يحيى جوادي.. مهندس المناطق العسكرية في «القاعدة ببلاد المغرب»
الخميس 10/مارس/2022 - 10:03 م
أحمد عادل
أعلن الجيش الفرنسي، الإثنين 7 مارس 2022، أن قوته المنتشرة في مالي قتلت «القيادي البارز في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، الجزائري، يحيى جوادي.
وقتل جوادي، في فبراير 2022، في منطقة تقع على بعد حوالي 160 كلم شمال تمبوكتو في وسط مالي، وفق بيان الجيش الفرنسي.
ونشر
الجيش الفرنسي، بيان، ذكر فيه أنه «بعد تحديد موقعه، والتعرف عليه رسميًّا،
تم تحييده من خلال تدخل بري، بدعم من مروحية تايجر للاستطلاع والهجوم
وطائرتين فرنسيتين بدون طيار».
أقدمهم إرهابًا
الإرهابي
يحيى جوادي في الخمسينيات من عمره، هو من أقدم الإرهابيين الذين التحقوا
بالجماعات الإرهابية قبل نحو 28 سنة، وتحديدًا سنة 1994.
يحيى
جوادي من مواليد سيدي بلعباس (غرب الجزائر)، التحق بالجماعة الإسلامية
المسلحة في عام 1994، وتركها بين عامي 1997 و 1998 خلال فترة المذابح
الكبرى في العقد الأسود بالجزائر، ثم أنشأ منظمته المسلحة الخاصة، الجماعة
السلفية المقاتلة، كما أيد إنشاء جماعة حسن حطاب السلفية للدعوة والقتال في
عام 1998.
وانضم جوادي إلى صفوف «الجيش الإرهابي
للإنقاذ» والمنبثق عن «الجبهة الإرهابية للإنقاذ» الإخوانية المحظورة في
الجزائر، والتي تسببت في مقتل نحو ربع مليون جزائري، وأدخلت البلاد في أخطر
أزمة أمنية في تاريخها.
ذراع يمنى للجزار
كان
الصديق المقرب والذراع اليمنى للإرهابي عبد المالك درودكال، الذي أسس في
النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي «الجماعة السلفية للدعوة والقتال»
والتي نفذت عدة مجازر في حق الأهالي في الجزائر.
وهو
التنظيم الذي أعلن ولاءه لتنظيم القاعدة الإرهابي، قبل أن تتحول «الجماعة
السلفية» إلى ما يُعرف اليوم بـ«القاعدة في بلاد المغرب» التي تأسست مطلع
الألفية الحالية.
وتولى «أبو عمار» قيادة المكتب
الإعلامي لـ«الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، قبل أن تتم ترقيته إلى «منصب
قائد عسكري» في سبتمبر 2006.
وفي أغسطس 2007
عينه درودكال رئيسًا لـ«المنطقة التاسعة» بالساحل ومنحه مسؤولية إمارة
الصحراء خلفًا للإرهابي مختار بلمختار بعد خلاف دامٍ بينهما.
وفي
عام 2015 تولي قيادة «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب» «فرع ليبيا»، قبل أن
يظهر في مالي سنة 2019 وتحديدًا في منطقة تمبكتو، حيث تولى منصب منسق مالي
ولوجيستي للتنظيم الإرهابي.
وفي 2014، أدرجت
الأمم الإرهابي يحيى جوادي على لوائح الإرهاب من بين قادة تنظيم «القاعدة
ببلاد المغرب»، وكان حينها هو قائد منطقة الساحل والصحراء الكبرى الواقعة
تحت سيطرة «تنظيم القاعدة ببلاد الغرب»، وكذلك رئيس جماعة طارق ابن زياد،
وهي أحد مكونات تنظيم القاعدة في منطقة الساحل والصحراء الكبرى، وتوجد
قاعدة دعمه في شمال مالي.
ويُعتبر
الإرهابي «أبو عمار» مهندس المناطق العسكرية لما يسمى بـ«إمارة الصحراء»،
وتولى قيادة أكبر منطقة عسكرية، وهي تلك الإمارة والتي تمتد بين مالي
والنيجر ونيجيريا وليبيا وموريتانيا وتشاد تحت مسمى «أمير أمراء الصحراء».
وصعد
اسم الإرهابي «أبو عمار» بعد الصراع الذي نشب بين درودكال وبلمختار عام
2007، واشتهر حينها بسلسلة عمليات إجرامية كبيرة من اعتداءات وعمليات
اختطاف.
نزعة الخيانة
ومنذ توليه قيادة
منطقة الصحراء، قام الإرهابي أبو عمار بإعادة هيكلة إمارة الصحراء
بالتزامن مع تزايد عدد الملتحقين بالتنظيم الإرهابي في المنطقة، وأسس 4
تشكيلات بين كتيبتين وسريتين، وهي: «كتيبة الملثمين»، و«كتيبة طارق بن
زياد»، و«سرية الفرق»، و«سرية الأنصار».
كما كشف
الإرهابي يحيى بعد ذلك عن نزعة الخيانة، وبات أحد أعداء صديقه المقرب
درودكال في خضم الصراع على الزعامة الذي فجر التنظيم الإرهابي، وأعلن
انحيازه لغريم درودكال وهو الإرهابي عبد الحميد أبو زيد، ليقرر درودكال
عزله، وأسند إمارة الصحراء للإرهابي المكنى «نبيل أبو علقمة».





