الفيروس والحرب.. السياحة التركية تتهاوى تحت ضربات كورونا وإدلب
الأحد 08/مارس/2020 - 12:13 م
محمود البتاكوشي
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن؛ إذ أفسد فيروس كورونا الخطط التركية لانتعاش السياحة في العام الجاري، وضرب بمطارق الرعب على رأس الاقتصاد التركي، الذي يكافح ضد الانهيار والسقوط في أي لحظة.
وكانت تركيا تخطط لاستقطاب 60 مليون سائح هذا العام، على أمل أن تنقذ عوائد السياحة المتوقعة اقتصادها، الذي يعاني الكثير من الأزمات، ولا سيما في الفترة الأخيرة؛ بفعل سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التصادمية.
جذبت تركيا في العام الماضي أكثر من 52 مليون سائح، بإجمالي عائد 34.5 مليار دولار، ساهمت في تعافي الاقتصاد التركي بصورة جزئية، جراء أزمة انهيار الليرة عام 2018.
الحكومة التركية كانت تأمل أن تحقق هذا العام عوائد من السياحة نحو 40 مليار دولار، مستغلة موقعها الإستراتيجي، فضلًا عن محاولتها استغلال فيروس كورونا فور انتشاره في الصين ديسمبر 2019، قبل أن يتحول المرض إلى وباء يهدد أمن وسلامة العالم؛حيث سوقت نفسها كمحطة بديلة لسفن الرحلات السياحية البحرية من أوروبا التى كانت تتوجه إلى الصين.
تفشي فيروس كورونا في العالم أحبط أحلام رئيس اتحاد الفنادق التركية، الذي أعلن في وقت سابق، أن بلاده في طريقها لتحقيق رقم قياسي؛ حيث قفز عدد الوافدين في يناير بنسبة 16% إلى 1.79 مليون، بحسب الأرقام الرسمية.
كما حرم الفيروس تركيا من 2.1 مليون زائر إيراني في العام الماضي، يتوافد معظمهم في شهر مارس؛ للاحتفال ببداية العام الإيراني الجديد، وذلك بعد أن أصبحت إيران بؤرة لانتشار الفيروس.
السياح الإيرانيون كانوا يشكلون 4%من إجمالي الزوار إلى تركيا العام الماضي، إضافةً إلى فقدان ما يقرب من نصف مليون سائح من الصين، بحسب الأرقام الصادرة عن وزارة الثقافة والسياحة التركية، فقد شهد العامان الماضيان تنوعًا متزايدًا للسياح الصينيين، فقد كان يفد إلى تركيا في الماضي السياح الصينيون من كبار السن فحسب، أما الآن فيفضل المزيد من الصينيين في منتصف العمر والشباب قضاء عطلاتهم في تركيا، وينفقون المال على الأنشطة التي تحتاج مجهودًا بدنيًّا، مثل رحلات الطيران الشراعي فوق البحر في منتجع فتحية، ورحلات المشي لمسافات طويلة ورحلات السفاري في كابادوكيا وغيرها من المواقع.
وكان من المتوقع بحسب رئيس اتحاد الفنادق التركية، سروري تشورا باتير، أن تشهد البلاد زيادة كبيرة خلال الأشهر المقبلة في عدد السياح القادمين من روسيا، وخاصةً أنهم أكثر الجنسيات زيارة لتركيا؛ إذ بلغ عددهم العام الماضي 2019 نحو 6.887 ملايين تقريبًا، تلاهم الألمان بنحو 4.835 ملايين ثم البريطانيون بنحو 2.5 مليون.
المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوي
التوترات السياسية بين روسيا وتركيا حول تقسيم كعكة سوريا، تنذر بأزمة بين البلدين، تهدد بحرمان أنقرة بما يقرب من 7 ملايين سائح كما حدث في عام 2016؛ إذ تراجع عدد الزوار من روسيا إلى أقل من مليون، بعد أن أسقطت القوات الجوية التركية طائرة عسكرية روسية كانت تحلق فوق الحدود مع سوريا وتقاعس أردوغان عن تقديم اعتذار على الفور.
جمعية الفنادق التركية، أكدت تراجع الحجوزات على مستوى البلاد وسط تباطؤ في شهر فبراير 2020 ومؤشرات على مزيد من التراجع في شهر مارس؛ بسبب إغلاق شمال إيطاليا؛ خوفًا من انتشار الفيروس من شرق أوروبا؛ ما أدى إلى ارتفاع نسبي في الحجوزات في أماكن مثل مايوركا وإسبانيا.
وزارة الخارجية التركية، حاولت من جانبها تقديم تسهيلات لإنقاذ السياحة؛ إذ قررت إعفاء مواطني كرواتيا، وإيرلندا، ومالطة، والبرتغال، والنرويج، من تأشيرة الدخول.
وقال المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوي: إن قرار الإعفاء أصبح ساريًا، اعتبارًا من 2 مارس 2020، لمسافري الدول الخمسة القادمين بغرض السياحة، ويحق لسياح البلدان المذكورة، البقاء بدون تأشيرة لمدة أقصاها 90 يومًا، خلال كل 180 يومًا.
كما أعلن في 20 فبراير 2020 إعفاء مواطني النمسا، وبلجيكا، وهولندا، وإسبانيا، وبولونيا، والمملكة المتحدة، من شرط التأشيرة.





