خلايا الإرهاب تعاود نشاطها في المغرب العربي
السبت 12/فبراير/2022 - 07:01 م
مصطفى كامل
تبرز أرقام ومؤشرات تفيد بعودة تحرك خلايا الإرهاب ونشاطها خاصة في المغرب العربي مستمدة قوتها من قواعدها وخلاياها الأنشطة، وذلك في وقت أعلن فيه مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي المدعو «أبوإبراهيم القرشي»، في عملية إنزال أمريكية شمالي غربي سوريا.
التحركات والتهديدات المتواصلة منذ آواخر العام الماضي وبداية العام الحالي، كشفت عودة خلايا «داعش»، خاصة عقب إحباط عديد من المخطّطات المتزامنة في كلٍ من تونس والجزائر ورصد تحركات حثيثة لهذه العناصر بالجنوب الليبي.
وعادت الخلايا النائمة بالبلدان المغاربية لمزاولة نشاطاتها، ورغم كونها متفرقة ونجح الأمن في إحباط معظمها وكشفها مبكرًا، إلا أنها متتالية ومتعاقبة، مستفيدة بذلك من توغلها في مناطق الساحل الأفريقي والصحراء ووسط أفريقيا، بفعل غياب الاستقرار الداخلي في عدد المناطق وسهولة تنقل تلك الجماعات داخلها، ما جعل منها داعمًا رئيسيًّا وجديدًا لخلاياها الأساسية المتمركزة في شمال أفريقيا.
ويعد تنظيام «القاعدة» و«داعش» من أبرز التنظيمات الإرهابية الموجودة بشمال أفريقيا والمتمركزة فيه بحكم وجود قيادات مهمة للتنظيمين بالمنطقة، إذ يشهد «داعش» تحديدًا متناميًا وبسطًا للنفوذ خاصة مع بروز خلاياه النائمة ونشاطها في دول المغرب العربي.
مطلع فبراير الجاري، تم الكشف عن خليتين إرهابيتين تابعتين لتنظيم «داعش» في تونس، إحداهما مكونة من 6 عناصر والأخرى من عنصرين وإحباط عملية إرهابية كانت تخطط لها امرأة، قادمة من سوريا، حيث تلقت تدريبات، لاستهداف مناطق سياحية فى البلاد.
السلطات المغربية أيضًا أعلنت القبض على عنصرين للاشتباه في ارتباطهما بخلية إرهابية موالية لتنظيم «داعش»، وذلك في وقت أعلنت سلطات الأمن الجزائرية القضاء على 9 إرهابيين، والقبض على 14 آخرين، فضلًا عن ضبط 222 عنصرًا داعمًا للجماعات الإرهابية، وكميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة.
وخلال بيان أصدرته وزارة الدفاع الجزائرية، قالت إنه تم تفكيك خلية إرهابية تنشط لصالح تنظيم «رشاد» الإرهابي بوهران (شمال غربي الجزائر)، وهي خامس تنظيم إرهابي بعد «الجبهة الإرهابية للإنقاذ» وتنظيمي «القاعدة» و«داعش» على قائمة الإرهاب في الجزائر، كما تم تفكيك خلية إرهابية تتكون من عدد من المنتمين لحركة «الماك» الإرهابية، متورطين في التخطيط لتنفيذ تفجيرات وأعمال إجرامية وسط مسيرات وتجمعات شعبية بعدة مناطق من الأراضي الجزائرية.
وفي الجنوب الليبي بات المشهد يمثل تهديدًا حقيقيًا لامتداد أخطر التنظيمات من الساحل الأفريقي، حسب ما يراه المراقبون الذين يؤكدون أن هشاشة الانتقال السياسي وضعف الوضع الأمني عامة إضافة إلى تمركز خلايا التنظيمات الإرهابية بقوة داخل البلاد خاصة منها تنظيم «داعش» وبروز عصابات هدفها الأساسي تجارة السلاح والبشر والمخدرات وتمويل التنظيمات الإرهابية بالسلاح، وهو ما كشفته تقارير صحفية دولية موثقة حول تهريب السلاح من ليبيا إلى نيجيريا عن طريق تشاد، تؤمنه تلك العصابات لصالح أخطر تنظيم بنيجيريا وهو «بوكو حرام»، منها الأسلحة والمعدات الثقيلة.
وتوضح التقارير ذاتها أن السلاح الليبي يدعم نشاطات تنظيم «القاعدة» في المنطقة المغاربية وحركات التمرد في شمال مالي، واستخدم في الهجوم على بلدية عين آميناس في الجنوب الشرقي الجزائري، والهجمات الإرهابية التي تشهدها تونس من حين إلى آخر، كل هذا يشير إلى خطورة الوضع في ليبيا والبلدان المغاربية المجاورة في ظل غياب رؤية أمنية موحّدة تؤمن الحدود الخارجة عن السيطرة والتي تنذر بعودة قوية للتنظيمات الإرهابية للمنطقة المغاربية من خلال هذه الثغرة.





