«داعش» في الأنبار.. صحوة للتنظيم أم حجة أمريكية للبقاء بالعراق؟
بدأ تنظيم «داعش» في إعادة تمركزه من جديد في صحراء الأنبار غربي العراق، بعد مُضِيّ عامٍ وشهرين على تحريرها؛ إذ استطاع الجيش العراقي، المدعوم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، تحرير الأنبار في يوم 9 ديسمبر2017.
ورصدت الشرطة العراقية تحركات مريبة لعناصر التنظيم في المحافظة خلال الشهر الجاري، إذ أكدت أن هُناك مئات العناصر المسلحة موجودة في «الأنبار»، وتقوم بعمليات كرِّ وفرِّ بشكل مستمر، ثم تفرّ للجبال في صحراء المحافظة، خاصةً أن «الأنبار» بها مناطق وعرة، ومجموعة وديان وجبال، يصعب على طيران التحالف أو الشرطة العراقية، ملاحقة المسلحين بها.
وأشارت الوزارة، إلى أن تلك التحركات، تؤكد أن «داعش»، أصبح نشيطًا في صحراء «الأنبار»، ويُحاول استرجاع قوته من جديد.
جاء ذلك تزامنًا مع تصريحات مسؤولين أمنيين أمريكيين، أكدت وجود زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، في صحراء الأنبار، مشيرين إلى أن «البغدادي»، يحاول في الوقت الحالى، إعادة ترتيب صفوف مسلحيه، مستخدمًا صحراء الأنبار معسكرًا للتنظيم.
وأكدوا، أن «البغدادي»، استطاع الفرار من سوريا، وبالتحديد من محافظة «دير الزور»، التي تربطها حدود مع العراق عن طريق الأنفاق، التي تربط دير الزور بمدينة القائم العراقية، مضيفين أن هذه الأنفاق يستخدمها عناصر التنظيم في الانتقال بالسيارات أو الدراجات النارية بين حدود سوريا والعراق، بعيدًا عن أعين طيران التحالف الدولي.
وذكرت مصادر صحفية، أن المعلومات التي وصلت إلى الجيش الأمريكي، تشير إلى وجود «البغدادي» ومعاونيه في منطقة «الحسينيات»، وسط حراسةٍ مشددةٍ من قبل عناصر التنظيم، وبرفقته ما يقرب من «350-500»، وأنه يتنقل من مناطق الحسينيات إلى وادي حوران، وجاء هذا التحرك والانتشار المكثف، بعد نجاح قوات «سوريا الديمقراطية»، المعروفة بـ«قسد»، في دحر عناصر التنظيم من دير الزور؛ حيث فرَّ المئات من المسلحين باتجاه العراق.
وتأكيدًا لما سبق، تعمُد «داعش» خلال الأيام السابقة، الدخول في معارك دامية مع عشائر محافظة الأنبار المختلفة، التي أطلقت حملة واسعة؛ لملاحقة مسلحي التنظيم في المحافظة، بعد أن قام الثلاثاء الموافق 19 فبراير الجارى باختطاف 12 شخصًا، من الباحثين عن محصول «الكمأ» في صحراء الأنبار، وبعد أن عثرت الشرطة العراقية على جثث 6 أشخاصٍ من المخطوفين، وبالفعل استطاعت عشائر «الجغايفة» المنضوي بعضها في الحشد العشائري، قُتِل نحو 5 عناصر من التنظيم، في مواجهات بوادي «حواران» غربي الأنبار.
ومن جانبه قال عبد الخبير عطالله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط المصرية: إن النشاط المتزايد لعناصر«داعش» في العراق، دليل على سماح القوات الأمريكية، بمرور عناصر التنظيم من سوريا للعراق؛ بهدف إيجاد حجة قوية؛ للبقاء في العراق.
وأكَّد «عطالله» في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن الدليل على ذلك تقدم قوات «سوريا الديمقراطية الكردية»، المدعومة من أمريكا على «داعش» في دير الزور، مضيفًا أن أمريكا تعلم أن «دير الزور»، تربطها حدود مع العراق، وتعلم أيضًا أن ضغطها على التنظيم في «دير الزور»، سيجبر التنظيم على الفرار للعراق من جديد.





