تهديد مباشر وخطر مستمر.. الشباب الصومالية وزيادة نشاطها الإرهابي
الجمعة 18/فبراير/2022 - 09:41 م
أحمد عادل
تسبب تقدم حركة الشباب الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة، في تدهور الأوضاع الأمنية في الصومال، والتي من المتوقع أن تتدنى أكثر تزامنًا مع الانسحاب المتوقع للقوات الأمريكية، وقرب انتهاء مدة تمديد قوات الأميصوم التابعة للاتحاد الأفريقي، فضلًا عن الاضطرابات الإقليمية في دولتي الجوار السودان وإثيوبيا.
تصاعد التهديد
وفي السياق ذاته، قال قائد القوات الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، السبت 22 يناير 2022، الجنرال ستيفن تاونسند، إن التهديد الأمني في أفريقيا آخذ في الازدياد.
وأضاف الجنرال تاونسند إن التهديد الذي تشكله حركة الشباب زاد في الأشهر الـ 12 الماضية، وأشار إلى أن الأسباب الكامنة وراء ذلك هي: عدم وجود ضغط على الحركة خلال العام الماضي، وتوقف العمليات العسكرية لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال «أميصوم» ووباء «كوفيد -19»، وكذلك الأزمة السياسية في الصومال.
وأوضح تاونسند أن سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة هي السبب في تراجع الغارات الجوية التي كان الجيش الأمريكي يشنها على مواقع حركة الشباب.
ووصف الجنرال الأمريكي حركة الشباب بأنها أقوى فروع تنظيم القاعدة وأغناها في العالم، مشيرًا إلى أن الحركة تشكل تهديدًا على الولايات المتحدة ومواطنيها، وذكر أنهم يحملون التهديد الذي تشكله حركة الشباب على أمريكا على محمل الجد.
وأضاف أنهم ينتظرون من الإدارة الأمريكية الحالية قرارات جديدة في التعامل مع تهديدات حركة الشباب، موضحًا أن ما كانت الإدارة الأمريكية السابقة تريده منهم هو سحب القوات الأمريكية في الصومال المقدر عددها بـ 800 جندي ونقلها إلى مكان آخر، وذكر أن القوات الأمريكية المنسحبة من الصومال توجد الآن في قواعد في المنطقة.
"dnp" مستمرة
وأكد قائد القوات الأمريكية في أفريقيا أن بلاده ما زالت تقدم التدريبات للقوات الصومالية الخاصة المعروفة بـ«dnp»، وأوضح أن الجيش الأمريكي يخطط لتدريب فوج من القوات البرية التي تتمتع بتدريبات فائقة، مشيرًا إلى أن دنب في طليعة عمليات القوات الصومالية، ولفت النظر إلى أن مشروع تدريب دنب مشروع ناجح، مضيفًا أن تلك القوة تتمتع باحترام الشعب الصومالي.
وعلى الرغم من حرص الحركة على استهداف عدة مدن في ولايات وسط وجنوب الصومال، فإنه من اللافت انصباب تركيز هجمات حركة الشباب على ولاية غلمدغ، وهو ما يكشف عما تتمتع به الولاية من أهمية استراتيجية لعدة اعتبارات: أولها أنها ولاية مركزية يَحدّها من الشرق المحيط الهندي، ومن الشمال ولاية بونتلاند، ومن الغرب إثيوبيا، ومن الجنوب ولاية هيرشبيلى، وبالتالي تُعدّ حلقة وصل بين الولايات الصومالية، كما تمتلك منافذ بحرية تُسهّل من ربط الحركة بالعالم الخارجي، وبالتالي تعزيز مصادر دعم وتمويل الحركة ومدّها بالمواد اللوجستية اللازمة كالأسلحة والمتفجرات، إلى جانب تيسير حركة نقل العناصر الإرهابية.
ثانيها، هو أن الولاية تُعدّ أحد أهم مراكز الاقتراع التي يُجْرَى من خلالها انتخاب 24 مقعدًا نيابيًّا في مركزها، وبالتالي فإن استهداف الولاية يأتي تنفيذًا لما أطلقته الحركة من تهديدات حول المشاركة في العملية الانتخابية، وبالتالي إعاقة المسار الانتخابي في البلاد، ما يعني دخول الصومال في جولات ممتدة من الفوضى وعدم الاستقرار.
وثالثها: ما تشهده الولاية من اضطرابات سياسية وأمنية إثر الصراعات المندلعة تارة بين العشائر، وأُخرى بين القوات الصومالية وتنظيم «جماعة أهل السنة والجماعة» -الحليف السابق للحكومة الصومالية-؛ فلقد عاد تنظيم الجماعة بقوة منذ أكتوبر 2021، ويسعى لتحقيق مكاسب ميدانية تجعل منه رقمًا مهمًّا في المشهد السياسي والأمني، وهو ما تسعى حركة الشباب إلى توظيفه لإنهاك القوات في معارك جانبية.





