شتات الخونة.. الصراعات والانشقاقات تضرب الإخوان بين لندن وتركيا
الثلاثاء 01/فبراير/2022 - 12:59 م

مصطفى كامل
في إطار النزاع الدائر داخل جماعة الإخوان «الإرهابية»، وتحديدًا بين الجبهتين المتنازعتين حديثا داخلها؛ جبهة إسطنبول التي يقودها المدعو «محمود حسين» الأمين العام السابق للجماعة، وجبهة لندن التي يقودها المدعو «إبراهيم منير»، قررت الأخيرة عزل القائم بعمل مرشد الجماعة، مصطفى طلبة، والذي تم تعيينه مؤخرًا عن طريق جبهة إسطنبول، تحت ادعاء أن ما حدث من جبهة إسطنبول هو شق للصف استوجب المحاسبة.
صراع متواصل
«من فعل ذلك ليس منا ولسنا منه».. بتلك الكلمات بات الصراع داخل الجماعة الإرهابية متواصلًا، إذ ذكرت جبهة منير في بيان رسمي صدر السبت 29 يناير الجاري، بعدم اعترافها بقرارات جبهة إسطنبول، أو كما يسمى بمجلس الشورى العام، مؤكدة أن الشرعية للجماعة يمثلها نائب المرشد العام والقائم بالأعمال إبراهيم منير فقط. وأن ما حدث من جبهة إسطنبول هو شق للصف استوجب المحاسبة.
البيان الذي أصدرته جبهة لندن والتي يتزعمها «منير» أكد أن ما حدث من جبهة حسين وبخلاف ما فيه من تعد على الشرعية وما تم من مخالفات، فهو يندرج ضمن خطة لحرف الجماعة عن مبادئها وتجاوز ثوابتها، قائلًا: «كل من خرج عن الصف وكل من ساهم في شق الجماعة وترديد الافتراءات الكاذبة ليس من الجماعة، معلنة أنها قررت بطلان ما يسمى باللجنة القائمة بعمل المرشد والتي يمثلها مصطفى طلبة».
جبهة لندن اعتبرت أن كل من شارك في هذه اللجنة قد اختار لنفسه الخروج عن الجماعة، وذلك بمخالفته لوائحها وأدبياتها داعية الجميع للعمل تحت القيادة الشرعية لنائب المرشد والقائم بالأعمال، وبالأخذ عنها وممن يمثلها فقط وهو إبراهيم منير.
وكان ما يسمى «مجلس الشورى العام»، أعلن إقالة المدعو «إبراهيم منير» القائم بأعمال مرشد الجماعة، عقب إقدام المدعو «محمود حسين» الأمين العام السابق للجماعة، عضو مكتب الإرشاد، ومجموعته بالسيطرة على المنصات الدعائية الرسمية للجماعة، واستخدامها في الترويج لرواياتهم الخاصة للخلاف، الأمر الذي دعا «منير» الخروج على الملأ وإعلان بطلان الإجراءات التي اتخذتها جبهة «محمود حسين» الموقوفة، مؤكدًا أن كل الذين ساهموا في تلك الإجراءات أخرجوا أنفسهم من الجماعة.
ممثل رسمى باسطنبول
في الجهة المقابلة، قالت جبهة إسطنبول التي يتزعمها «محمود حسين»، إن مجلس الشورى اجتمع وقرر تشكيل لجنة مؤقتة باسم اللجنة القائمة بأعمال المرشد العام من بين أعضائه، وتقوم بمهام المرشد العام للجماعة لمدة ستة أشهر، على أن يتم الإعلان عن هذه اللجنة في الوقت الذي يحدده المجلس، مؤكدًا أن اللجنة بدأت في ممارسة عملها وأعلنت تسمية الدكتور مصطفى طلبة ممثلًا رسميًا لها.
وعينت جبهة محمود حسين مرشدًا جديدًا للجماعة يدعى «مصطفى فهمي طلبة حسن»، وقالت إن المرشد الجديد طبيب وأستاذ في الجراحة العامة وحاصل على الجنسية البريطانية.
وتم إدراج اسمه وشقيقه بقوائم الإرهاب وذلك في القضية رقم 784 لسنة 2021 حصر أمن دولة عليا في مصر.
تولى شقيقه علي فهمي طلبة إدارة سلسلة من استثمارات جماعة الإخوان في مصر، ومنها محلات راديو شاك وشغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة دلتا للبرمجيات وحلول الأعمال، وهي من أكبر العلامات التجارية وتمتلك سلاسل كمبيومي وكومبيوتر شوب وموبايل شوب وسمارت هوم، وتسيطر على نحو 80% من تجارة التجزئة في مجالات الاتصالات والإلكترونيات والحاسبات.
وعقدت جبهة إسطنبول مؤتمرًا لعناصرها في كافة أنحاء تركيا بمشاركة إدارة القطر المصري، لتعيين قائم بأعمال مرشد الجماعة، وبحضور عدد كبير من قيادات الجبهة وأعضاء مجلس الشورى العام.
وطالبت العناصر الإخوانية الموالية لجبهة حسين منح القائم الجديد بعمل المرشد صلاحيات واسعة مع تحديدها، وإعلانه بها رسميًّا من جانب أعضاء مجلس الشورى العام، وأن يصدر مجلس الشورى قرار تكليف رسمي باسم القائم الجديد، وإخطار صفوف الجماعة به.
وبعدها خرج محمود حسين، الأمين العام السابق لجماعة الإخوان بجبهة إسطنبول، ليدلي بتصريحات بثتها مواقع الجماعة، أكد فيها بطلان قرارات إبراهيم منير القائم بعمل المرشد العام وعزله من منصبه، واختيار لجنة مؤقتة تقوم بمهام القائم بعمل المرشد.