الولايات المتحدة تواجه اليمين المتطرف وسط مخاوف من إطلاق ميليشيات مسلحة
أدركت الولايات المتحدة الأمريكية، تعاظم نفوذ جماعات التطرف المحلي بداخلها إبان أحداث الكابيتول هيل، إذ اختبرت
البلاد موجة عنف شديدة قادها اليمين المتطرف ضد صناع القرار في البلاد، وتأسيسًا
على الرغبة المعلنة من جانب الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن لمكافحة الإرهاب
الداخلي، أعلنت وزارة العدل الأمريكية الثلاثاء 11 يناير 2021، تأسيس وحدة جديدة لمواجهة
الإرهاب المحلي.
وتعد الخطوة المعلنة من قبل وزارة العدل، انعكاسًا للوعي السياسي والمجتمعي بخطورة اليمين المتطرف على البلاد، وأن توابعه
العنيفة لا تقل خطورة عن تلك التي تحملها الجماعات التي تتخذ من الدين الإسلامي
رؤية مغلوطة كمرجعية للتطرف، إذ قال
المدعي العام المساعد للأمن القومي بوزارة العدل، ماثيو أولسن إن الولايات المتحدة
تواجه تهديدًا خطيرًا من الإرهاب المحلي.
وأشار خلال جلسة استماع بمجلس
الشيوخ إلى رصد أجهزة الدولة، وجود تهديد متسارع من جانب الأشخاص العنصريين
والرافضين للمختلفين عنهم سواء عرقيًا أو فكريًا، مشددًا على أن جماعات الإرهاب
الأبيض تشكل التهديد الأكثر خطورة في هذا الملف، مضيفًا بأن القسم الجديد المقرر
إنشاؤه سيعمل ضمن وحدة الأمن القومي لضمان حفظ الأمن في البلاد.
الكابيتول هيل.. نقطة التحول
الأمريكي ضد الإرهاب الأبيض
تعد أحداث الكابيتول هيل من أبرز
الأحداث السياسية العنيفة التي وقعت في الولايات المتحدة خلال السنوات القليلة
الماضية، ففي السادس من يناير 2021، اقتحم أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب، مبنى الكونجرس
الأمريكي أثناء جلسة تنصيب جو بايدن رئيسًا للبلاد، اعتراضًا منهم على نتيجة
انتخابات الرئاسة، ما خلف ما لا يقل عن 4 قتلى وعدد من الجرحى.
ومن ثم كان ذلك بمثابة تسليط للضوء
على أوضاع متردية تتنامى في البلاد، فيما أشارت وكالة «رويترز» الإخبارية في تقرير نشر في 11
يناير 2022 إلى أن وزارة العدل الأمريكية وجهت دعاوى جنائية ضد ما يزيد على 725
شخصًا بسبب أحاث الكابيتول هيل، كما أفرزت تلك الأحداث شهرة أكبر لجماعة براود
بويز اليمينية.
وجماعة براود بويز (Proud boys) هي جماعة يمينية متطرفة تنتمي
إلى الإيديولوجية المُعظمة للعرق الأبيض، الكاره لباقي العرقيات، وهي الجماعة التي
لعبت الدور الأكثر خطورة في الحشد لأحداث الكابيتول هيل، وتتكون الجماعة من الرجال
فقط، وتأسست في 2016، ويتزعمها حاليًا إنريكي تاريو.
ومن جهتها قالت رئيسة وحدة الأمن
القومي بمكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي، جل سانبورن إن المعلومات الواردة للوحدة الخاصة
بها تشير إلى خطورة متزايدة يشكلها الإرهاب الأبيض على أمن المجتمع، مضيفة
إلى تخوفها من قدرة تلك المجموعات على بناء ميليشيات تهدد أجهزة الحكومة وتهاجم
المدنيين.
الإرهاب الأبيض.. عنف متزايد
يهدد الأمن
شهدت الأونة الأخيرة تزايدًا في أنشطة
اليمين المتطرف بالغرب وبالأخص مع انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، إذ عملت هذه المجموعات
على الدفع بأن الفيروس ما هو إلا مؤامرة للقضاء على العرق الأبيض، رافضين الرضوخ
لإجراءات العزل ومنع انتشار الفيروس، كذلك تلقي اللقاحات التي يروجون أنها صنعت من
أجل القضاء عليهم.
وبالتالي فإن انتشار الفيروس القاتل
خلق بيئة مواتية لنمو التيار وتجمع أصحاب الرؤى الواحدة في مجموعات إلكترونية
تتناقش عبر شبكات الإنترنت ما زاد من المخاوف الأمنية تجاه احتمالات تجمع هؤلاء
العناصر لبناء ميليشيات مسلحة تهدد أمن الولايات المتحدة.
المزيد.. على خطى داعش.. اليمين المتطرف يتنامى في أستراليا مستغلًا الكورونا





