باستخدام جيشها.. الجزائر تسهم في استقرار الوضع الأمني لمنطقة الساحل الأفريقي
الأربعاء 16/فبراير/2022 - 05:46 م
أحمد عادل
الموارد واحتياطات الطاقة الموجودة في القارة الأفريقية تؤدي دائمًا إلى تحريك اللعبة الدولية في الصراع والتنافس على هذه المقدرات، الأمر الذي خلق حالة من انعدام الأمن والاستقرار؛ خاصة في منطقة الساحل الأفريقي باعتبارها أولًا منطقة جيواستراتيجية وخزانًل طاقويًّا هائلًا، ما جعلها منطقة صراع على النفوذ بين مختلف القوى الدولية، وثانيًا باعتبارها منطقة تماس حدودي مع الجزائر، في ظل الظروف الراهنة.
ويرتكز الدفاع عن الأمن القومي الجزائري مبدئيًّا على مقاربتين غير منفصلتين: مقاربة الجيش الجزائري والمقاربة الديبلوماسية الجزائرية. مع تأزم الوضع السياسي والأمني بمختلف تجلياته وتعقيداته في شمال أفريقيا (الأزمة الليبية) والساحل الأفريقي، أدرك صناع القرار في الجزائر ضرورة التفكير في مضاعفة الجهود بهدف مواجهة مختلف التحديات والرهانات التي تتزايد بوتيرة مخيفة.
بسبب التغيرات الراهنة التي تحصل في شمال أفريقيا والساحل الأفريقي من ظهور تهديدات أمنية جديدة وتزايد تلك القديمة، شهدت مقاربة الجيش الجزائري تعديلًا بحيث أن المؤسسة العسكرية يمكنها إرسال وحدات عسكرية إلى الدول والمناطق التي تحدث بها توترات، بهدف تعزيز مساعي الاستقرار وحفظ الأمن والسلم في أفريقيا، وذلك بعد موافقة البرلمان الجزائري والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.
ومعنى ذلك أن الجيش الجزائري «ستكون له كل الشرعية الداخلية والإقليمية والدولية» في أي تحرك خارج حدوده، وذلك سيغلق باب التشكيك والاتهامات أمام الأطراف المناوئة، والتي تريد مستقبليًا تعطيل الدور الجديد للجيش الجزائري في أداء مهمته التي تدخل في إطار إنساني، وأيضًا حمائي ووقائي لأمن واستقرار الجزائر.
تتميز العقيدة العسكرية للجيش الجزائري بأنها «عقيدة دفاعية» ولا تسعى للتعدي على سيادة الدول، وأساسها هو ردع أي تهديد قد يطال حالة الأمن والاستقرار الداخلي للدولة.
وخروج الجيش الجزائري في إطار حفظ الأمن تحت غطاء دولي يتماشى مع مبادئ السياسة الخارجية الجزائرية التي تركز دائمًا على حفظ السلم والأمن في العالم، لذلك سيكون الجيش الجزائري «آلية» لتجسيد السياسة الخارجية للجزائر في الواقع.
وتأكيدًا على ذلك، صرح رئيس جمهورية النيجر السابق، محمدو إيسوفو السبت 12 فبراير 2021، بأن الجزائر لها دور مهم تؤديه في استقرار منطقة الساحل، وأضاف أن «حجم» الأزمة الأمنية في المنطقة و«تعقيدها» لم يسبق لهما مثيل.
وأوضح السيد إيسوفو الذي نشط ندوة حول موضوع «التحديات الأمنية في منطقة الساحل الأفريقي وتداعياتها على استقرار المنطقة»، بالمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، أن «الجزائر التي تعتبر قوة» في القارة الأفريقية، «لها القدرة والخبرة الضرورية للمساهمة في استقرار الساحل».
وفي هذا الصدد، أشار رئيس النيجر السابق إلى أن «إشراك الجزائر في استقرار المنطقة يجب أن يخص جميع الميادين»، ملاحظًا أن مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، علاوة على المجال العسكري، يجب أن يكون «أيديولوجيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا».
واستطرد يقول إن «محاربة التنظيمات الإرهابية في الساحل تتطلب دعم الجزائر الذي يبقى ضروريا في البحث عن السلم والاستقرار بالمنطقة».
وأضاف إيسوفو أن «الأزمة الأمنية التي تعرفها منطقة الساحل اليوم لها حجم وتعقيد غير مسبوقين».
وأوضح أن منطقة الساحل تواجه تهديدات العديد من الجماعات الإرهابية، التي اتخذت من هذه المنطقة «ملاذا»، مؤكدًا أنه «لا يمكن الحديث عن الأمن دون وجود تنمية حقيقية».
كما أشار إلى أن النيجر «بمنأى نسبيًا» عن الإرهاب، وأبرز أن «النيجر صار يواجه منذ سنة 2015 تهديدات إرهابية وإجرامية على الحدود مع مالي وبوركينا فاسو، حيث ينتشر تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وتنظيم داعش، وكذا جماعة بوكو حرام في بحيرة التشاد».
وأمام هذا التهديد، أكد الرئيس السابق أن النيجر شرع في بناء «مؤسسات ديمقراطية قوية ومستقرة»، مشيرًا إلى أن بلده حقق في 12 أبريل 2021 الماضي أول تداول ديمقراطي على السلطة في تاريخ البلد منذ استقلاله.





