ad a b
ad ad ad

«داعش» يستغل موزمبيق إعلاميا لتطوير وجوده الإفريقي

الأحد 13/فبراير/2022 - 05:04 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

يستمد الإرهاب نشاطه في أي بؤرة جغرافية من هشاشة النظام الأمني وتراجع قيم التماسك الاجتماعي إلى جانب ضعف المنظومة السياسية، ومن ثم تركز الجماعات الإرهابية على أكثر هذه العوامل تأثيرًا في مجتمع ما، من أجل التوغل بين طبقاته، وبناء شبكة مسلحة تحقق طموحات مضطربي الهوية.


ويعتمد تنظيم داعش الإرهابي على تلك المنهجية في توسعه بدولة موزمبيق شرق إفريقيا، إذ تعاني البلاد اضطرابًا سياسيًّا، يوازيه نعرات طائفية مستعرة بين طبقات المجتمع المحتلفة، ما يمنح التنظيم فرصة لزيادة انتشاره في المنطقة الجاذبة أساسًا للأطماع، بما لديها من ثروات طبيعية وموقع استراتيجي.


النعرات الطائفية والرسائل الإعلامية لداعش


يركز تنظيم داعش الإرهابي على استغلال النعرات الطائفية السائدة في موزمبيق، وذلك لعدة أسباب منها تقوية شوكته وزيادة عدد المنتسبين لصفوفه، ممن يجدون في تلك النعرات حقائق مضللة لأيديولوجيات اجتماعية ودينية مغلوطة.


يروج التنظيم لاستهدافه غير المسلمين في البلاد، مستخدمًا قنواته الإعلامية، ففي عدد مجلة النبأ الداعشية رقم 324 الصادر في 3 فبراير 2022، نشر التنظيم صورًا لمنازل محترقة، متفاخرًا بتهجير أصحاب الديانة المسيحية من بيوتهم، إذ يعتمد داعش على تلك الدعاية لخلق أسباب دينية  مزعومة لقتاله في الداخل، مستغلًا الاضطراب الداخلي للبلاد.


وتعد موزمبيق من البؤر الحديثة نسبيًّا التي سعى داعش للتموضع بداخلها عبر استمالة مجموعات دينية متمردة بالداخل، ففي يونيو 2018 كانت بداية البث الداعشي من موزمبيق عبر فيديو نشره التنظيم لمجموعة عناصر تعلن ولاءها لزعيم داعش أبي بكر البغدادي (قتل في أكتوبر 2019).


وحول دور الأسباب الداخلية في استقطاب داعش يقول علي بكر، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في تصريح سابق لـ«المرجع» إن هشاشة المنظومة الأمنية لهذه الدول تُعد المحرك الأساسي لانتشار جماعات داعش، فضلًا عن الأطماع الدولية في مقدراتها الثمينة.


الآليات الإعلامية لداعش وولايات أفريقيا


يستغل تنظيم داعش الإرهابي قنواته الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لقوته المزعومة في الولايات الأفريقية، معتمدًا عليها كهدف ترويجي لتنظيمه عقب مقتل زعيمه أبو إبراهيم الهاشمي القرشي في 3 فبراير 2022 عقب تفجيره نفسه وأسرته بحزام ناسف لتطويق القوات الأمريكية لموقع منزله في سوريا.


ويبدو بقاء الفروع الأفريقية في مكانتها الإرهابية كمواقع لجذب المتشددين وإبراز مدى قوة التنظيم ضروريًّا خلال المرحلة الحالية؛ لإظهار عدم تأثر الفروع بمقتل القريشي، وهو ما يعتمد عليه التنظيم بشكل أساسي، وكذلك التنظيمات الإرهابية الأخرى التي لا يتأثر وجودها بفناء قائد التنظيم.


ومن جهته استكمل القيرشي استراتيجية سلفه البغدادي في التمدد وسط الفروع الأفريقية لتمديد مواقع التنظيم دوليًّا، ما يطرح التساؤلات حول نظرية القائد المحتمل للتنظيم تجاه هذه الفروع المتوقع أن تؤدي أدوارًا استراتيجية خطيرة خلال المرحلة المقبلة تعويضًا للتراجع النسبي الذي يعانيه المعقل الرئيسي للتنظيم في سوريا والعراق.


وشهدت الأيام الأخيرة نقاشات بين عناصر داعش والمتعاطفين معه حول حقيقة مقتل القرشي، والشاهد الأبرز في تلك النقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي أن أحدهم لم يناقش مستقبل التنظيم عقب وفاة القائد بل على العكس فهم يتخطون الأحاديث ويركزون على انتماءهم للتنظيم بغض النظر عن القائد الجديد.


المزيد.. حقول الغاز تستقطب «داعش» إلى موزمبيق

الكلمات المفتاحية

"