأثرًا بسبب الأزمة، وأكبر دليل على ذلك أنه مع بداية الحرب، توقفت الصادرات التركية تمامًا إلى أوكرانيا، بينما انخفضت الصادرات التركية للسوق الروسية بنحو النصف، ومن المتوقع حدوث اتساع في عجز الحساب الجاري في ظل تباطؤ نمو الصادرات التركية، فضلًا عن ارتفاع فاتورة بعض الواردات خاصة الطاقة والغذاء.

وسجل العجز الجاري أعلى مستوى له عند 7.1 مليار دولار في يناير 2022، وفقًا لبيانات البنك المركزي التركي، وهو مرشح لمزيد من الارتفاع بعد الحرب الأوكرانية.

يشار إلى أن حجم التبادل بين تركيا وروسيا في العام الماضي، بلغ نحو 34.8 مليار دولار، وهو يشكل ما نسبته 2.6% و10.7% من إجمالي الصادرات والواردات التركية على الترتيب، فيما بلغ حجم التبادل التجاري مع أوكرانيا 7.4 مليار دولار عام 2021، بنسبة 1.3% و1.7% من إجمالي الصادرات والواردات التركية على التوالي.

وتسببت الحرب الروسية الأوكرانية، في زيادة معدلات التضخم، ما ينعكس سلبًا على أسعار السلع، ويؤدي إلى ارتفاع أسعارها، وبحسب بنك «جولد مان ساكس»، من المتوقع أن يبقى معدل التضخم في تركيا فوق مستوى الـ60% معظم فترات عام 2022، بسبب زيادة أسعار النفط، لذا تحرص أنقرة الحفاظ على موقف متوازن من طرفي الصراع، وتجنبها الانخراط في فرض عقوبات عليها؛ لضمان إمداداتها من النفط والغاز الروسي دون انقطاع.

وأكد خبراء اقتصاد أن كل ارتفاع لأسعار خام برنت بـ10 دولارات، ينجم عنه زيادة فاتورة الواردات التركية من الطاقة بما يصل إلى 6 مليارات دولار.

كما تسببت الأزمة الروسية - الأوكرانية، في تراجع رهيب لقطاع السياحة، إذ يمثل السياح الروس والأوكران نحو 27% من إجمالي عدد السياح الوافدين بحسب آخر إحصائية في عام 2021، ما يعني خسارة تركيا عائدات تتراوح بين 5 – 6 مليارات دولار.

ومن المتوقع أن تضرب الحرب الروسية الأوكرانية، قطاع الصناعة بتركيا في ظل ارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج، وتباطؤ المبيعات، وأبرزها صناعة المنسوجات، حيث تمثل روسيا وأوكرانيا معًا أحد أهم الأسواق الرئيسية لتصريف الإنتاج التركي من المنسوجات، فضلًا عن تضرر قطاع الصناعات الغذائية عبر حدوث نقص جزئي في بعض السلع الزراعية الاستراتيجية والتي تستوردها تركيا من روسيا وأوكرانيا، حيث تحصل على 80% من واردات الحبوب من البلدين، كما يشكل البلدان حوالي 70% من الواردات التركية من زيت عباد الشمس، وأدت الحرب إلى اختناقات لوجستية في تصديره، مما دفع لصعود أسعاره محليًّا بشكل كبير.
"