ad a b
ad ad ad

حياة بائسة تحت حكم طالبان.. أفغانيون يبيعون أعضاءهم لإطعام أسرهم

الإثنين 17/يناير/2022 - 04:37 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

اتخذ الكثير من الأفغان ممن تأزمت أحوالهم المادية إلى درجة بالغة بسبب الفقر الشديد الذي تفشى في البلاد في ظلّ حكم طالبان، قرارات يائسة، أبرزها بيع أعضائهم الداخلية من أجل لقمة العيش، في وقت تغرق البلاد التي تسيطر عليها حركة طالبان منذ أغسطس الماضي في دوامة رهيبة من الفقر.

حياة بائسة تحت حكم

بيع الأعضاء


في شرق أفغانستان وتحديدًا ولاية هرات، قرر بعض الأهالي بالمخاطرة بحياتهم من أجل استمرار معيشتهم عن طريق بيع أعضائهم، وخصوصًا الكلى، في وقت يعاني فيه اقتصاد البلاد من تدهور شديد عقب سيطرة الحركة الأفغانية على مقاليد الحكم.


ويقول الطبيب الجراج المتخصص في زراعة الكلى الدكتور ناصر أحمد إنه أجرى خلال عام 2021 ما يقرب من 85 عملية زرع، مشيرًا إلى أن  العملية الكاملة لزرع كلية، بما فيها شراؤها، تكلف ما بين 6 و8 آلاف دولار أمريكي، ويختلف سعر الكلى بحسب فئة الدم، ولكن سعر الكلية الواحدة بشكل عام يتراوح بين ألفي وأربعة آلاف دولار، وقد تبلغ كلفة الاستشفاء والجراحة والأدوية وغيرها نحو أربعة آلاف دولار أيضًا.


ويؤكد الطبيب أن أكثرية من يأتون لبيع أعضائهم هم من الشريحة الأفقر، وهم يقومون بذلك فقط لأنهم بحاجة ماسة إلى إطعام أسرهم، وهو يضيف أنهم لا يدركون مدى المخاطر التي قد تتسبب بها خسارة كلية من اثنتين. ويقول الطبيب أحمد شكيب، إن من يبيع كليته قد يحقق مكاسب اقتصادية ولكنه يخاطر بحياته، إذ يواجه معظم الناس الذين تنقصهم كلية مشاكل صحية متنوعة، بسبب نقص الكلية تحديدًا.


وكان اقتصاد أفغانستان يعتمد إلى حدّ كبير على المساعدات الدولية، ولكنه كان يعاني، وتعرض لضربة كبيرة مع وصول طالبان إلى الحكم إثر انسحاب فوضوي للقوات الغربية من كابول، إذ لا رغبة غربية في العمل مع طالبان، ولذا تم إيقاف المساعدات المادية، وكانت تداعيات ذلك كارثية بكل ما للكلمة من معنى، حاليًّا تعاني أفغانستان التي مزّقتها الحرب خلال أربعة عقود، من مشاكل لا تُحصى ولا تعدّ، ما أثر بشكل خاص على الشريحة الأفقر.

حياة بائسة تحت حكم

البيع مقابل العمل


خلال شهر من عوة طالبان إلى الحكم مرة أخرى، أقدم أفغاني يدعى غلام هزرات الذي يعيش في الريف في هرات الدخول بطريقة غير شرعية إلى إيران آملًا في الحول على عمل، حيث استدان نحو 200 دولار ودفعها لمهرب بشر، ولكن السلطات الإيرانية اعتقلته عند الحدود، ورحلته مباشرة إلى أفغانستان.


وعندما عاد إلى بلاده، لم يكن أمامه حلّ آخر ليصفي ديونه ويسدّ جوع أولاده إلا بيع كليته، فذهب إلى المستشفى في هرات وباعها بـ2.300 دولار أمريكي. ومع أن الطبيب نصحة بالراحة لمدة سنة، وعدم القيام بأي عمل مجهد بدنيًّا، إلا أن هرزات لا يعرف ما الذي سيقوم به عندما ينفق أمواله.


وفي الوقت الذي طالبت الأمم المتحدة بتبرعات دولية بقيمة خمسة مليارات -وهو مبلغ قياسي- لمنع أفغانستان من الغرق في واحدة من أخطر الكوارث الإنسانية في تاريخها، ذكر بيان للأمم المتحدة أن أفغانستان تحتاج إلى 4.4 مليارات دولار من الدول المانحة لتمويل الاحتياجات الإنسانية هذا العام، وهو أكبر مبلغ طالبت به الأمم المتحدة على الإطلاق لدولة واحدة.


وبحسب الأمم المتحدة، ستخصص تلك المبالغ لدعم القطاع الزراعي وتمويل النظم الصحية ومن ضمنها العلاج والتأهيل ضد سوء التغذية، وتأمين المأكل والمياه العذبة والتعليم.


وتوازيًا مع مطالب الأمم المتحدة، وعدت الولايات المتحدة، بتقديم حزمة مساعدات أولية لأفغانستان بأكثر من 300 مليون دولار في 2022، وقالت الوكالة الأمريكية للمساعدة الدولية (USAID) إن هذه الأموال يجب أن تكون كأولوية في مساعدة الغذاء والصحة، وكذلك الحماية من الشتاء القارس.


للمزيد .. مستقبل غامض ينتظر أفغانستان في 2022

الكلمات المفتاحية

"