«داعش» والبادية.. التنظيم يتجه إلى صحراء المغرب
على مدار السنوات الماضية، عُرف عن تنظيم داعش الإرهابي اعتماده على استراتيجية تجنيد ساكني الحضر في المغرب من الشباب، واستقطاب غالبية العناصر من المدن، وتشكيل خلايا غالبًا ما كانت تحبطها قوات الأمن قبل تنفيذ الهجمات المخطط لها، لكن، ثمّة تحولات شهدتها عملية التجنيد تلك في الفترة الحالية، إذ اتجه التنظيم إلى الشباب الذين يعيشون في مناطق قريبة من الصحراء؛ لتجنب قوة الرصد والمراقبة الأمنية المشددة للأنشطة المتطرفة في المدن، والتي أسفرت طيلة السنوات الماضية عن تفكيك العديد من الخلايا وإجهاض عمليات إرهابية متعددة.
قبل أيام، أعلنت السلطات الأمنية المغربية، توقيف شخصين يعتنقان الفكر المتطرف، ويبلغ الواحد منهما من العمر 23 سنة، وذلك للاشتباه في ارتباطهما بخلية إرهابية موالية لتنظيم داعش الإرهابي في منطقة الرحامنة شمال البلاد، وكشفت التحقيقات الأولية أن أحدهما انخرط في مسعى جدي للتدرب على كيفية صناعة المتفجرات بشكل تقليدي للقيام بعمليات إرهابية.
وأشار المكتب المركزي للأبحاث القضائية إلى أن الشخصين الموقوفين، كانا قد أعلنا مبايعة زعيم تنظيم داعش، بالإضافة إلى شروعهما في تعميم وتداول مؤلفات متطرفة بغرض التجنيد والاستقطاب، لكن السياسة الأمنية الاستباقية التي تنتهجها المملكة، أدت إلى تمكن الجهات المختصة من إفشال مخططات إرهابية عدة سواء ضده أو ضد العديد من الدول.
توارث الأفكار
يتوقع محمد ضريف، الخبير في قضايا الفكر السياسي، أن يستمر تفكيك الخلايا الإرهابية بالمغرب حتى مع القضاء على تنظيم داعش وقتل قادته، مفيدا بأن الأمر مرتبط أساسًا بأفكار وأيديولوجيات يتم توارثها.
وقال في مقابلة مع وسائل إعلام محلية، إن استمرار عمليات التجنيد مرتبط أساسًا بفكر وأيديولوجية يؤمن بها بعض الأشخاص الذين يرغبون في تحويلها إلى فعل على أرض الواقع؛ وهو ما يجعلهم يعلنون الولاء للتنظيمات المتطرفة والقيام بأعمال تمس بالنظام العام، مضيفًا أنه من السهل اعتقال مجموعة من الأفراد والقضاء على تنظيمات بشكل كامل؛ لكن الأفكار والأيديولوجيات تظل حاضرة، ومن الصعب القضاء عليها.
ولفت «ضريف» إلى أن إمكانيات التفاعل والتواصل باتت سهلة مع وجود مواقع التواصل الاجتماعي، موضحًا أن الأمر يتعلق بالتفاعل مع بعض الأشخاص، ينساقون خلف الأفكار التي تجد قبولًا لديهم.
تجدر الإشارة إلى أن
الخلايا التي يجرى تفكيكها، يعكف عناصرها على شراء مجموعة من المواد
التي يتم اقتناؤها من محال تجارية منتشرة عبر ربوع المملكة؛ من قبيل المسامير وبعض المواد
الكيماوية، فضلًا عن تعلم صناعة المتفجرات التقليدية من على مواقع في شبكة الإنترنت.
وبحسب تقديرات رسمية، ظل المغرب بعيدًا عن الهجمات الإرهابية في السنوات الأخيرة حتى أواخر عام 2018 عندما قتلت سائحتين اسكندنافيتين ذبحًا في ضواحي مراكش جنوب البلاد، في اعتداء شنه موالون لتنظيم داعش، وتُعلن السلطات من حين لآخر تفكيك خلايا إرهابية موالية لتنظيم داعش، تجاوز عددها الألفين منذ عام 2002 مع توقيف أكثر من 3500 شخص، وفق بيانات حكومية.





