شاران فاغي.. عملية تمشيط الحدود بين النيجر ونيجيريا لدحر الإرهاب
الأحد 09/يناير/2022 - 05:03 م
أحمد عادل
تعمل دول غرب القارة السمراء، وتحديدًا النيجر ونيجيريا، على تحييد الإرهاب، وتمدد التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي، وذلك عن طريق تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة بين أكثر من دولة بالمنطقة.
شاران فاغي
ومن بين أهم العمليات التي تنفذها النيجر ونيجيريا بدعم من الولايات المتحدة، وقوة المهام المشتركة متعددة الجنسيات المتمركزة في «ديفا»، جنوب شرق النيجر، عملية «شاران فاغي».
تمشيط الحدود
عملية شاران فاغي وهي كلمات تعني «التمشيط» بلغة «الهوسا»، والغرض من عملية «شاران فاغي» هو مواجهة المخططات الإرهابية لجماعة «بوكو حرام» وتنظيم «داعش» الإرهابي في غرب أفريقيا.
وتم تنفيذ العملية على الحدود بين نيجيريا والنيجر على مرحلتين، امتدت الأولى من 1 إلى 10 ديسمبر 2021، وقد أتاحت تأمين أعمال تحصين وحماية مدينة «مالام فاتوري» بنيجيريا، بينما أجريت المرحلة الثانية من 11 إلى 21 ديسمبر 2021، لطرد الإرهابيين من مناطق بدولة النيجر.
وانتهت عملية «شاران فاغي» بتحييد 22 إرهابيًّا من «بوكو حرام» وتدمير 4 سيارات للإرهابيين، وإتلاف منصة مدفعية موجهة نحو مدينة ديفا بالنيجر، واستعادة 7 بنادق هجومية من طراز «آي كي 47»، وتعطيل خمس دراجات نارية للإرهابيين.
رد الإرهابيين
وفي سياق عمليات مكافحة الإرهاب خلّف هجوم للإرهابيين بقذائف الهاون والعبوات الناسفة وسيارة مفخخة مقتل جنديين نيجريين، وإصابة 12 آخرين بجروح طفيفة، وفي نيجيريا قُتل ما لا يقل عن 4 جنود.
وسبّبت الهجمات المستمرة من بوكو حرام وداعش الإرهابيين في هذه المنطقة وقوع مئات الضحايا من السكان، ما دفع الآلاف من الناس لمحاولة اللجوء إلى مناطق نائية في كل من النيجر ونيجيريا.
وحاول الإرهابيون بكل الوسائل عرقلة الاحتفال بالذكرى 63 لإعلان جمهورية النيجر 18 ديسمبر 2021- والمُنظمة فعالياتها في مدينة ديفا، كما حاولوا إعاقة تقدم أعمال التحصين لمدينة مالام فاتوري، وهو مشروع ضروري لتوفير الأمن لعودة اللاجئين النيجيريين.
وبعد عملية شاران فاغي، نفّذ تنظيم داعش الإرهابي في غرب أفريقيا هجمات في المناطق التالية: جولو- مورا بالكاميرون، وتبعد 290 كم عن منطقة تنفيذ العملية. كذلك في موسى-نورنو بنيجيريا، والتي تبعد 260 كم عن منطقة تنفيذ شاران فاغي. وأيضا بوني يادي-يوبي بنيجيريا، والتي تبعد 200 كم من منطقة تنفيذ العملية.
كما استهدف تنظيم داعش الإرهابي مناطق مونجونو-بورنو بنيجيريا، والتي تبعد 105 كم عن منطقة تنفيذ شاران فاغي، وأيضًا مناطق مامات- مايدوجوري بنيجيريا، والتي تبعد 155 كم عن منطقة تنفيذ العملية.
تراجع ملحوظ
هذه النتائج هي عينة من فعالية ونجاعة هذه العمليات التي أجبرت الإرهابيين على التراجع داخل نيجيريا، ولكن في 25 ديسمبر 2021 رد الإرهابيون بنصب كمين في مدينة كاريتو، التابعة لمحافظة بورنو بنيجيريا، على بعد 26 كم فقط من مسرح العمليات.
ويتضح جليًّا من رد الفعل أن الإرهابيين ليسوا مستعدين للتخلّي عن مناطق سيطرتهم على حدود النيجر مع نيجيريا في منطقة العمليات هذه؛ لأنهم يتخذونها كجسر عبور لوجستي لإمداداتهم.
وفي المناطق البعيدة عن عملية «شاران فاغي»، حافظت جماعة «بوكو حرام» وتنظيم «داعش» على عملياتهما الإرهابية، التي خلفت ما لا يقل عن 92 قتيلًا مدنياً و64 جريحًا مؤخرًا.
منذ خسارة تنظيم داعش دولة خلافته في سوريا والعراق، أضحت أفريقيا بؤرة جديدة ساخنة للحرب ضد الإرهاب.
وعلى الرغم من أن التطرف العنيف ليس جديدًا في القارة، فإن أحداث العنف المرتبطة بتنظيمي داعش والقاعدة تصاعدت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، إذ تكافح الدول الهشة ضد الفصائل المسلحة الإرهابية في الفضاءات الشاسعة غير الآمنة.
وفي عام 2021، خسرت بوكو حرام مساحات شاسعة من شمال شرق نيجيريا، وتفككت الحركة بعد مقتل زعيمها أبوبكر شيكاو. لكن الجماعات المنشقة لا تزال تسبب خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات حول بحيرة تشاد.
يذكر أن هناك قوّةً مشتركةً متعددة الجنسيات تتمركز في ديفا، جنوب شرق النيجر، وتتكوّن من جيوش أربع دول هي تشاد والنيجر والكاميرون ونيجيريا بدعم من الولايات المتحدة.





