بعد هجوم «أوتريخت».. هل يكون الحذر الأوروبي درعًا واقيًا من الإرهاب؟
أثار هجوم أوتريخت في هولندا، الذي وقع أمس الإثنين 18 مارس 2019، حالة الفزع في أوروبا، التي انتفضت لمواجهة أي أعمال إرهابية محتملة بعدما فتح مسلح من أصل تركي «جوكمان تانيس» البالغ من العمر 37 عامًا – مازال مشتبهًا به – النار على ترام في وسط البلاد.
ورفعت السلطات الهولندية، درجة الاستعداد الأمني في محيط المدينة إلى الدرجة القصوى بعد إطلاق مسلح مجهول النارَ على ركاب الترام وسط البلاد، ما أدى إلى سقوط قتيل وإصابة سبعة أشخاص، وفقًا للحصيلة الأولية لعدد الضحايا.
ردود الفعل الدولية
فيما قررت السلطات الهولندية وجمعيات إسلامية إغلاق المساجد في أوتريخت احترازيا، كما تمت مناشدة المواطنين في المدينة التزام المنازل، وأغلقت جامعة أوتريخت ودور الحضانة والمدارس أبوابها على الطلاب، ولا يُسمح للآباء باصطحاب أطفالهم الآن، فيما قال رئيس الوكالة الهولندية لمكافحة الإرهاب، بيتر جاب آلبرجبرغ: إن الحادث الذي وقع صباح اليوم بمحطة الترام في مدينة أوترخيت بوسط البلاد، يبدو إرهابيًّا.
وأعرب رئيس الوزراء، مارك روتي، عن بالغ قلقه إزاء الحادث، موجِّهًا بتشديد الإجراءات الأمنية في محيط المدارس والمساجد والجهات الحكومية تحسُّبًا لوقوع هجمات أخرى مماثلة.
وعلى الحدود الجنوبية لهولندا، أعلنت بلجيكا رفع حالة التأهب عند مستوى اليقظة والحذر، استعداد لأية حوادث إرهابية على أراضيها؛ إذ قال رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل، إن قوى الأمن في بلاده وضعت في حالة تأهب عند مستوى اليقظة والحذر، عقب حادثة إطلاق النار في محطة للترام بمدينة أوتريخت الهولندية.
أما المملكة المتحدة فوصفت الهجوم في هولندا بأنه يبعث بقلق بالغ" بحسب ما قاله وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت، حسبما ذكرت قناة (سكاي نيوز) الإخبارية،من أن بلاده تجري اتصالات مع السلطات الهولندية لبحث التطورات في الأمر.
كما قررت السلطات الألمانية – والتي تقع على الحدود الشرقية من هولندا – تعزيز الرقابة على الحدود عقب حادث إطلاق النار في المدينة الهولندية، كما أعلنت الشرطة الألمانية أنها تشدد عمليات المراقبة على حدود البلاد، وأنها تجري البحث عن المسلح الذي نفذ إطلاق النار في مدينة «أوتريخت» الهولندية.
إشارات لاستمرار التهديد
قال هاينريش اونشتاين المتحدث باسم الشرطة الفيدرالية في ولاية «شمال الراين-وستفاليا» الحدودية، أنه تم الدفع بعناصر إضافية من قوات الشرطة ليس لمراقبة الطرق السريعة الرئيسية فحسب، بل والمعابر الصغيرة وطرق السكك الحديدية أيضًا، مضيفًا: «أن الشرطة الفيدرالية على اتصال وثيق مع السلطات الهولندية ولديها أوصاف المشتبه به، مشيرًا إلى أنه تم إبلاغ السلطات الألمانية في بادئ الأمر بالبحث عن سيارة ولكن تم إعلامها الآن بأنه عُثر على السيارة في مدينة أوتريخت».
ويذكر أن أوروبا تواجه عددًا من الهجمات الإرهابية، خلال السنوات الماضية، وتخشى الدول الأوروبية من عودة التهديدات الإرهابيَّة، مع تنامي ظاهرة الذئاب المُنفَرِدة في الغرب، على الرغم من الضربات القاضية التي يتلقاها تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا.
وفي ذات السياق يذكر أيضًا أن كبير ضُبَاط مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة حذر في أكتوبر الماضي، من أن وكالات إنفاذ القانون أخفقت في مواكبة التهديد الإرهابي المتطور، وأصبح من الواضح أكثر من أي وقت مضى أن هناك عاصفةً كاملةً في المملكة المتحدة في الوقت الحالي.
وقد أشار كبير الضباط إلى أن التهديد مُستمرٌ أيضًا بسبب عودة عناصر «داعش»- ذوي الأصول البريطانية- من العراق وسوريا، إضافة إلى صعود اليمين المتطرف الذي شهد زيادةً كبيرةً في عدد الجرائم منذ مقتل النائب جو كوكس في عام 2016.
