الإخوان يتربحون من قضايا الاضطهاد في الولايات المتحدة
الجمعة 04/فبراير/2022 - 05:51 م
نهلة عبدالمنعم
استطاع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان بناء شبكة تنظيمات مهمة في الولايات المتحدة الأمريكية، يستخدمها من أجل تحقيق أهدافه في المنطقة، ليبرز فرعه في واشنطن كأخطر الفروع الإخوانية في الغرب.
ويستغل الإخوان، الأحداث المختلفة التي تطرأ على المجتمع الأمريكي والدولي لتوظيفها من أجل تحقيق أهدافه الخاصة، وتبقى الإسلاموفوبيا والاضطهاد العرقي كأبرز الملفات التي يوظفها الإخوان لتحقيق استراتيجيته تلك.
مؤسسات الإخوان في أمريكا واستغلال حوادث الاضطهاد
تعمل مؤسسات الإخوان على إبراز الحوادث لتحقيق أهدافها في الانتشار وسط مجتمع الأقليات، إذ أعطت حادثة مقتل الأمريكي جورج فلويد، فرصة لتنظيم الإخوان من أجل الانتشار في مجتمع أصحاب البشرة السمراء والأصول الأفريقية، وفلويد هو مواطن من أصل أفريقي قُتل في 25 مايو 2020 على يد الشرطة أثناء عملية احتجاز عنيفة.
وركزت الجماعة في 15 يناير 2022 على يوم «مارتن لوثر كينج»، الذكرى التي تتكرر كل عام كمتغير لإبراز الإخوان كمناصرين لأصحاب البشرة السمراء ضد ساسة اليمين والمتورطين معهم في اضطهاد أصحاب الأصول الأفريقية.
وعمل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (CAIR) على رصد التغريدات غير المتعاطفة مع مارتن لوثر كينج –المناضل من أجل حقوق أصحاب البشرة السمراء في الولايات المتحدة (1929: 1968).
واختار الموقع الالكتروني للمجلس تغريدات ويندي روجرز عضو مجلس الشيوخ عن أريزونا كواحد من التغريدات المعادية لأصحاب الأصول الأفريقية.
وطالب المجلس بتدخل المؤسسات الحكومية المسؤولة من أجل إقصاء المعادين للأفارقة والإسلام، إذ يحاول المجلس تسليط الضوء على حوادث الرفض العقائدي في البلاد، كخطر يهدد المسلمين وأصحاب الديانات المختلفة.
وفي 18 يناير 2022 طالب فرع «كير» بنيويورك المدعي العام لبروكلين إريك جونزاليس باتهام ضابط شرطة سابق يدعى ريجز كوونج بالعنصرية ضد المسلمين لنعته سائق أجرة مسلم بالقاعدي أي المنتمي لتنظيم القاعدة.
توظيف حوادث الاضطهاد لتحقيق أهداف الجماعة
قد يجد البعض في هذه التدخلات الإخوانية مناصرة للدين والعرق، ولكن بالنظر إلى تعامل الجماعة مع تلك الحوادث، تظهر أبعاد أخرى للقضية، تتمثل أهمها في جمع المال والتبرعات.
تستعين جماعة الإخوان بأموال التبرعات كمصدر دخل لأنشطتها؛ وبالتالي فهي تستفيد من حوادث الاضطهاد لجمع المال، إذ يدعي مجلس العلاقات «كير» بأن أهم أهدافه هو الدفاع عن المسلمين في الولايات المتحدة ضد الاضطهاد الديني، وبالتالي فهو يستغل هذه الحوادث من أجل جمع الأموال، مشيرًا في إعلاناته التي يقدمها للتبرع إلى انه يستخدم الأموال للدفاع عن المضطهدين من أجل الدين ولمقاومة الإسلاموفوبيا.
وإبان الأحداث العنيفة التي رافقت مقتل جورج فلويد والتظاهرات الغاضبة استغلت الجماعة احتجاز الشرطة، بعض المتظاهرين لمخالفتهم قرارات الحظر الخاصة بتقويض انتشار فيروس كورونا المستجد، مطالبة المواطنين بالتبرع لها من أجل الدفاع عن هؤلاء قانونيًّا، أي أن الجماعة تعمل على جمع المال عبر توظيف هذه الحوادث.
ومن زاوية أخرى تمنح هذه المواقف التي تبديها الجماعة انتشارًا أوسع وسط مجتمع الأقليات، ومن ثم يزداد عدد المتعاطفين مع أيديولوجيتها لاستخدامهم فيما بعد عندما يحين الوقت المستهدف لذلك، وهو ما يتوافق مع أدبيات انتشار التنظيم من حيث الانتشار بين الطبقات العامة وصولًا للساسة وصناع القرار.





