«القاعدة أو داعش».. مَن يلتهم كعكة الإرهاب في أفريقيا؟
الثلاثاء 25/يونيو/2019 - 12:43 م
أحمد عادل
ظهرت جماعة «بوكوحرام» الإرهابية في نيجيريا، عام 2002، وكان قائدها محمد يوسف، إخواني الأصل، لكنه انشق عن التنظيم الدولي في عام 1994، وعرفت الجماعة في بدايتها كجماعة دعوية فقط، وخلال الفترة الأولى من ظهورها أطلق عليها العديد من الأسماء مثل «حركة طالبان النيجيرية، والمهاجرون، واليوسفية، وجماعة أهل السنة للدعوة والجهاد»، وفي النهاية استقر قادتها على اسم «بوكوحرام» ومعناه فى اللغة المحلية النيجيرية، «التعليم الغربي حرام»، من منطلق عداء الجماعة الإرهابية للتعليم الغربي.
ومع بداية عام 2009، أعلن محمد يوسف الحرب على الدولة النيجيرية، وهدد بشنِّ العديد من العمليات المسلحة، وفي 30 يوليو 2009، قُتل على يد الشرطة النيجيرية، بعد مقاومة من بعض الموالين له أثناء إلقائه خطبة في أحد المساجد.
في منتصف عام 2009، تولى أبوبكر شيكاو، زعامة بوكوحرام، وأعلن ولاءه لتنظيم القاعدة الإرهابي، وبرزت من بعد ذلك الانشقاقات داخل الجماعة.
في عام 2015 أعلنت بوكوحرام بقيادة «شيكاو» مبايعة أبي بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي، وفي عام 2016 حدث انشقاق داخل بوكوحرام لتصبح مجموعتين، الأكثر تشددًا بقيادة شيكاو، والأقل بقيادة أبي مصعب البرناوي نجل محمد يوسف.
ونجحت بوكوحرام في استغلال الأوضاع السيئة التي تعيشها منطقة غرب أفريقيا، وفي تكبيد الجيش النيجيري العديد من الخسائر الفادحة، كما ساهمت الانتهاكات المتزايدة من قبل قوات الجيش النيجيري تجاه المدنيين، في المناطق الشمالية، في تمدد التنظيم، وتعافيه من الضربات الأمنية، إذ نجح الجناح الموالي لداعش في استهداف بعض المدنيين، الذين يعانون من الاضطهاد السياسي والتهميش، الأمر الذي أوحى بنجاح بوكو حرام في إيجاد حاضنة شعبية له في منطقة الشمال النيجيري.
وفي أغسطس 2018، سيطرت بوكوحرام، ميدانيًّا على منطقة بحيرة تشاد، وتكبد الجيش النيجيري خسائر متتالية، أفقدته السيطرة على المنطقة.
ويسعى فرع تنظيم داعش في بوكوحرام إلى ترسيخ أقدامه في المنطقة، من خلال الاعتداء على القوات الحكومية، مستغلًا الاضطرابات الأمنية التي تعيشها البلاد، ولم ييأس تنظيم داعش الإرهابي من اختفاء نجمه في القارة السمراء، خصوصًا بعد الكلمة المسجلة لزعيمه أبي بكر البغدادي في أبريل الماضي، والذي أعلن فيها أن وجهته القادمة ستكون إلى القارة الأفريقية، وذلك عبر بوابة ولاية غرب أفريقيا، ومنذ ذلك التوقيت عاد التنظيم مرة أخرى إلى المشهد في أغلب مناطق الصراع مرة أخرى، وكانت البوابة الأولى له القارة السمراء.
محمد عزالدين، الباحث في الشأن الإفريقي
يقول قال محمد عزالدين، الباحث في الشأن الأفريقي: إن كثرة العمليات الإرهابية في أفريقيا ككل، ناتجة عن الخلافات والانشقاقات التي تضرب التنظيمات المسلحة؛ ما يؤدي إلى اختلاف استراتيجية كل تنظيم على حدة.
وأكد عزالدين في تصريح لـ«المرجع»، أن الإرهاب ينشط سريعًا في المناطق التي تشهد اضطرابات وفراغات أمنية كبيرة، مضيفًا أن أفرع القاعدة وداعش في أفريقيا يتنافسون فيما بينهم على مناطق النفوذ والصراع، إذ تلتقي هذه التنظيمات في الأسلوب الدموي الموحد، وتتصارع فيما بينها على المصالح والزعامة، فكل تنظيم يسعى لفرض نفسه على التنظيم الآخر.





