«طالبان» تُكثف إرهابها.. سلسلة تفجيرات انتحارية تنسف المصالحة الأفغانية

أعلنت السلطات الأفغانية، صباح اليوم الأربعاء 26 ديسمبر 2018، مقتل 6 أشخاص في تفجير انتحاري بمدينة «قندهار» جنوبي أفغانستان، وذلك عقب قيام انتحاري بالتخفي في زي متسول، وتفجير نفسه، وعلى الرغم من ذلك لم تعلن أن جهة إرهابية، سواء أكانت طالبان أم داعش، تبنيها الحادث الإرهابي.
وتزامنًا مع هذا الهجوم، شنت حركة «طالبان» الأفغانية
فجر اليوم الأربعاء، هجومًا إرهابيًّا على نقاط أمنية لجنود الجيش الأفغاني في مناطق «نواقلو، داكه، لاجبور، أنبار خاني، مشوانو،
كراباوي» التابعة لمديرية «بتي كوت» بولاية «ننجرهار»، حسب ما جاء ببيان وزارة الداخلية الأفغانية، وزعم بيان صدر عن طالبان أن الهجوم أسفر عن سقوط 32 جنديًّا أفغانيًّا بين قتيل وجريح.
ويأتي هذا الهجوم عقب الانفجار الإرهابي الذي تعرضت
له العاصمة الأفغانية «كابل» يوم الإثنين الماضي من الأسبوع الحالي، وأسفر عن مقتل
ما يقرب من 43 قتيلًا، وهو من أكثر الهجمات الإرهابية بشاعة التي تعرضت لها كابل
خلال عام 2018، بحسب وصف وزارة الداخلية الأفغانية.
وتعرضت أفغانستان خلال الفترة الماضية لسلسلة هجمات
انتحارية بشكل متكرر، هذا الأمر جعلها تتصدر قائمة الدول الأكثر تعرضًا للعمليات
الإرهابية خلال شهر ديسمبر 2018، وذلك بحسب إحصائية أعدها مرصد الإفتاء للفتاوى
التكفيرية، إذ قال: «إن أفغانستان تربعت على
قائمة الدول الأكثر تعرضًا للعمليات الإرهابية خلال شهر ديسمبر؛ حيث شهدت في الأسبوع
الماضي 6 عمليات ضد قوات الأمن الأفغاني نفذتها حركة طالبان الأفغانية، ويأتي ذلك تزامنًا
مع مسارات المفاوضات التي تجري مع الحركة والحكومة الأمريكية التي كان آخرها في الإمارات».
وتلك
التفجيرات حدثت عقب المباحثات السياسية التي درات بين قيادات حركة طالبان والولايات المتحدة الأمريكية في دولة الإمارات
العربية المتحدة يوم الإثنين الموافق 17 ديسمبر 2018، لإنهاء الأزمة السياسية
بينهم، القائمة منذ 17 عامًا، لكن على ما يبدو أن أعضاء الحركة في أفغانستان لا
يريدون إنهاء الأزمة.
وفي
تصريحات خاصة لـ«المرجع» قال عبدالخبير عطاالله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة
أسيوط، إن أعضاء حركة طالبان الموالية لتنظيم أيمن الظواهري «القاعدة»، لا يريدون حل الأزمة الأفغانية، وأبرز دليل على ذلك هو الهجمات الإرهابية التي شنتها
بشكل مكثف الأسبوع الحالي، مشيرًا إلى أن الحركة تريد أن ترسل رسالة تهديد
لأمريكا.
وأكد
«عطاالله»، أن حركة طالبان من أكثر المستفيدين من استمرار الأزمة السياسية الحالية، لأنها (أي الحركة) من
خلال عدم الاستقرار في أفغانستان تعمل في تجارة الأسلحة والمخدرات، التي جنت من
خلالها الكثير من الأموال، لذلك لن تعمل الحركة على تسهيل الأمور لحل الأزمة
الأفغانية.