ad a b
ad ad ad

بدعم دولي.. المغرب يعمل على استقرار الوضع الأمني بمنطقة الساحل الإفريقي

الأربعاء 02/مارس/2022 - 11:19 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة

تجذب منطقة الساحل الإفريقي اهتمام العالم، بسبب المخاطر الأمنية والإرهابية التي باتت تشكلها هذه المنطقة على مختلف الدول، ومنها المغرب الذي يعتبر معنيًّا بشكل أو بآخر بمسارات وتطورات الأحداث في هذه المنطقة الجغرافية الساخنة.

بدعم دولي.. المغرب

إشارات ومواقف


وتضافرت إشارات ومواقف في الآونة الأخيرة لتبرز اهتمام المغرب بما يحصل في منطقة الساحل الإفريقي، وجهوده لتفادي تداعيات التطرف والإرهاب المتفشي هناك على أمنه القومي، علاوة على قيامه بأدوارٍ استراتيجية لمحاربة الإرهاب في تلك المنطقة الإفريقية.


وخلال شهر فبراير 2022، فككت المغرب خلايا إرهابية نائمة توالي تنظيم داعش، تخطط لتنفيذ عملياتٍ إرهابية داخل البلاد، وتنوي الالتحاق بمعسكرات منطقة الساحل، بهدف القيام بعمليات قتالية.


حليف لأوروبا


كما دعا رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق، مانويل فالس، حكومة بلاده فرنسا والأوروبيين إلى الاعتماد على المغرب في مواجهة خط الإرهاب في منطقة الساحل، باعتبار المملكة تعتبر حليفًا استراتيجيًّا لدول القارة الأوروبية في محاربة الإرهاب والتطرف العنيف.


الوضع في الساحل:


الوضع في منطقة الساحل والصحراء الإفريقية بات مقلقًا لعدة اعتبارات، منها أن المنطقة تعيش على وقع انفلاتاتٍ أمنية عديدة بسبب طبيعة الدولة الهشة هناك، الشيء الذي فاقم الأوضاع الاجتماعية المتردية، علاوة على ارتفاع وتيرة الانقلابات العسكرية، ليرخي كل هذا بتداعياته على تنامي الإرهاب في منطقة السحل الإفريقي.


الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل أعادت قراءة الوضع، فبعد مقتل زعماء في تنظيم «القاعدة فرع المغرب الإسلامي»، وكذلك زعماء في خلايا تابعة لتنظيم ما يعرف بتنظيم داعش، تضاعفت الهجمات الإرهابية على العديد من الدول، من قبيل مالي، وبوركينافاسو، والنيجر، وكذلك الهجمات التي تقوم بها جماعة «بوكو حرام» في نيجيريا، ودول أخرى.


للمزيد.. «داعش» والبادية.. التنظيم يتجه إلى صحراء المغرب

بدعم دولي.. المغرب

ليس ببعيد


ويعد المغرب ليس بمنأى عن التهديدات الوافدة من منطقة الساحل الإفريقي؛ لأنه بلد يحظى بموقع جغرافي جيواستراتيجي تحده أوروبا شمالًا، ومنطقة الساحل في الجنوب، بدليل أن السلطات الأمنية المغربية فككت خلايا موالية لتنظيمات إرهابية في الساحل الإفريقي، وهي خلايا نائمة تشكل خطرًا على الأمن القومي المغربي.


ويعتبر خطر العائدين المغاربة من بؤر التوتر، لا سيما أن داعش تلقى ضربات موجعة، آخرها مقتل أبي إبراهيم الهاشمي القرشي، الشيء الذي قد يتيح المجال لعودة المقاتلين المغربيين في محاولة كسب مكانة داخل الخلايا الإرهابية الناشئة في الساحل الإفريقي لتقوية شوكتها، وكذلك الخلايا النائمة داخل المغرب باتت تستقطب الأطفال من جهة، وتعتمد على المناطق الريفية من جهة أخرى، من أجل القيام بتدريباتٍ في ظروف أكثر أريحية.


ورغم أن التجربة المغربية في محاربة الإرهاب تعرف نجاحًا كبيرًا، وتحظى بإشادة دولية، بفضل مقاربة الدولة المرتكزة على ما هو روحي وأمني استخباراتي وتنموي واجتماعي، غير أن هذا لا يمنع من كون الخطر الذي يحدق بالساحل الإفريقي له تداعيات وخيمة على الأمن القومي المغربي.


ويستهدف المغرب  من طرف الخلايا والجماعات الإرهابية في منطقة الساحل، خاصة التي تنشط في مناطق مثل مالي وبوركينافاسو والنيجر ونيجيريا، شارحًا أنها تراهن على استهداف دولة مثل المغرب، لأن القيام بنشاطٍ إرهابي حتى لو كان صغيرًا فهو بمثابة نجاح كبير لهذه الجماعات، نظرًا للقيود الكبيرة والمشددة التي تفرضها السلطات المغربية على مثل هذه الخلايا.


وتعتمد الاستراتيجيات المغربية في بعدها الإفريقي، حكمتها طيلة عقود من الزمن هواجس أمنية صرفة، فإن المغرب اليوم يحاول لعب أدوار جديدة مرتبطة بتنمية الاقتصاد البين إفريقي، وخلق روابط تجارية في إطار تثمين علاقات جنوب جنوب، كخيارٍ استراتيجي واعد.


للمزيد..خلايا الإرهاب تعاود نشاطها في المغرب العربي


ويرتكز الدور المغربي على ثلاثة مفاتيح أساسية، في تدبيره للأزمات الأمنية في الساحل، تتمحور حول الأمن والتنمية والدين؛ وتشكل في الحقيقة حزمةً واحدة، لا يمكن الفصل بينها.


لمغرب عمل على الدعم الأمني والسياسي لوحدة الدول واستقرارها، من خلال مساهمته في تدبير العديد من الأزمات الإفريقية، سواء في مالي أو الكونغو أو في ليبيا كذلك، والقيام بالمساعي الحميدة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء المختلفين في بلدانهم، وتكوين العديد من الضباط المدنيين والعسكريين من أجل الاستفادة من الخبرات المغربية في المجال، ودعم مسلسل المصالحة السياسية، نهلاً من التجربة المغربية في المجال.


نجاح دور المغرب في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية، يعتبر دعما دبلوماسيا لقضاياه ذات الأولوية، على وجه الخصوص قضية الصحراء، بالإضافة إلى الدينامية الاقتصادية، والفرص التي يمكن أن يوفرها تعزيز التموقع المغربي في الساحل، في ظلِّ تنافس دولي وإقليمي، ودون إغفال المخاطر التي تشكلها الهشاشة الإقليمية أمام وجود دول ضعيفة أو فاشلة أو مرشحة للفشل.

"