ad a b
ad ad ad

لمواجهة إرهاب الساحل الأفريقي.. الجزائر تدعو إلى التعبئة والتأهب على الحدود

السبت 19/مارس/2022 - 10:02 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
تزداد الأوضاع الأمنية في منطقة الساحل الأفريقي، مأخذ الاضطراب سوءا وهشاشة، لا سيما في ظل انسحاب القوات الأمنية الفرنسية التي كانت موجودة لمواجهة الإرهاب في المنطقة، الأمر الذي يفتح المجال للمجموعات المسلحة التي باتت تنفذ عمليات واسعة تهدد أمن المنطقة واستقرارها. وهو ما استنفر الجزائر التي دعت إلى زيادة التعبئة الأمنية على حدودها. 

الهجمات الإرهابية

ورفعت الهجمات الإرهابية المتتالية التي تستهدف القوات الحكومية والمدنيين في منطقة الساحل، مخاوف دول المنطقة، ومنها الجزائر التي ترى أنها مستهدفة في أمنها واستقرارها.
 
وجاء الاعتداء الإرهابي الذي وقع في مالي، الجمعة 11 مارس 2022، وأدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من العسكريين، ليكشف عن حقيقة الوضع «الهش» الذي باتت عليه المنطقة منذ الإعلان عن انسحاب القوات الأجنبية، وبشكل خاص الفرنسية التي كانت موجودة بتعداد يفوق 5000 عسكري.

وأعلن الجيش المالي مقتل 27 من عناصره، وإصابة 33 بجروح، 21 منهم حالاتهم خطيرة، إضافة إلى تسجيل 7 عسكريين آخرين في عداد المفقودين، جراء هجوم على معسكر موندورو في وسط البلاد، مشيرًا إلى تمكن قواته من القضاء على 47 إرهابيًّا. ولفت إلى أن هذا الهجوم هو الأكثر دموية ضد القوات المالية منذ أشهر.


واعتبرت الجزائر عقب الاعتداء أن «هذه الهجمات الفتاكة الجديدة والجرائم غير المبررة، تستدعي مرة أخرى تضافر جهودًا إقليميةً ودوليةً للقضاء على هذه الآفة التي تهدد أمن دول منطقة الساحل واستقرارها وتنميتها»، مجددة الدعوة إلى «زيادة تعبئة أفريقيا والمجتمع الدولي ككل، من أجل استجابة جماعية سريعة وفعالة للحفاظ على كرامة البشر». 

وأشارت إلى أن «الجزائر على اقتناع بأن مالي ستكون قادرة، في ظل وحدة شعبها، على مواجهة التحديات الهائلة التي تفرضها هذه الآفة».

التعبئة الأمنية

وأوضحت الخارجية الجزائرية، إثر اعتداءات ضربت النيجر ومالي وبوركينا فاسو، أن «تصاعد وتيرة الهجمات الإرهابية الخطيرة التي سجلت في عدد من دول الساحل والصحراء خلال الأسابيع الماضية تشكل مصدر قلق بالغ بالنسبة إلى الجزائر»، مضيفة أن «هذه الأعمال الإرهابية الموجهة ضد السكان المدنيين تحمل خصائص جرائم ضد الإنسانية وتشكل تهديدًا مقلقًا للأمن الجماعي للقارة الأفريقية وللسلم والأمن الدوليين». 

وأبدت «استعدادها للتعاون الإقليمي والدولي لرفع وتيرة العمل الجماعي للقضاء على هذه الآفة»، داعية إلى «تعزيز التعبئة الجماعية لتفعيل وترقية الاستجابة القارية لهذه الآفة بشكل أكبر».

مخاطر وتحديات غير مسبوقة خلقت واقعًا أمنيًّا جديدًا يحيط بحدود الجزائر الشاسعة، استدعى التحرك على مختلف الجبهات والمستويات لاحتواء أزمات المنطقة ومحاصرة الجماعات الإرهابية، لكن يبدو أن استمرار الهجمات الإرهابية بوحشية ودموية يوحي بأن الانفلات أصبح سيد المشهد بشكل يهدد المنطقة بفوضى خططت لها جهات منذ ظهور مؤشرات تهدئة في سوريا وتسلل إرهابيين إلى ليبيا وشمال مالي، وأيضًا مع غض الطرف الدولي الذي رافق تهريب السلاح الليبي إلى منطقة الساحل.


الجيش يرد:

قالت مجلة الجيش الجزائري: «إنّ جهات حاقدة تستهدف القيادة العسكرية الجزائرية التي تواجه مخططاتها العدائية والإرهابية».

وأكّدت المجلة في عددها الأخير لشهر مارس 2022، أنّ «جهات معروفة بحقدها على الجزائر تواصل نفث سمومها وإطلاق أكاذيبها لعرقلة مسيرتها نحو المستقبل».

وأضافت: «هذه الجهات الحاقدة عادت مجددًا لإحياء مخططات "أكل عليها الزمن" بهدف التشويش على الاستراتيجية الشاملة التي تبنّتها السلطات العليا للنهوض بالبلاد». 

واعتبرت أنّ الغاية الرئيسية لهذه الجهات هي استهداف الجيش الجزائري بالدرجة الأولى وقيادته، لأنّه "صمام أمان الجزائر وعقبة في وجه مخططاتهم العدائية والإرهابية". 

وقالت المجلّة الناطقة باسم السلطات الرسمية في البلاد: «إنّ السياسة التنموية التي انتهجتها الجزائر أصبحت تزعج وتضايق جهات عدائية باتت تعمل على زرع الشكّ لدى المواطن الجزائري»، مؤكّدة أنّ هذه الجهات باتت تركز على «الاستثناءات وخوض نقاشات عقيمة وإطلاق أكاذيب باطلة واتهامات مفضوحة».


"