الدبيبة وباشاغا.. لعبة عض الأصابع بين التلويح بالحرب واتمام خارطة الطريق الليبية
الجمعة 25/فبراير/2022 - 03:14 م
مصطفى كامل
قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبدالحميد الدبيبة، إن تعيين حكومة انتقالية جديدة قد يؤدي إلى اندلاع حرب في البلاد، مجددًا تأكيده على أنه لن يُسلِّم السلطة إلا لحكومة منتخبة.
جهد طائش ومهزلة
ووصف «الدبيبة» فى خطاب موجه إلى الشعب الليبي مساء الإثنين 21 فبراير 2022، أي
جهد لتشكيل حكومة انتقالية بأنه «طائش» و«مهزلة» قد تؤدي إلى مزيد من
الحرب، في إشارة إلى جهود مجلس النواب لتأكيد تشكيل حكومة انتقالية جديدة
برئاسة فتحي باشاغا، مؤكدًا أنه لن يقبل بأي شكل من الأشكال تسليم السلطة
للفوضى، وأن الانتخابات «هي الحل الوحيد».
مناورة فاشلة
كما
وصف تحرك مجلس النواب بأنه «مناورة فاشلة» من شأنها أن تؤدي إلى «حرب
وفوضى»، حيث قال إنه دخل في مفاوضات مع خصومه لتفادي الجمود الحالي لكن
جهوده باءت بالفشل.
قرارات داخلية
في
المقابل قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: «إن رسالة الأمم
المتحدة هي؛ أن يتخذ القادة الليبيون القرارات من خلال توافق الآراء، وأن
يضعوا إطار عمل، وأن يضعوا في اعتبارهم أيضًا المصالح الفضلى للشعب الليبي،
وخاصة أولئك الذين اتخذوا الخطوات الشجاعة للتسجيل للتصويت، مشيرًا إلى أن
ستيفاني ويليامز، المستشارة الخاصة للأمين العام بشأن ليبيا، تواصل
المشاورات مع الأطراف الليبية واللاعبين الرئيسيين الآخرين».
واقترح
الدبيبة، الذي ينحدر مثل باشاغا من مصراتة، خطة من أربع نقاط لإجراء تصويت
برلماني متزامن واستفتاء على التعديلات الدستورية في أواخر يونيو. وسيتبع
ذلك انتخابات رئاسية بعد أن يضع البرلمان الجديد دستورًا دائمًا، ولم يعرض
إطارًا زمنيًّا للانتخابات الرئاسية.
وفي محاولة لمغازلة الليبيين الذين سئموا الحرب والفوضى، ناشد الدبيبة ما سماها «حركة وطنية حقيقية» للدفع من أجل الانتخابات.
وأكد
مراقبون في الشأن الليبي، أن خريطة طريق الدبيبة تعكس الخلاف السياسي
العميق، موضحين أن الهدف الأساسي منها هو عزل رئيس البرلمان القوي عقيلة
صالح، الذي يعد أشرس خصوم الدبيبة وهو المحرك الأساسي وراء استبدال
حكومته.
ولم
تتمكن ليبيا من إجراء الانتخابات منذ التصويت التشريعي المتنازع عليه في
2014، مما تسبب في انقسام البلاد لسنوات بين إدارات متنافسة، تدعم كل منها
ميليشيات مسلحة وحكومات أجنبية.
وتعهد
فتحي باشاغا رئيس الحكومة الليبية الجديد، بإجراء الانتخابات خلال مدة
أقصاها 14 شهرًا، كما هو معلن في خارطة الطريق التي تبناها البرلمان
الليبي، مؤكدًا أن إجراء انتخابات آمنة وشاملة سيكون أهم أهدافي كرئيس
للحكومة الليبية، وأن الحكومة الجديدة ستكون للجميع وبالجميع، وسنمد أيدينا
لكل الأطراف من دون استثناء، مطالبًا فور تكليفه بتشكيل الحكومة، بضرورة
المصالحة الوطنية، لضمان نجاح العملية الانتخابية وتشكيل حكومة مستقبلية
مسؤولة أمام جميع من تخدمهم.
محاولة باشاغا
وحاول
باشاغا إرسال رسائل إيجابية إلى الدبيبة، تسهل عملية نقل السلطة إلى
حكومته، بقوله أشكر حكومة الوحدة الوطنية، وعلى ثقة بالتزام حكومة الوحدة
الوطنية بمبادئ الديمقراطية والتسليم السلمي للسلطة، كما تعهد بأن يكون عند
حسن الظن، قائلًا إنه لن يترك مجالًا للظلم والانتقام والكراهية، وسنفتح
صفحة جديدة، وسنتعاون دائمًا مع مجلسي النواب والدولة ونطوي صفحة الماضي.
وصوت
مجلس النواب الليبي، بالإجماع، الخميس 10 فبراير الجاري، على اختيار فتحي
باشاغا، رئيسًا للحكومة الجديدة خلفًا لعبدالحميد الدبيبة، حيث قال المتحدث
الرسمي باسم المجلس، عبدالله بليحق، في بيان له، إن مجلس النواب يصوت على
منح الثقة للسيد فتحي باشاغا رئيسًا للحكومة بإجماع السادة الحاضرين.
ورحب
المجلس الرئاسي الليبي بالتقارب بين مجلسي النواب والدولة، وأكد دعمه
خارطة طريق جديدة لإجراء انتخابات على أسس دستورية صحيحة، وأكد الناطق باسم
مجلس النواب الليبي عبدالله بليحق استمرار دعم البرلمان لتشكيل حكومة فتحي
باشاغا، مشيرًا إلى أن تسلم الحكومة الجديدة أعمالها سيكون في الأيام
المقبلة دون أي صعوبات، إضافة إلى ترحيب القيادة العامة للجيش الوطني
الليبي، بتكليف مجلس النواب، وزير الداخلية بحكومة الوفاق الوطني السابقة
«فتحي باشاغا» بتشكيل حكومة جديدة يتولى رئاستها خلفًا لرئيس حكومة الوحدة
الوطنية عبدالحميد الدبيبة.





